الأزمة الأوكرانية كلفت الاقتصاد نحو 7 مليارات دولار.. رئيس الوزراء المصري: هذه رؤيتنا للتعامل مع الأزمة

رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي
رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي (رويترز)

قدّر رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الأحد، تكلفة الأزمة الأوكرانية على اقتصاد بلاده بقيمة 130 مليار جنيه (7.1 مليارات دولار)، وذلك خلال مؤتمر صحفي للإعلان عن خطة الدولة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية.

وذكر مدبولي أن الأزمة الروسية الأوكرانية هي “أزمة فوق الأزمة”، وأثرت في جميع الدول ومنها مصر، إذ بلغت التكلفة المباشرة 130 مليار جنيه، بينما بلغت التكلفة غير المباشرة 330 مليار جنيه (18.13 مليار دولار).

وأضاف “لسنا بمعزل عن العالم. التكاليف الباهظة حاضرة، لكن لولا برنامج الإصلاح الاقتصادي ومعدلات التنمية غير المسبوقة لم تكن مصر لتتحمل الأزمات منذ بداية كورونا حتى اليوم”.

وقال إن دولًا عدة بدأت تنفّذ زيادات على أسعار الفائدة، وإن صندوق النقد الدولي قد خفض توقعاته لنسب نمو 143 دولة، مضيفًا “أتحدى أي خبير عالمي يظهر ويقول كيف سيكون عليه الاقتصاد العالمي خلال عام”.

 

ويواجه الاقتصاد المصري تحديات متصاعدة ناجمة عن الأزمة الأوكرانية وتبعاتها على أسعار السلع الأساسية، أبرزها الحبوب ومشتقات الطاقة.

وبخصوص استيراد القمح، قال مدبولي في المؤتمر الصحفي إن الاحتياطي الاستراتيجي لمصر من القمح يكفي 4 أشهر من الاستهلاك، وذلك في وقت تسعى فيه الحكومة للحصول على إمدادات بديلة من دول بينها الهند.

وتعد مصر من أكبر مستوردي القمح في العالم، وتعتمد بشكل كبير على شحنات القمح من أوكرانيا وروسيا. وكانت السياحة الوافدة من البلدين تشكل قبل الأزمة نحو 31% من إجمالي الوافدين، بحسب مدبولي.

وأمس السبت، حظرت الهند صادرات القمح بعد أيام من قولها إنها تستهدف تحقيق شحنات قياسية هذا العام، إذ أدت موجة حر قائظ إلى تقليص الإنتاج، وارتفعت الأسعار المحلية إلى مستوى قياسي.

وأعلن مدبولي أن الرؤية تتضمن بشكل أساس تعزيز دور القطاع الخاص، وتنفيذ برنامج لشراكة القطاع الخاص في الأصول المملوكة للدولة بمستهدف 10 مليارات دولار سنويًا ولمدة 4 سنوات.

واستطرد “نستهدف زيادة مشاركة القطاع الخاص في الاستثمارات المنفّذة من 30% حاليًا إلى 65% خلال 3 سنوات، ونسعى لتعزيز دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي في إطار مكافحة آثار الصعوبات الاقتصادية العالمية الراهنة”.

وأشار إلى أن الدولة تستهدف إتاحة أصول مملوكة لها بقيمة 40 مليار دولار للشراكة مع القطاع الخاص المصري أو الأجنبي على مدى 4 سنوات، وأنه من المقرر الإعلان قبل نهاية الشهر الجاري عن وثيقة سياسات ملكية الدولة.

وقال مدبولي إن البلاد تستهدف خفض المديونية إلى نحو 75% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية يونيو/حزيران 2026 مقارنة مع 86% حاليًا، والنزول بعجز الموازنة إلى نحو 5% من الناتج المحلي في السنوات الأربع المقبلة من 6.2% حاليًا.

وأضاف أن مصر تسعى لتحقيق فائض أولي بنحو 2% من الناتج المحلي سنويًا من 1.5% تستهدفها في السنة المالية الجارية، وتهدف إلى خفض تكلفة الاقتراض وخدمة الدين الحكومي إلى 6% من الناتج المحلي الإجمالي في 2025-2026.

ودعا مدبولي المواطنين لتفهم تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، موضحًا أن مصر كانت تستورد من الدولتين 42% من احتياجاتها من الحبوب، وأن 31% من أعداد السياح الوافدين لمصر كانوا يأتون من الدولتين.

ولفت إلى أنه لولا القرارات المتخذة في الإصلاح الاقتصادي بمصر خلال السنوات الماضية لما استطاعت البلاد الوقوف أمام أزمات مثل كورونا والحرب في أوكرانيا، مضيفًا أن بلاده تتوقع الوصول لاتفاق مع صندوق النقد الدولي “في غضون شهر”.

وفي مارس/آذار الماضي، قالت مصر إنها تجري محادثات مع الصندوق حول تمويل محتمل بالإضافة إلى مساعدة فنية لمواجهة التداعيات الاقتصادية للأزمة الروسية الأوكرانية إذا استمرت لمدة طويلة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات