“لم يعد موجودا”.. أردوغان: لن ألتقي برئيس وزراء اليونان حتى “يتمالك نفسه”

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إنه من المستحيل أن يلتقي برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس حتى “يتمالك نفسه” حسبما أفاد تلفزيون (إن تي في)، وسط تجدد للتوتر بين الجارتين والبلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

وتركيا واليونان خصمان قديمان، وهما على خلاف الآن حول قضايا عديدة تشمل التحليق المتبادل في مجاليهما الجويين ووضع جزر في بحر إيجة والحدود البحرية والموارد الهيدروكربونية في البحر المتوسط وقبرص المنقسمة عرقيًا.

وقال أردوغان إن ميتسوتاكيس “لم يعد موجودًا بالنسبة له”، بعد أن سعى رئيس الوزراء اليوناني لدفع الولايات المتحدة إلى عدم بيع مقاتلات من طراز إف-16 لتركيا خلال كلمة ألقاها في الكونغرس الأمريكي.

وتصاعد التوتر من جديد في الآونة الأخيرة بشأن المجال الجوي ووضع الجزر المنزوعة السلاح في بحر إيجه.

وقال أردوغان للصحفيين في رحلة العودة من قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد “دعوه يتمالك نفسه. لا يمكننا أن نلتقي طالما أنه لا يتمالك نفسه”.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن أردوغان قوله “كافة قادة الناتو عرضوا علينا التوسط لعقد لقاء مع اليونان وأجبتهم بالقول: المعذرة ليس لدي وقت لإضاعته الآن”.

وأضاف “لسنا هواة التصعيد إن كانت اليونان لا تسعى لذلك، لكن هذا البلد يجب أن يُحاسَب على انتهاكه الأجواء التركية 147 مرة”.

اليونان ترحب بالحوار

وفي حديثه للصحفيين بمدريد، أمس الخميس، قال ميتسوتاكيس إن اليونان العضو في الاتحاد الأوربي منفتحة على الحوار مع تركيا، وكرر أنه لن يشارك في “حوار من المواجهات الشخصية” مع أردوغان.

وأضاف “سأستمر في الإصرار على أن باب اليونان للحوار في الإطار الذي حددناه مفتوح دائمًا. وفي الوقت نفسه ستستمر بلادنا، كلما سنحت لها الفرصة، في إثارة قضايا العدوان التركي داخل الاتحاد الأوربي”.

وأشار ميتسوتاكيس إلى أن بلاده “تشكل تحالفاتها الخاصة”، وأنها تريد دعم الحلفاء في القضايا الوطنية، لكنها طلبت أيضًا من تركيا المشاركة في المحادثات.

وأثار ميتسوتاكيس غضب أردوغان بسبب ما يقول إنه تراجع الزعيم اليوناني عن وعده بمناقشة القضايا الثنائية معًا، دون إشراك أطراف أخرى. كما ألغى اجتماعًا رفيع المستوى بين الجارتين ردًا على التوتر.

وقال إن اليونان أرسلت طلبًا رسميًا إلى الولايات المتحدة لشراء 20 طائرة مقاتلة من طراز إف-35 وتدرس شراء طلبية ثانية، مع تعزيز أثينا لقدراتها العسكرية وسط التوتر مع أنقرة.

دور تركيا

وكان “أليكسيس تسيبراس” زعيم حزب سيريزا (ائتلاف اليسار الراديكالي) المعارض في اليونان، قال إن دور تركيا في الساحة الدولية يتصاعد، الأمر الذي عدّه “مصدر قلق” بالنسبة لهم.

جاء ذلك في حديث لموقع “Euractiv” الإخباري ومقره بروكسل، حيث انتقد السياسة الخارجية لليونان في الآونة الأخيرة، وتطرق إلى العلاقات بين أنقرة وأثينا.

وأعرب تسيبراس عن قلقه من تصاعد التوتر على مستوى التصريحات بين تركيا واليونان.

وأضاف “هذا يقلقنا لأن دور تركيا في الساحة الدولية يتصاعد الآن”.

وأشار إلى صورة تركيا بوصفها “قوة تهدئة” مستشهدًا بالدور الذي تلعبه من أجل إحلال السلام بين روسيا وأكرانيا.

وقال في هذا الصدد “إنها (تركيا) قوة ترغب في أن تكون وسيطًا للسلام في أوكرانيا، وهي آخذة في الصعود في نظر الغرب والشرق، وهذا يقلقنا”.

ووجه انتقادات لحكومة بلاده قائلًا “اليونان لا تكتفي بالتمسك بدوغمائية السياسة الخارجية الثابتة، بل وتصبح في نهاية المطاف بيدقًا على رقعة شطرنج بيد القوى الأخرى، وحليفًا مطيعًا ومخلصًا للغرب”.

وأكد تسيبراس ضرورة إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع تركيا.