عاملة نظافة تهزم مرشحة ماكرون وتفوز بمقعد في البرلمان الفرنسي

راشيل كيكي خلال تصويتها في الانتخابات (تواصل اجتماعي)

انتزعت راشيل كيكي انتصارًا ثمينًا في الانتخابات التشريعية الفرنسية، أمس الأحد، بفوزها على روكسانا ماراسيننو مرشحة حزب الرئيس إيمانويل ماكرون، التي شغلت منصب وزيرة الرياضة سابقًا.

وترشحت راشيل باسم الاتحاد الشعبي اليساري الذي يتزعمه جان لوك ميلانشون، وفازت بمقعد في الجمعية الوطنية (البرلمان) عن الدائرة الانتخابية السابعة، وهي منطقة (فال دو مارن) في ضواحي باريس.

وعملت راشيل (48 عامًا) سنوات عاملة نظافة في فنادق باريسية عدة، بعد أن هاجرت إلى فرنسا من ساحل العاج في سن 26 عامًا، ووجدت نفسها مسؤولة عن إخوتها في سن 12 عامًا بعد وفاة والدتها التي كانت تبيع الملابس بينما يعمل والدها سائقًا لحافلة.

بدأت راشيل رحلة العمل في فرنسا عام 2000 بمهنة مصففة شعر ثم خادمة ومربية، وهي الآن أم لخمسة أطفال، وحصلت على الجنسية عام 2015.

ترشحت للانتخابات التشريعية باسم الاتحاد الذي يضم أحزابًا عدة من بينها حزب “فرنسا الأبية” والحزب الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الشيوعي، إضافة إلى جمعيات سياسية واجتماعية أخرى.

ونالت راشيل شعبية كبيرة فور إعلان ترشحها مع أنها حديثة العهد بعالم السياسة، وصرحت بأنها لم تفكر يومًا في دخوله، بينما خبرت العمل النقابي بعد قيادتها إضرابًا تاريخيًّا نظمته عاملات النظافة بفندق “إبيس” في باريس على مدى 22 شهرًا (من يوليو/تموز 2019 حتى مايو/أيار 2020).

ورفعت راشيل -آنذاك- مطلب زيادة الأجور وتقليص ساعات العمل بجانب منح العاملات حقوقًا أخرى، مثل دفع نصف ثمن وجبات الغذاء وبطاقة المواصلات من الشركة.

وصرحت البرلمانية بأنها شعرت بالاستغلال من الفندق، مما جعلها تنضم إلى نقابة عمالية، وخاضت غمار الانتخابات النقابية وفازت بمقعد في الكونفدرالية العامة للعمال.

انتصرت راشيل في إضرابها على الفندق، واستطاعت هي وزميلاتها انتزاع عدد من الحقوق، مما جعلها تقتنع بأن بإمكانها الدفاع عن حقوق الآخرين والحصول عليها، وصرحت بأنها قررت أن تكون “صوت من لا صوت لهم”.

أوضحت صحيفة (لا ديبيش) الفرنسية أن راشيل كيكي تعرّف نفسها بأنها “نسوية” و”مدافعة عن السترات الصفراء”.

ونشرت راشيل عبر حسابها على تويتر مقطعًا مصورًا احتفلت فيه مع أصدقائها بالفوز، وعلّقت عليه “الجمعية الوطنية ستهتز”.

وذكرت صحيفة (لاكروا) إن راشيل ترددت كثيرًا قبل دخول عالم السياسة، خوفًا من “توظيفها أو استغلالها من بعض الأحزاب”.

وقالت لفرانس إنفو “عندما اقترحوا عليّ الفكرة، أخبرتهم بأني لا أعرف كيف أمارس السياسة، ولا أستطيع حتى التفرقة بين النائب المنتخب والمناوب”. وتابعت للصحافة “لا أخشى من أي شيء، عشت تجارب أصعب في حياتي ولا أخشى أحدًا، وفي حال انتُخبت سأعمل مع فريق يساعدني مثل باقي النواب”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام فرنسية