ليبي عالج ابنه في الشارع بعد انقطاع التيار.. وخبير اقتصادي: أزمة الكهرباء مستمرة ولا علاقة لها بنقص الغاز (فيديو)

قال الدكتور محسن الدريجة -عضو لجنة الخبراء الاقتصاديين المنبثقة عن مؤتمر برلين- إن صورة الوالد الذي لجأ إلى مولد الكهرباء في أحد شوارع بنغازي لعلاج ابنه مجرد مثل على معاناة آلاف العائلات والأطفال بالمدينة.

وأظهرت صور متداولة مواطنا ليبيا في بنغازي يُدعى هيثم الغول وهو يعالج طفله من ضيق التنفس على جهاز بخار ربطه على مولد كهرباء في الشارع خلال انقطاع الكهرباء، مما أثار جدلًا واسعًا على منصات التواصل.

وأضاف الدريجة -خلال لقائه ببرنامج المسائية على الجزيرة مباشر- أن مشكلة الكهرباء مستمرة منذ 14 عامًا وتفاقمت خلال السنوات الأخيرة، وللأسف لم تستطع الحكومة الحالية ولا السابقة التعامل معها، والسبب في ذلك هو غياب الرؤية الواضحة لعلاج المشكلة ونقص الكوادر الفنية المطلوبة.

وأكد أن المشكلة يمكن التغلب عليها فلا يوجد نقص في الموارد المادية فالشركة العامة للكهرباء أنفقت أكثر من 20 مليار دولار منذ عام 2011 لإصلاح الشبكة، وهذا المبلغ يكفي لإنشاء شبكة جديدة لكل ليبيا من الصفر.

وأوضح أن شبكة توزع الكهرباء في ليبيا تحتاج تحديث، ومحطات التوليد بحاجة إلى صيانة، وهناك بعض الصعوبات التي تواجها الشركة في إحضار الكوادر المختصة من الشركات المصنعة لهذه المعدات لصيانتها.

وبشأن إيقاف مجلس إدارة شركة الكهرباء عن العمل، قال الدريجة “لا أعتقد أن مثل هذا القرار يحل المشكلة لأن إصلاح شركة الكهرباء قرار في يد رئيس الوزراء والحكومة، وكان عليهم متابعة هذا الأمر من البداية بدلا من إلقاء اللوم على مجلس الإدارة”.

وأضاف أن محاولة إلقاء اللوم على عدم توفر الغاز للمحطات هو محاولة للهروب من المسؤولية لأن النفط كان يُنتج منذ شهر ونصف بكامل الطاقة المتوفرة في البلاد وهي مليون و200 ألف برميل يوميا وكانت مشكلة الكهرباء موجودة ومستمرة.

وتابع “ما تغير الآن أن درجة الحرارة ارتفعت والفائض في الإنتاج أصبح أكبر، وتأثير درجة الحرارة في الشبكة العامة أصبح أكبر، مما أدى إلى ساعات طرح أحمال أطول”.

وتنقطع الكهرباء عن مدينة بن غازي لساعات طويلة لتخفيف الأحمال في ظل نقص الوقود والغاز اللازم لتشغيل محطات الكهرباء مع استمرار إغلاق بعد الحقول النفطية.

ومع استمرار أزمة انقطاع الكهرباء أحال رئيس الحكومة الوطنية عبد الحميد الدبيبة مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء للتحقيق وأوقفهم عن العمل.

وكان محمد حمودة -المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا- قال إن أزمة نقص إمدادات الغاز الناتجة عن وقف إنتاج وتصدير النفط ترتب عليها فقدان قرابة 1000 ميغاوات من إنتاج الشبكة العامة للكهرباء.

وأوضح أن استمرار هذا الإغلاق من المتوقع أن يؤدي إلى مفاقمة أزمة الكهرباء التي تعيشها البلاد حسب تقديرات إدارة الشركة العامة للكهرباء والمختصين.

المصدر : الجزيرة مباشر