إيكونوميست: أبي أحمد يعيد تشكيل أديس أبابا بتمويل إماراتي وصيني

شيغر بارك بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا (مواقع إلكترونية)

على الرغم من الحرب الأهلية المستمرة في إثيوبيا، فإن رئيس الوزراء أبي أحمد قال إنه يسعى لإعادة تشكيل العاصمة أديس أبابا وتطويرها بتمويل خارجي إماراتي، وفقًا لتقرير لمجلة الإيكونوميست البريطانية.

وتصف الإيكونوميست منتزه (شيغر)، وهو أحدث الأماكن العامة وأكثرها تألقًا في أديس أبابا، باعتباره رؤية مثالية لمستقبل إثيوبيا، إذ تنطلق موسيقى البيانو اللطيفة في الهواء وتتمشى الحشود السعيدة ويلتقط المتزوجون حديثًا الصور بجانب بحيرة اصطناعية متلألئة، وعندما تغرب الشمس، يبدأ عرض مذهل لنوافير المياه وسط تصفيق حار.

وبحسب الإيكونوميست، فإن الحديقة الجديدة هي واحدة من مجموعة مذهلة من المشاريع الكبرى في طور الإعداد حاليًّا، إذ يجري بالفعل تحويل قصر مينليك الثاني -مؤسس العاصمة الإثيوبية في أواخر القرن التاسع عشر- المجاور لأحد أهم مراكز المعارض الجديدة في العاصمة.

وفي وقت سابق من هذا العام، افتُتحت مكتبة عامة ضخمة بجوار متحف علمي ومدرج، بالإضافة إلى العديد من المتنزهات والمساحات الخضراء الآخذة في الإنبات.

كما تخضع البنية التحتية الحالية للمدينة لعملية تجديد أيضًا، ويجري إنشاء مكاتب حكومية ورش الشوارع العامة بالألوان وتزيينها بالزهور والجداريات.

وفي العام الماضي، تم تجديد (ساحة مسكل) -الساحة التاريخية المركزية- بتكلفة تزيد على 73 مليون دولار، وهو مبلغ مذهل في بلد في خضم حرب أهلية.

طرق الإمبراطور الجديدة

بالنسبة لأبي أحمد، الذي اتخذ إجراءات صارمة ضد معارضيه، فإن إعادة تشكيل العاصمة هي مشروع سياسي بالإضافة إلى كونها مشروعًا جماليًّا.

وقال في مقابلة سابقة “إذا كان بإمكانك تغيير أديس أبابا، فبإمكانك تغيير إثيوبيا بالتأكيد”. وتصور مقاطع الفيديو الترويجية اللامعة مخطط التجديد رمزًا للوحدة الوطنية.

ويرى أبي، المسيحي الإنجيلي، أنه ربما يكون للتجميل بُعد ديني أيضًا، حيث تتشابك روعة الأرض والصالح الإلهي بشكل وثيق.

وفي المقابل، أثار هذا البذخ على العاصمة ردود فعل مغايرة لدى الإثيوبيين، إذ عبّر بعضهم عن القلق بشأن الأولويات التي اعتبروها “مشوَّهة”، إذ قُدّرت تكلفة المرحلة الأولى من إعادة التصميم بمليار دولار.

وعندما سئل أبي أحمد عن خططه، قال إن الكثير من الأموال تأتي من مصادر خاصة أو من الخارج (الصين والإمارات العربية المتحدة).

لكن دافعي الضرائب الإثيوبيين يقعون في مأزق أيضًا، مع انهيار اقتصادهم المتضرر من الصراع، حسب مجلة الإيكونوميست.

ويستخف البعض بإدارة رئيس الوزراء المهووسة بالمدينة باعتبارها تليق برئيس بلدية فقط.

المصدر : الإيكونوميست البريطانية