محذّرة من “تسونامي مجاعة”.. ألمانيا تتهم روسيا باتخاذ العالم رهينة عبر استغلال الأزمة الغذائية

مزارعون أوكرانيون يحصدون حقول الشعير في منطقة أوديسا (غيتي)

اتهمت ألمانيا، الجمعة، روسيا باتخاذ “العالم كله رهينة” مستخدمةً الجوع “كسلاح حرب”، وذلك خلال مؤتمر عُقد في برلين يهدف إلى إيجاد حلول لأزمة الغذاء التي تسببت بها الحرب في أوكرانيا.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إنّ موسكو تستخدم المجاعة “عمدًا كما لو كانت سلاح حرب”، وتتخذ “العالم كله رهينة”، محذّرة من “تسونامي” مجاعة حقيقي من المحتمل أن يطول بعض الدول.

وأدّت الحرب الروسية على أوكرانيا، بما في ذلك الحصار المفروض على موانئ البحر الأسود، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية كما أسهم في ازدياد التضخم عالمًيا.

وأضافت بربوك أن المؤتمر يسعى إلى “تقديم حلول” مثل تسريع الصادرات الغذائية من أوكرانيا عبر طرق بديلة من البحر الأسود.

وتركّز المشاورات أيضًا على زيادة المساعدات للبلدان الأكثر تضرّرًا، من دون تقديم الحدث على أنه مؤتمر للمانحين.

وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك (غيتي)

مشكلة مصطنعة

يأتي ذلك بينما، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن تضخ بلاده نحو 50 مليون طن من الحبوب في الأسواق العالمية خلال العام الجاري.

وقال بوتين، في كلمة ألقاها عبر الفيديو في اجتماع بريكس بلس، إن بلاده جاهزة لتصدير الحبوب إلى الأسواق العالمية، مشددًا على استعداد موسكو لتلبية جميع عقودها المتعلقة بالغذاء والطاقة.

وأضاف أن روسيا سيكون بإمكانها توريد قرابة 50 مليون طن من الحبوب إلى الأسواق العالمية خلال عام 2022.

وأشار إلى أن الدول الغربية “تضخم بشكل مصطنع” مشكلة الإمدادات، مؤكدًا أن موسكو لا تعرقل صادرات الحبوب الأوكرانية بأي شكل.

وتنفي روسيا محاصرة ممر سفن الشحن معتبرة أن العقوبات الغربية تسهم في الأزمة الغذائية.

حجة لا تصلح

وفي وقت سابق من الجمعة، ذكر وزير الخارجية الأمريكي أن النفي الروسي “حجة لا تصلح”، وقال أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية “منذ اليوم الأول الذي فرضنا فيه عقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، استبعدنا من هذه العقوبات المنتجات الغذائية والأسمدة وكل ما يتعلق بتسليمها”.

ولفتت بربوك إلى أنّ “روسيا صدّرت تقريبًا الكمية نفسها من القمح مثل العام السابق، لذا فإنّ الرواية الروسية بأنّ عقوبات مجموعة السبع هي سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية لا أساس لها من الصحة”.

وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية أن وزارة البيئة أشارت إلى أنّه يمكن لروسيا “أن تسمح بخروج الحبوب عبر أوديسا أو أن توقف هذه الحرب بكل بساطة، ولكننا نسعى بإلحاح إلى إيجاد طرق بديلة”.

ويمكن لهذه الطرق البديلة أن تمرّ عبر بولندا، لكن بربوك قالت “نواجه مشكلة تغيير المسارات (عبر القطارات) الأمر الذي يتطلّب مزيدًا من الوقت”.

وتابعت “لهذا السبب اخترنا الطريق عبر رومانيا، لأننا نستطيع تكثيف الملاحة النهرية هناك”.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (يسار) خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية (غيتي)

بدورها، تحاول تركيا السماح باستئناف إيصال الحبوب عبر البحر الأسود، وذكرت وزارة الدفاع أنّ محادثات رباعية بهذا الشأن يمكن أن تُعقد في تركيا بمشاركة روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة “في الأسابيع المقبلة”.

وتشهد إمدادات الحبوب من روسيا وأوكرانيا تذبذبًا بسبب الحرب الدائرة منذ 24 فبراير/شباط الماضي، بين البلدين اللذين يعدان من أكبر الدول المصدرة للحبوب عالميًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات