باحثة بريطانية تحرج وزيرا هنديا بسبب الكراهية ضد المسلمين في بلاده (فيديو)

تواجه المسلمات صعوبات في المجتمع الهندي من بينها التضييق على الحجاب
تواجه المسلمات صعوبات في المجتمع الهندي من بينها التضييق على الحجاب (غيتي)

تعرّض وزير تعليم إحدى الولايات الهندية -التابعة لحكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي- لموقف محرج خلال كلمة ألقاها بالعاصمة البريطانية لندن.

وكان أشواس ناريان -وزير تعليم ولاية (كارناتاكا) الهندية- يتحدث عن قيم الحرية والعدل التي تحافظ عليها المؤسسات التعليمية ببلاده، لكنه وجد نفسه في مأزق عندما واجهته كالبانا ويلسون -الناشطة والباحثة البريطانية بجامعة لندن- بممارسات عنصرية لحكومته ضد المسلمين، وبالأخص الفتيات المسلمات اللاتي مُنعن من حضور الصفوف الدراسية بالحجاب في مدارس الولاية.

ولم تتردّد ويلسون في توجيه الأسئلة بكل شجاعة، واصفة ما يقوله الوزير الهندي بـ”التناقض” مع ما يحدث فعلًا على أرض الواقع بحق مسلمي الهند.

وتداولت المنصات الهندية خلال الساعات الماضية عددًا من المقاطع المصوّرة التي توثّق الواقعة، وفي أحدها تقول الباحثة البريطانية “لقد تحدثت عن المساواة والإدماج الثقافي بوصفهما من صميم سياساتك التعليمية، وأتساءل فقط إن كان ذلك يناقض ما يحدث فعليًّا مع الأقليات، وبالأخص النساء في المجتمعات المهمَّشة”.

وأضافت “رأينا فتيات مسلمات صغيرات استُبعدن بشكل منهجي من مدارسهن فقط لأنهن صرّحن بإيمانهن عبر ارتداء الحجاب، ورأينا أيضًا -في عهد حكومة الحزب الحاكم الذي تنتمي إليه- طلابًا يتعرضون للسخرية والمضايقة من عصابات تصرخ بانتهاكات معادية للإسلام”.

وأشارت الباحثة البريطانية إلى المعلمات الهنديات اللاتي أُجبرن على خلع حجابهن أمام بوابات المدارس في مشاهد مذلة تداولتها المنصات خلال أزمة الحجاب.

واختتمت حديثها للوزير الهندي قائلة “وأخيرًا شاهدنا مؤسسة تعليمية تستخدمها جماعة (بجرانجي دال) معسكرًا للتدريب على الأسلحة، و(بجرانجي دال) منظمة متشدّدة عنيفة مسؤولة عن العديد من عمليات القتل العشوائي وقتل المسلمين والمسيحيين والداليت، لذلك أتساءل عما إذا كان الوزير يرى حقًا تناقضًا هناك مع ما قلته للتو”.

ومنتصف مارس/آذار الماضي، أعلنت محكمة ولاية كارناتاكا الهندية رفضها التماس قدّمه محامون -نيابة عن طالبات مسلمات في الولاية- ضد قرار حكومي بمنع ارتداء الحجاب في مدارسها وجامعاتها. ورفضت جهات إسلامية قرار المحكمة وانتقدت الأسس التي بُني عليها.

وقال ريتو راج أواستي -رئيس محكمة الولاية- إن الحكم الذي صدر جاء ردًّا على 4 أسئلة قضائية طرحها المحامون، مطالبين باعتبار الحجاب جزءًا من الحقوق والحريات الدينية والشخصية التي كفلها دستور الهند.

ورفضت المحكمة الالتماس قائلة إنه يخلو من الأسس الموضوعية، وأكدت على القرار الحكومي في الولاية الملزم بزي رسمي دون لبس الحجاب، فضلًا عن رفضها إجراء تحقيق تأديبي بحق المدارس التي منعت الحجاب.

وردّ الوزير الهندي على الباحثة البريطانية بدبلوماسية، قائلًا “ليس هناك أي تمييز، فلسفتنا وثقافتنا جاءت من أجل القيم الإنسانية العالمية، تشتهر الهند بالتسامح والشمولية، ولا يوجد أي تمييز ضد أي شخص، فنحن نعيش في وئام مجتمعي”.

وتفاعل عدد كبير من الناشطين مع مشاهد المواجهة بين الناشطة والوزير الهندي، إذ شارك الكاتب والناشط الهندي ديبانكار كبيمي أحد المقاطع وأثنى على شجاعة كالبانا ويلسون، ووصف حديث الوزير الهندي بـ”النفاق”.

وقال الناشط الهندي أحمد شانو “أعتقد أن مثل هذه المواجهات هي سبب يدفع رئيس الوزراء (ناريندرا) مودي لعدم إجراء أي مؤتمرات شبيهة لا في خارج الهند ولا داخلها”.

وأشادت الناشطة الهندية ساييما بالباحثة البريطانية “شكرًا لك على إثارة تلك الأكاذيب التي تعكس ما يحدث في مجتمع يصف نفسه دائمًا بـ(المتعلم)، لكن ما يحدث في كارناتاكا يثبت دائمًا عكس ما يقوله أفراد هذا المجتمع”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل