وزير تونسي سابق: مشروع الدستور الجديد “مهزلة” وصادق بلعيد كتبه بمفرده (فيديو)
قال وزير الفلاحة التونسي السابق محمد بن سالم إن ما يحدث في بلاده غريب، وإن رئيس اللجنة المكلفة بكتابة الدستور صادق بلعيد هو الذي صاغ الدستور بمفرده، واصفًا مشروع الدستور الجديد بأنه “دستور الغرف المظلمة”.
جاء ذلك في حديثه للجزيرة مباشر، تعقيبًا على تسلّم الرئيس التونسي قيس سعيّد مشروع الدستور الجديد اليوم الاثنين.
وقال بن سالم الذي كان عضوًا في المجلس الوطني الذي أعد دستور 2014 “ما يحدث أمر غريب وعجيب، لأن الرئيس كوّن لجنة يرأسها صادق بلعيد وعضوية عمداء كليات القانون في تونس وكلهم رفضوا هذه المهمة، فاللجنة ليس لها وجود أصلًا، وعليه فهذا الدستور كتبه بلعيد بالاستعانة بمن؟ هذا غير واضح”.
وأضاف “ما يُكتب الآن لن يكون دستورًا للجمهورية التونسية، وهو دستور جمهورية قيس سعيّد، أو يمكن تسميتها الجمهورية القيسية أو السعدية أو البلعيدية السعدية، لأن السيد صادق بلعيد هو وحده الذي كتب الدستور، وهو الذي ذهب لتسليمه اليوم”.
وتابع بن سالم “ما يحدث مهزلة بكل معنى الكلمة، وما يحدث للسلطة القضائية مهزلة أيضًا، وما يحدث من تهديد لبقية القضاة من المقربين من قادة الانقلاب مثل الخرايفي (رابح الخرايفي محامٍ لدى المحكمة العليا التونسية) الذي يقول إن رئيس الدولة يحق له فصل 500 قاضٍ، مهزلة”.
واستطرد “هذا يحدث أمام أعين العالم، ولا توجد دولة يُكتب فيها الدستور بهذه الطريقة العجيبة الغريبة، وهو غير مقبول ولن يدوم. هذه ديكتاتورية عارية يُحال الناس فيها إلى المحاكم العسكرية، والقضاء العسكري يُستخدم لقمع المعارضين في العهد السعيد لقيس سعيّد”.
وختم بن سالم بقوله “الرئيس قيس سعيّد يحكي عن الغرف المظلمة، بينما هذا دستور الغرف المظلمة، لم يعوض من رفضوا عضوية اللجنة، فمن كتب الدستور؟”.
يُذكر أنه في 4 يونيو/حزيران الجاري، انطلقت في تونس جلسات الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس، تمهيدًا لتنظيم استفتاء على دستور جديد في 25 يوليو/تموز المقبل، بهدف الخروج من الأزمة السياسية في البلاد.
وعيّن سعيّد لجنة لصياغة الدستور سُمّيت “الهيئة الوطنية الاستشارية المكلفة بصياغة الدستور في تونس” برئاسة الصادق بلعيد.
وتعاني تونس منذ 25 يوليو الماضي أزمة سياسية حادة، بعدما فرض سعيّد آنذاك إجراءات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم، وإقالة الحكومة وتعيين أخرى.