معتقلة سابقة تروي للجزيرة مباشر أساليب التنكيل بالمسلمين في الهند (فيديو)

كشفت الناشطة الهندية المسلمة والمعتقلة السابقة رانية زليخة أن قوات الأمن تحاول الانتقام من المسلمين الذين خرجوا متظاهرين ومحتجين على الإساءة للنبي محمد ﷺ.

وقالت لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، إن المحتجين تعرّضوا لإطلاق النار. وأضافت “رأينا رد فعل العالم تجاه مقتل جورج فلويد في أمريكا، لكن عندما يتعلق الأمر بالمسلمين في الهند فلا يحق لهم الاحتجاج على مقتل إخوانهم”.

وشارك آلاف المسلمين في مسيرات بمختلف ولايات الهند، الثلاثاء، في ثاني أسبوع من الاحتجاجات، بينما قال 6 من كبار القضاة السابقين إن حكومة إحدى الولايات خالفت القانون عندما هدمت منزل ناشط مسلم.

ونزل المسلمون إلى الشوارع في مختلف أنحاء الهند للاحتجاج على تصريحات مناوئة للإسلام ومسيئة للنبي محمد ﷺ، أدلى بها عضوان في حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي القومي الذي يتزعمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي.

واندلعت اشتباكات مع هندوس وأفراد الشرطة في مناطق عدة، واعتُقل 400 شخص على الأقل.

قمع السلمية

وأوضحت رانية زليخة أنها وزملاءها طلبة من نيودلهي، شعروا بالاستياء إزاء ما يتعرض له المسلمون الذين خرجوا يتظاهرون بشكل سلمي للدفاع عن دينهم ونبيهم، لكنهم تعرّضوا للضرب المبرح والعنف الشديد من قوات الشرطة.

وأضافت “تعرضت طالبات للإساءة والاعتداء، بينما نُقلت إحداهن إلى المستشفى بعد اعتقالها لساعات”.

وأوضحت الناشطة أن المظاهرات كانت سلمية قبل تدخّل الشرطة العنيف، وأن المحتجين كانوا يحملون لافتات، نافية الرواية التي تروج لوجود عنف من جانب المحتجين.

وأكدت رانية زليخة أن السلطات الهندية تهدم منازل المسلمين بالجرافات وتسيء إليهم رغم أن عدد المسلمين في البلد يُقدَّر بالملايين.

واستغربت المتحدثة للمسائية من ترويج السلطات لفكرة وجود مؤامرة من طرف المسلمين المحتجين، موضحة أن مظاهراتهم سلمية. وأفادت بأن الشرطة اقتحمت منزل أحد المحتجين وتحرشت بالأسرة واعتقلت الأب، وأُخبرت الابنة أنها “ستُقتل لأنها مسلمة”، ثم هدمت منزلهم في اليوم التالي.

وقالت الناشطة إن ممارسات الشرطة الهندية خارجة عن القانون لكنها أصبحت اعتيادية وجرى التطبيع معها.

وأكدت أنها ستخرج للتظاهر إلى أن يسترجع المسلمون حقوقهم، وتعيد السلطات بناء المنازل التي هدمتها مع السماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية، وأيضًا التراجع عن التصريحات المسيئة للرسول ﷺ.

رواية أخرى

وقالت منظمة العفو الدولية إن الحكومة الهندية تقمع بانتقائية وقسوة المسلمين الذين يجرؤون على رفع أصواتهم والاحتجاج السلمي على التمييز العنصري الذي يواجهونه، كما أدانت الاستخدام المفرط للقوة مع المحتجين.

واعتبر الناشط والمحلل السياسي الهندي سيوميت بيير أن المنظمة “منحازة”، وأن 550 ألف مسلم في المنطقة وملايين المنازل، إنما “هدم المنازل جاء بسبب أن البناء غير قانوني كما جرى العثور على أسلحة”.

وزعم في حديث للجزيرة مباشر أن السلطة لا تستهدف المسلمين، وأن “الهند دولة علمانية لا يهمها دين الفرد لكنها تعاقب كل من يخرج عن القانون”.

وقال أمين لجنة إغاثة المسلمين في الهند مفتي بركات الله، إن ما ترتكبه الشرطة بحق المسلمين يخالف القانون المحلي والدولي.

وأفاد المتحدث للجزيرة مباشر بأن الولايات التي يسيطر عليها الحزب الحاكم هي التي تعاقب المسلمين بينما تسمح باقي الولايات بالتظاهر.

وأوضح أن السلطة تستهدف المسلمين بشكل خاص “انتقامًا منهم وتخويفًا لهم”، وأن الحزب الحاكم يحوّل النظام الديمقراطي إلى نظام هندوسي قومي مع قمع بقية الأديان.

وعاد سيوميت بيير إلى الزعم بعدم وجود أي تمييز لصالح الهندوس، وأن المسلمين يعتلون مناصب عليا في الحكومة والجيش والشرطة “إلا من يخالف القانون”.

المصدر : الجزيرة مباشر