المستشفى الفرنسي بالقدس: اعتداء الاحتلال على جنازة شيرين مشهد فظيع وانتهاك للقوانين الإنسانية (فيديو)

وصفت إدارة المستشفى الفرنسي في القدس المحتلة اقتحام شرطة الاحتلال لساحات المستشفى أثناء تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة ومهاجمة النعش وحملته بـ”المشهد الفظيع” الذي “يندى له جبين كل إنسان حر وشريف”.

وأكدت، في مؤتمر صحفي عقدته صباح اليوم الاثنين، أن “ما يزيد من فظاعته أنه تم في حرم المستشفى دون مراعاة قدسية المكان والمناسبة”.

وشجب مستشفى (مار يوسف) “الإجراءات اللامسؤولة التي قامت بها قوات الشرطة الإسرائيلية ضد المستشفى والعاملين فيه”.

وقال مدير عام المستشفى جميل كوسا، إن شرطة الاحتلال ربطت وجودها بوجود الأعلام الفلسطينية والهتافات ورفضت المغادرة، مشددة على أن التحقيقات الإسرائيلية بشأن اعتداء الشرطة “لا تعنينا لأنها ستكون في صالحهم”.

وأشار إلى أن إدارة المستشفى والكنيسة تتدارسان مقاضاة الاحتلال أمام المحاكم الإسرائيلية والدولية.

“صدمة” الكنيسة

وعبّر البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، عن “صدمة” الكنيسة من مهاجمة جنازة الزميلة شيرين أبو عاقلة، وأعلن التضامن مع إدارة المستشفى والعاملين بها.

وأكدت مقاطع الفيديو التي عرضتها إدارة المستشفى للحظة اقتحام المستشفى أن الجنازة كانت تخرج سلمية دون تسجيل أي عنف من طرف المشيعين، فيما استهدفت قوات الاحتلال النعش وحملتَه.

وأفادت إدارة مار يوسف أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل صوت وغاز داخل باحات المستشفى ومدخلها الرئيسي في وجه المرضى وبينهم امرأة كانت على وشك الولادة.

من جهته قال ممثل الفاتيكان إن إسرائيل وقعت اتفاقية مع الأولى في 1993، ينص مبدئها الأساسي على احترام حقوق الإنسان المتعلقة بالعبادة، واستدرك “إلا أن إسرائيل انتهكت هذا الحق بشكل صارخ ووحشي”.

ومضى إلى أن “تصرفات الشرطة كانت غير مبررة ولم تأت بسابق استفزاز” فيما اعتبره “انتهاكًا لحق العبادة”، في إشارة إلى تشييع جنازة الشهيدة شيرين من داخل المستشفى الذي يحظى برعاية الفاتيكان وحماية الدولة الفرنسية.

واعتبر المتحدث خلال المؤتمر الصحفي أن اقتحام شرطة الاحتلال للمستشفى دون وجود أي تهديد أو خطر عليهم أو على النظام العام، وزاد أن “قوة القانون يجب أن تسود فوق قوة القوة التي تستخدم في هذا البلد”.

الاحتلال توعّد المشيعين

وعاد كوسا ليشدد أن من حضروا بالمستشفى من مرضى وأطقم ومشيعين لم يمارسوا أي نوع من العنف ضد قوات الاحتلال، فيما اقتحمت مباني المستشفى أيضا واعتدت على المرضى وبينهم واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة، ذلك بعد أن غادر موكب الجنازة المستشفى.

وقامت قوات الاحتلال بإغلاق مداخل المستشفى، وفق إدارتها، ومنعت الموجودين بها من الخروج، فيما سجلت 13 إصابة إثر الاعتداء.

وقال مدير عام المستشفى، جميل كوسا، إنه والقنصل الفرنسي ومندوب الاتحاد الأوربي تواصلوا مع قائد شرطة الاحتلال الذي أفاد بأنهم لن تسمح للجنازة بالخروج “ولو لسنتيمتر واحد” من المستشفى ما دامت الهتافات مستمرة والأعلام مرفوعة.

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، قد هاجمت يوم الجمعة الماضي، المشيعين في جنازة الزميلة شيرين أبو عاقلة، بعد خروجهم من المستشفى الفرنسي، وهم يحملون جثمانها.

واقتحمت قوات كبيرة من الشرطة باحة المستشفى، وسط إطلاق قنابل الصوت، والاعتداء بالضرب، ما أجبر المشيعين على التراجع.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح سابق، أصدره الجمعة، إن 33 شخصا أصيبوا جراء اعتداء الشرطة، وتم نقل 6 منهم للمستشفى.

ولم تسمح الشرطة الإسرائيلية، سوى لأعداد قليلة بالخروج من المستشفى، مع الجثمان، الذي حُمل في سيارة مخصصة لنقل الموتى، إلى كنيسة الروم الكاثوليك.

وصباح الأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين.

وقال تقرير “أولي” أصدره الجيش الاسرائيلي، الجمعة، إنه خَلُص إلى أنه “لا يمكن تحديد مصدر إطلاق النار الذي أصاب ⁧شيرين ابو عاقلة” وأدى إلى مقتلها.

المصدر : الجزيرة مباشر