أضرموا النار في محتوياته.. محتجون يقتحمون مقر مجلس النواب الليبي في طبرق للمطالبة بحله (فيديو)

اقتحم محتجون غاضبون، مساء الجمعة، مقر مجلس النواب في مدينة طبرق شرقي ليبيا، في إطار احتجاجات تجتاح مدن البلاد للتعبير عن غضبهم تجاه الأطراف السياسية المتناحرة في ليبيا.

وحسب شهود عيان، اقتحم محتجون مقر مجلس النواب مستخدمين جرافة آلية، وبعدها أخرجوا محتوياته من أجهزة حواسيب وأثاث وقاموا بحرقها.

ونقلت رويترز عن شهود عيان قولهم إن قوات الأمن التي تحرس البرلمان انسحبت من الموقع.

وطالب المحتجون بحل البرلمان مرددين هتافات منها “ارحلوا يا سراقة (لصوص)”.

وقال جبريل أوحيدة عضو مجلس النواب الليبي “المحتجون عبثوا بمحتويات البرلمان وقاموا بتخريبه”.

وأضاف خلال مداخلة له مع الجزيرة مباشر أن الصورة تعبر عن نفسها في إشارة إلى أن هناك من يريد عودة النظام السابق، وهناك من ضاق بالوضع المعيشي.

وتابع أوحيدة “مجلس النواب ساهم في الوضع الذي وصلت إليه البلاد، لافتًا إلى أن الوضع الليبي يعاني من انقسام سياسي شديد جدًا.

وفي وقت سابق الجمعة، خرجت المظاهرات في مدن ليبية عدة احتجاجا على الانقطاعات المزمنة في الكهرباء وتحدى مواطنون فصائل مسلحة للتعبير عن غضبهم من إخفاق الحكومة الذي جعل الحياة لا تطاق خلال أشهر الصيف شديدة الحرارة.

وفي ساحة الشهداء في طرابلس، احتشد المئات ورددوا هتافات تطالب بتوفير الكهرباء وتندد بكل من الحكومتين المتنافستين في البلاد في أكبر احتجاجات منذ عامين على الأقل.

وخرجت احتجاجات أصغر شارك فيها العشرات في بنغازي وطبرق وبعض البلدات مما يظهر قدر الغضب من الوضع في أنحاء المناطق التي تخضع لسيطرة أطراف متنافسة في البلاد.

وهتف المحتجون في طرابلس “مللنا، مللنا، الشعب يريد اسقاط الحكومات، نريد الكهرباء” وطالبوا بإجراء انتخابات.

وردد المحتجون أيضا شعارات ضد الفصائل المسلحة التي تسيطر على مناطق عبر ليبيا قائلين “لا للمليشيات، نريد جيش وشرطة”.

وشوهد أفراد مسلحون تابعون للشرطة والجيش في محيط ساحة الشهداء.

وطالبت المظاهرات برحيل جميع المؤسسات السياسية القائمة في البلاد، وإجراء انتخابات من دون تأخير.

والمظاهرات التي انطلقت متزامنة في العاصمة طرابلس (غرب) وبنغازي (شرق) وسبها (جنوب)، جاءت تحت اسم “جمعة صرخة الشباب”، بينما ارتدى غالبية المشاركين سترات صفراء.

وتأتي هذه المظاهرات تلبية لدعوة أطلقها حراك شبابي يسمى “بالتريس” (أي الرجال).

وأعلن حراك “بالتريس” من ساحة العاصمة طرابلس، مطالب المتظاهرين وهي إنهاء الأجسام السياسية الحاكمة وتفويض المجلس الرئاسي أو المجلس الاعلى للقضاء لقيادة البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية في أقصر مدة.

ونقلت وكالة الأناضول عن رئيس حراك “بالتريس” عمر علي الطربان قوله إن مطالب المتظاهرين في مختلف ميادين البلاد واحدة، وتتمثل في “التعجيل بإطلاق انتخابات برلمانية ورئاسية”.

وأضاف أن من مطالبهم “تفويض المجلس الرئاسي الليبي أو المجلس الأعلى للقضاء، بحل جميع المؤسسات السياسية، وإعلان حالة الطوارئ في كامل البلاد”.

وتابع “نطالب كذلك بحل أزمة الكهرباء التي تفاقمت” في إشارة لأزمة انقطاع التيار والتي تمتد لأكثر من 12 ساعة يوميًا.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الناشط المدني هيثم الورفلي قوله إن خروج المظاهرات يثبت أن “المواطن بدأ يفقد الأمل من أي توافق بين السلطات في شرق البلاد وغربها، وأن هذا الانقسام أصبح ينعكس على الخدمات المقدمة له”.

وأضاف الورفلي أن مظاهرات طرابلس كانت أكثر حجمًا من المدن الأخرى في شرق ليبيا ومطالبها كانت لتقديم الخدمات وإنهاء الاجسام السياسية التي فشلت حتى في تقديم خدمة الكهرباء.

وتتنافس حكومتان على السلطة في ليبيا منذ مارس/آذار الماضي، واحدة مقرها طرابلس غرب البلاد ويقودها عبد الحميد الدبيبة منذ عام 2021 والأخرى بقيادة فتحي باشاغا ويدعمها برلمان طبرق واللواء المتقاعد خليفة حفتر في الشرق.

وكان من المقرر إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر/كانون الأول 2021 تتويجًا لعملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة بعد أعمال العنف عام 2020، لكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات القوية بين الخصوم السياسيين في ليبيا والتوترات على الأرض.

واختتمت الجولة الأخيرة من المحادثات في جنيف بين مجلسي النواب والمجلس الأعلى للدولة، الخميس، دون اتفاق على إطار دستوري لإجراء الانتخابات.

ولم يتمكن الاجتماع من إنهاء نقاط الاختلاف الجذرية بين الجسمين التشرعيين في شرق ليبيا وغربها وهو ما صعّد من حدة الغضب الشعبي وخروج المواطنين في الساحات اليوم.

وقاد المفاوضات الأخيرة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة ومقره طرابلس خالد المشري.

وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي.

وفي عام 2014 انقسمت البلاد بين فصائل متحاربة في شرقها وغربها قبل أن تبدأ عملية سلام عام 2020 في محاولة لإعادة توحيد البلاد.

ودخلت ليبيا أزمة اقتصادية ناجمة عن وضع سياسي متأزم بسبب صراع حكومتين على السلطة، إحداهما حكومة فتحي باشاغا التي كلفها مجلس النواب مطلع مارس/آذار الماضي، وحكومة الوحدة التي يترأسها عبد الحميد دبيبة، وترفض تسليم السلطة إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات