مع توالي الإدانات.. الحزب الحاكم في الهند يعلق عمل متحدثيْن باسمه بعد إساءتهما للنبي محمد ﷺ

رئيس الوزراء ناريندرا مودي زعيم حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي (أرشيفية)

علّق حزب بهاراتيا جاناتا الهندي الحاكم، اليوم الأحد، عمل المتحدثيْن باسمه نوبور شارما ونافين جيندال من العضوية الأساسية للحزب، وذلك عقب تصريحات لهما مسيئة إلى النبي محمد ﷺ، وفق وسائل إعلام محلية.

وفي بيان وقعه الأمين العام للحزب، نأى الحزب بنفسه عن تلك التصريحات، وذلك في أعقاب اندلاع أعمال عنف في بعض المناطق بالهند وسيل من الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في البيان “عبر تاريخ الهند الممتد لآلاف السنوات، ازدهرت كل الأديان، وحزب بهاراتيا جاناتا يحترم الأديان جميعها. ويندد الحزب بشدة بإهانة أي شخصيات دينية لأي دين. كما يعارض حزب بهاراتيا جاناتا بشدة أي أيديولوجية تهين أو تحط من قدر أي طائفة أو دين”.

وفي خطاب التعليق المقدم إلى السيدة شارما، قال الحزب إنها “أعربت عن آراء مخالفة لموقف الحزب بشأن مسائل مختلفة، وهو ما يمثل انتهاكًا واضحًا لدستور حزب بهاراتيا جاناتا”، بينما قالت هي إنها تسحب تصريحها الذي أثار حفيظة البعض عن غير قصد منها.

من جهتها، أعربت منظمة التعاون الإسلامي، الأحد، عن إدانتها واستنكارها الشديدين لإساءة مسؤول في الحزب الحاكم بالهند إلى النبي محمد ﷺ والمسلمين.

وقالت الأمانة العامة للمنظمة (تضم 57 دولة) في بيان “هذه الإساءات تأتي في سياق تصاعد حدة الكراهية والإساءة للإسلام في الهند وفي إطار الممارسات الممنهجة ضد المسلمين بها والتضييق عليهم”.

وأضافت “خاصة في ضوء مجموعة من القرارات بمنع الحجاب في المؤسسات التعليمية في عدد من الولايات الهندية وعمليات هدم لممتلكات المسلمين، إضافة إلى تزايد أعمال العنف ضدهم”.

وطالبت المنظمة “السلطات الهندية بالتصدي بحزم لهذه الإساءات وكل أشكال التطاول على النبي ﷺ وتقديم المحرضين والمتورطين ومرتكبي أعمال العنف وجرائم الكراهية ضد المسلمين إلى العدالة ومحاسبة الجهات التي تقف وراءها”.

كما طالبت “السلطات الهندية بضمان سلامة وأمن ورفاه المجتمع المسلم في الهند وحماية حقوقه وهويته الدينية والثقافية وكرامته وأماكن عبادته”.

ودعت “المجتمع الدولي، لا سيما آليات الأمم المتحدة والإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان، إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للممارسات التي تستهدف المسلمين في الهند”.

يذكر أن الحزب الحاكم في الهند أعلن عن تعليق عمل كومار جيندال على خلفية تصريحاته المسيئة للنبي والإسلام، وفق إعلام محلي.

قطر تستدعي سفير الهند

واليوم أيضًا، استدعت وزارة الخارجية القطرية سفير الهند لديها الدكتور ديباك ميتال، وسلّمته مذكرة رسمية أعربت فيها عن خيبة أمل دولة قطر ورفضها التام وشجبها للتصريحات التي أدلى بها مسؤول بالحزب الحاكم في الهند بحق رسول الله محمد ﷺ والإسلام والمسلمين، وفق وكالة الأنباء القطرية.

ورحّبت قطر بالبيان الصادر عن الحزب الحاكم في الهند الذي أعلن خلاله إيقاف المسؤول عن مزاولة نشاطه بالحزب بسبب تصريحاته التي أثارت غضب المسلمين حول العالم، لكنها أكدت -في مذكرة الاحتجاج- توقعها لاعتذار علني وإدانة فورية لهذه التصريحات من حكومة الهند.

وأوضحت أن السماح لمثل هذه التصريحات المعادية للإسلام بالاستمرار دون عقاب يشكل خطرًا جسيمًا على حماية حقوق الإنسان، وقد تؤدي إلى مزيد من التحيز والتهميش الذي سيؤدي إلى حلقة من العنف والكراهية.

وأشارت المذكرة إلى أن أكثر من ملياري مسلم في العالم يتبعون هدي النبي محمد ﷺ وسيرته التي جاءت رسالة سلام وتفاهم وتسامح، ويعتبرونها النور الذي يقتدي به المسلمون في جميع أنحاء العالم.

وأكدت دولة قطر أن هذه التصريحات المهينة التي تحرض على الكراهية الدينية، هي إساءة لمسلمي العالم أجمع، وتدل على الجهل الواضح بالدور المحوري للإسلام في تنمية الحضارات بجميع أنحاء العالم، بما في ذلك الهند.

وجددت دولة قطر دعمها الكامل لقيم التسامح والتعايش واحترام جميع الأديان والقوميات، حيث إن هذه القيم تميز صداقات قطر العالمية وعملها الدؤوب للإسهام في ترسيخ الأمن والسلام الدوليين.

وفي السياق، استدعت الخارجية الكويتية السفير الهندي وسلمته مذكرة احتجاج “على التصريحات المسيئة للرسول الكريم”.

وقالت الوزارة في بيان إنها طالبت الحكومة الهندية باعتذار علني على تلك التصريحات المعادية “والتي سيشكّل الاستمرار فيها دون إجراء رادع أو عقاب إلى زيادة أوجه التطرف والكراهية وتقويض لعناصر الاعتدال”.

“إلا رسول الله يا مودي”

وكان نافين كومار جيندال -المتحدث باسم الحزب الحاكم في الهند، الذي يقوده رئيس الوزراء ناريندرا مودي- قد نشر تغريدة مسيئة إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فجّرت غضب المسلمين.

ولا تزال وسوم تستنكر ما حدث تتصدر تويتر مثل وسم (#إلا_رسول_الله_يا_مودي) وسط دعوات لمقاطعة البضائع الهندية، كما غرد مفتي سلطنة عُمان أحمد بن حمد الخليلي عبر حسابه الرسمي مستنكرًا ما حدث.

وكتب الخليلي “إن الاجتراء الوقح البذيء من الناطق الرسمي باسم الحزب المتطرف الحاكم في الهند على رسول الإسلام هو حرب على كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، وهو أمر يستدعي أن يقوم المسلمون كلهم قومة واحدة.

المصدر : مواقع التواصل + وسائل إعلام هندية + وكالة الأنباء القطرية