“بتمنى ما يموت ولا واحد من اللي بحبهم”.. “بعيون الأطفال” كيف كان العيد في إدلب وكيف أصبح؟ (فيديو)

نشاط ترفيهي في إدلب بهدف زرع الابتسامة على وجوه الأطفال ومشاركتهم فرحتهم بالعيد (الدفاع المدني السوري)

بعيون الأطفال، رصد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) كيف كان العيد في جبل الزاوية جنوبي إدلب وكيف أصبح بعد هجمات قوات النظام وروسيا، مؤكدًا أن من حق هؤلاء الصغار اللعب والفرح والعيش بأمان.

وبين الحطام، تجوّلت طفلة في الحادية عشرة من عمرها وهي تحكي عن أجواء العيد قبل القصف، تقول “كنت أجي عند بيت عمتي ألعب أنا وأولادها”.

وتابعت “كنا نلعب بالحارة، نلعب بالمراجيح، ونروح على بيت جدي نأخذ العيديات نشترى بوظة وأكلات. أكبر عيدية أخذتها قالت كانت 50 ليرة (0.02 دولار)”.

وعندما سُئلت عن أمنيتها في العيد، صمتت قليلًا قبل أن تجيب “بتمنى ما يموت ولا واحد من اللي بحبهم”.

أما الطفل عبدالملك فوقف ينظر طويلًا إلى حطام مبنى داخل سوق حاملًا في يده كيسًا أسود، يتذكر عندما كانت تصطحبه أمه إلى هذ المكان لشراء ثياب العيد لكنه حُرم منها هذا العام لأن القصف دمّر المكان.

يقول “بتمنى يرجعوا رفقاتي وألعب معهم، ويرجع السوق مثل ما كان ونشتري ثياب حلوة منه”.

وفي حديقة ملاهي معطّلة، تقف رهف ذات السنوات التسع تتذكر لحظات استمتاع قديمة في تلك الحديقة التي عطّلها القصف، وتحكي عن حبها للعبة السفينة.

تقول الطفلة رهف “كنت آجي على هذه الحديقة، الألعاب الآن كلها عطلانة وما في حدا نلعب معه، بحب لعبة السفينة لأنه بتحس حالك ماشي في بحر”.

وختمت بالقول “حلمي يكون عندي حديقة ملاهي وما يكون فيه طيران ولا قصف”، وهي تقريبًا كل أمنيات الأطفال في الشمال السوري.

عاصفة مطرية تخطف بهجة العيد

ولم يخطف القصف والدمار وحدهما بهجة العيد من الأطفال والمهجّرين في المخيمات، فقبل يوم من عيد الفطر ضربت رياح شديدة محملة بالأمطار مناطق شمال غربي سوريا.

وخلّفت الأمطار الغزيرة والسيول، أضرارًا في مخيمات النازحين التي تؤوي أكثر من 1.5 مليون مهجّر، وفاقم معاناة المدنيين ضعف البنية التحتية بالمخيمات أو غيابها، بالتوازي مع تردي أوضاعهم المعيشية وفقدانهم مقومات الحياة الأساسية.

وبلغ عدد الخيام التي تضررت بشكل كلي (تهدمت أو دخلتها المياه بالكامل، أو اقتلعتها الرياح) أكثر من 30 خيمة، وعدد الخيام التي تضررت بشكل جزئي (تسرب إليها الماء) أكثر من 70 خيمة، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بشكل كبير بأكثر من 80 عائلة.

وتعرضت مخيمات الشمال السوري خلال هذا الشتاء لعواصف مطرية وثلجية أدت لأضرار في مئات المخيمات وشردت آلاف العائلات. وتعكس آثار المنخفضات الجوية الأخيرة استمرار الواقع المأساوي في المخيمات في ظل غياب حلول فعالة لواقع النازحين.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل