الغنوشي للجزيرة مباشر: لا نمانع في الحوار مع سعيّد إذا رجع للديمقراطية ونرفض الانقلاب عليه (فيديو)
قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي المحلول، إن “البرلمان عُطّل بفعل الانقلاب الذي أقدم عليه قيس سعيّد في 25 يوليو/تموز الماضي، ونقل تونس من حياة ديمقراطية إلى حياة دكتاتورية، ونظام فردي ناضلت تونس وكل أحرارها بكل توجهاتهم خلال نصف قرن من أجل تجاوزه”.
ورأى الغنوشي في حوار مع برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أن الانقلاب يحاول تشريع نفسه وأن يضفي عليها الطابع القانوني من خلال تقديم دستور على عجل وإعطاء يوم واحد فقط للتونسيين لإبداء رأيهم، ووصف ذلك بأنه “مسرحية وتمثيلية هزيلة”، قائلا إن “الدساتير لا تكتب على عجل بل تطبخ على نار هادئة”.
وتسلّم الرئيس التونسي قيس سعيّد مشروع الدستور من الصادق بلعيد رئيس “الهيئة الاستشارية من أجل جمهورية جديدة”، اليوم الاثنين، وقال سعيّد إن مشروع الدستور ليس نهائيًّا، وإن بعض فصوله قابلة للمراجعة ولمزيد من التفكير.
ما الإجراءات التي ستقوم بها حركة النهضة في حال تمرير الدستور الجديد؟ #راشد_الغنوشي رئيس حركة النهضة يجيب pic.twitter.com/XrX0Vg06Qk
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 20, 2022
دستور 2014
وعاد الغنوشي إلى دستور 2014 الذي أمضى المجلس الوطني التأسيسي 3 سنوات لإعداده، وتشاور فيه كل السياسيين والمجتمع المدني والمنظمات الدولية.
وأوضح أن ذلك الدستور كان قائما على جملة من القواعد الديمقراطية منها الفصل بين السلطات، وهو ما جرى به العمل إلى أن نجحت “الثورة المضادة إلى حين في استعادة النظام الفردي ومحاولة تقنينه دستوريًّا”.
وذهب الغنوشي إلى أن نظام بلاده “كان يعيش عددًا من المشاكل قبل الانقلاب” كباقي الديمقراطيات في المرحلة انتقالية، إلى أن جرى استغلال النواقص والأخطاء من أجل الانقلاب على الدستور والثورة”.
ووصف المتحدث للمسائية دستور 2014 بأنه “أعظم دساتير العالم”، وأنه تضمن مواضيع جديدة مثل البيئة والقيم الاجتماعية، وصادق عليه 200 نائب من أصل 216، خلافا للدستور الحالي الذي رفض المختصون في القانون المشاركة فيه.
#شاهد رد #راشد_الغنوشي على الاتهامات بأن حركة #النهضة قامت بصياغة دستور #تونس عام 2014 من أجل السيطرة على السلطة من خلال مجلس نواب الشعب؟ pic.twitter.com/TUmysT0cEO
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 20, 2022
“مهزلة سياسية”
ويرى الغنوشي أن الاستفتاء الذي دعا إليه الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو المقبل “جزء من المهزلة”، وأنه بني على باطل إذ قام على “انقلاب يراد تشريعه اليوم”.
ودعا الغنوشي إلى انتخابات تشريعية ورئاسية سابقة لأوانها من أجل استعادة الديمقراطية وإعادة الكلمة للشعب التونسي بكل أحزابه واتجاهاته ومجتمعه المدني.
ويعتقد رئيس حركة النهضة أن “اللعبة مُهيئة سلفًا وأن النتائج تم إعدادها”، وبالتالي “لن تكون مفاجآت في ما سمي بالاستفتاء”، وقال إن الأمر يتعلق بـ”إرادة شخص واحد يريد أن يتحكم في مستقبل تونس دون تفويض حقيقي من الشعب التونسي وأحزابه”.
سؤال من الجمهور.. لماذا لا ينعقد البرلمان التونسي ويباشر مهامه بما فيها إبطال قرارات وقوانين رئيس الجمهورية؟
#راشد_الغنوشي رئيس حركة النهضة يجيب pic.twitter.com/juv0Mf53j2— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 20, 2022
وقال الغنوشي إن “قيس سعيد يراهن على بناء تونس الجديدة بإرادة فردية مطلقة تجمع كل السلطات في يد واحدة وتضحي بأهم ما وصلت إليه التجربة السياسية، بعد أن حلّ البرلمان الحكومة المنتخبة والهيئة الانتخابية ومؤسسات الرقابة”.
وشدد على أن الشعب التونسي لن يقبل بالنظام الفردي مجددًا، ودعا الرئيس إلى عدم المضي في الطريق المسدود الذي جربته تونس ودول أخرى ولم ينجح، والعودة إلى التعددية والديمقراطية.
هل خط العودة مع الرئيس #قيس_سعيد لا يزال ممكنا؟#راشد_الغنوشي رئيس حركة النهضة يجيب pic.twitter.com/4IsP7vhH95
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) June 20, 2022
ضد أي انقلاب
وعن تقييمه لاستجابة المؤسسة العسكرية والأمنية قال الغنوشي إنها ستقف في النهاية مع الشعب، وإنه “إذا أصر الحاكم على مواجهة الشعب لن تُطلق رصاصة من طرف الدولة على شعب ثائر يطالب بالحرية”، وأشاد بموقف القضاة ورفضهم أن “يستخدموا أداة لقمع الشعب”.
وقال الغنوشي إن حركة النهضة ضد كل انقلاب، حتى وإن نفذته المؤسسة العسكرية ضد الرئيس.
وذهب المتحدث إلى أن وجود النهضة في السلطة ليس أمرًا ضروريًّا، لكن عودة الديمقراطية والحرية أمر ملّح، وقال إن النهضة مستعدة لتكرار ما فعلته في 2013 بتخليها عن السلطة مقابل أن تستمر الديمقراطية، مؤكدًا أنه “لا خير يرجى من الدكتاتورية”.
جدل في #تونس بعد تسلم الرئيس #قيس_سعيد لمسودة #الدستور_الجديد pic.twitter.com/pTUJEETG6v
— برنامج هاشتاج (@ajmhashtag) June 20, 2022
وصرّح الغنوشي بأن النهضة تتمنى خط رجعة مع الرئيس وأن لا عداوة شخصية بينها وبينه، وأن الحركة منحته أكثر من نصف مليون صوت، لكنها تتمنى عودته للدستور وأن يقبل إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية لتحل الأزمة.
واستطرد قائلا إن “الرئيس ماض في فرض الإرادة الفردية على الشعب التونسي وتكريسها في دستور، وهو ما يجر تونس إلى خطر اقتصادي كبير”.
وأوضح الغنوشي أن سعيّد رفض مبادرات الحوار التي سعى إليها عدد من الوسطاء داخل البلاد وخارجها.