معتقل سوري سابق: أمي حمدت الله لموت أخي حتى لا يبقى تحت التعذيب في سجون النظام (فيديو)

قال المعتقل السوري السابق عدنان الزين إن والدته حمدت الله عند سماعها نبأ وفاة شقيقه في سجون نظام الرئيس بشار الأسد حتى لا يبقى تحت التعذيب.

وأضاف في حديثه للجزيرة مباشر عن تجربته المريرة “اعتُقلت مع ابن عمي خالد من مدينة حلب، كنا نعمل في محل للأدوات المنزلية، قضينا في المخابرات الجوية مدة -في بداية اعتقالنا عام 2012- ووجهوا لنا اتهامات كثيرة منها تمويل الإرهاب”.

واستطرد الزين “حولونا إلى الأمن العسكري الذي تُعد كل فروعه مسلخا، وقضينا 12 يومًا تحت التعذيب والموت للحصول على اعترافات بأشياء لم نفعلها، وتحت ضغط التعذيب قلت لهم سجّلوا ما تريدون”.

وتابع “نقلونا من المخابرات الجوية ووضعوا كل شخص في زنزانة، كل يوم تعيشه هناك يعادل سنين تحت أوضاع غير آدمية ولا تمتّ للإنسانية بصِلة، خرجنا بعدها نعيش في كوابيس لما كنا نراه يوميًّا من قتل وتعذيب، وما عايشناه من رعب وقهر وسماع أصوات أنين المعذبين، وأنت تنتظر دورك في هذا التعذيب”.

وعن تفاصيل معاناتهم، قال المعتقل السابق “كان الذهاب إلى دورة المياه والعودة منها رحلة قتل بكل الأدوات، وفي كل يوم يرد إلينا سجناء جدد بينهم أطفال في عمر 12 و14 عامًا، وكبار السن في عمر 65 عامًا، من مختلف المهن بما في ذلك المحامي والضابط، ولم يكن الأطفال وكبار السن قادرين على تحمّل المعاملة القاسية والمرض والجوع والتعذيب، وجاءني خبر وفاة ابن عمي تحت التعذيب في المخابرات الجوية”.

اعتقال على “المذهب”

وعن الخلفيات المذهبية للمعتقلين، قال الزين “المدة التي اعتُقلنا فيها كانت الثورة السورية ما زالت سلمية، ولم يكن هناك استخدام للأسلحة أو أي قوة في مواجهة بطش النظام، ورأينا في المعتقل أفرادًا أُلقِي القبض عليهم لا علاقة لهم بالثورة، تهمتهم الوحيدة أنهم أتباع المذهب السنّي”.

وأضاف “خرجت ضمن مجموعة فيما سمّاه النظام عفوًا عن السجناء من أجل تبييض صورته أمام الناس”.

وتابع “بعدما خرجت وجدت شقيقي الأصغر قد اختطفه شبّيحة النظام أثناء رحلته للبحث عني، وطالبوا بفدية 15 مليون ليرة مقابل الإفراج عنه، وذهب ابن عمي لتسليمها فأخذوا المبلغ ولم يفرجوا عن أخي الذي انقطعت أخباره”.

وأضاف “سألني ابن خالد عن أبيه فأخبرته أنه مات، لم يقتنع وبدأ رحلة البحث عنه، واستدرجه الشبيحة الذين اختطفوه -أيضًا- ولم نعلم عنه شيئًا، بحثنا عن أفراد عائلتنا المختفين حتى وجدنا صورهم ضمن صور (قيصر)، التي تضم 55 ألف صورة من القتلى تحت التعذيب”.

وأُطلِق لقب (قيصر) على عسكري سوري سابق انشق عن النظام وسرّب عشرات آلاف الصور لضحايا التعذيب من المدنيين السوريين، واعتمدت لجنة التحقيق الدولية المكلفة ببحث جرائم الحرب في سوريا على صور (قيصر) لإثبات وقوع فظاعات على يد النظام السوري.

وفي 17 يونيو/حزيران 2020، بدأ الكونغرس الأمريكي تنفيذ قانون (قيصر) الذي يفرض عقوبات على النظام السوري.

المصدر : الجزيرة مباشر