من ساحة المعركة.. أستاذ جامعي أوكراني يحاضر لطلابه في المخابئ عبر الإنترنت

الأستاذ الأوكراني فيدير ساندور (مواقع إلكترونية)

يواصل الأستاذ الأوكراني فيدير ساندور، تقديم محاضرات لطلابه في جامعة أوزهورود الوطنية، أثناء القتال في ساحة المعركة ضد روسيا.

ونشر موقع الجامعة صورًا لدكتور الفلسفة ورئيس قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي، وهو يرتدي زيًّا عسكريًّا ويحمل بندقية ويفتح كتابا ويقدم درسا للطلاب عبر الإنترنت.

وقالت مجلة (نيوزويك) الأمريكية، إن الصور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، “ليس فقط لأنه مدرس يدافع عن وطنه ولكن أيضًا لأنه يعطي طلابه محاضرة افتراضية أثناء وجودهم في قبو”.

ووقف الناشطون، وفق المجلة، عند تفاني المدرس، إذ قال أحد المعلقين إن “الجامعة والبلد محظوظان به”، وعلّق آخر “هذا هو سبب فوز أوكرانيا”.

ونقلت المجلة تغريدة لمواطن دنماركي قال فيها “أرى هذا الرجل كبطل ليس فقط اليوم، ولكن لمستقبل طلابه الذين سيتذكرونه إلى الأبد لما يفعله”.

وفيدير ساندور متخصّص في علم الاجتماع والمجتمع الحديث والعلاقات بين العمل الاجتماعي والنهج البيولوجي النفسي الاجتماعي في فهم الإنسان، وتم الاستشهاد به في 525 ورقة بحثية، بما في ذلك 347 دراسة منذ عام 2017.

وقالت جامعته إنه التحق في اليوم الأول من الحرب مع روسيا، بالخدمة في كتيبة الدفاع عن أوكرانيا، وبحسب ما ورد في المجلة فإنه يقاتل الآن في مكان غير محدد في المنطقة الشرقية من البلاد.

وأفادت المجلة أنه حافظ على جدول زمني ثابت يتضمن محاضرات في الساعة 8 صباحًا من يومي الاثنين والثلاثاء، بعد أن توصل إلى اتفاق مع قيادته وزملائه في الخدمة، على الجمع بين القتال والتعليم.

وقال فيدير “أنا في الجيش منذ 70 يومًا، ذهبت إلى مكتب التسجيل والتجنيد العسكري فورًا في 24 فبراير/ شباط، لكنني لم أتخلّ عن الفصول الدراسية مع الطلاب لم يفتني أي منها”.

وأضاف “أفضّل دائمًا الفصول الصباحية، ليبقى لي الوقت لوظيفة أخرى”، ونقلت (نيوزويك) عن الأستاذ قوله “أذهب إلى المخبأ وأواصل  إلقاء المحاضرة.. نحن نناضل من أجل أمة متعلمة، إذا لم أقم بإلقاء محاضرات ، فسيكون ذلك خطيئة”، قبل أن يتساءل مستنكرًا “لماذا ذهبت للحرب إذن؟”.

وأوضح الأستاذ أن روتينه اليومي يتم تعديله وفقًا لذلك، في حين تستغرق المهمة القتالية 24 ساعة، وقال إنه يحتاج إلى أن يكون في الخدمة وفي المنصب مدة 4 ساعات، ثم يحصل على 4 ساعات راحة تتضمن الأخيرة منها التدريس والتعامل مع الترتيبات المعيشية، أو حفر الخنادق لمزيد من الحماية.

وقال ساندور إن القصف ليس مصدر إلهاء كبير، وقارن الصوت بـ”صوت جرار يمشي”، وفق المجلة الأمريكية.

وحظيت جهود ساندور بالثناء من قبل أصدقاء له، مثل وزير الثقافة وسياسة المعلومات أولكسندر تكاتشينكو.

وكتب تكاتشينكو على فيسبوك “لو كان لدى الروس مثل هؤلاء المعلمين، لأمكنهم العيش في بلد ديمقراطي مزدهر، ولن يقود ديكتاتور دولة نووية أبدًا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + نيوزويك