قاعدة بيانات صينية مسربة تكشف مصير آلاف المعتقلين من مسلمي الإيغور
كشفت وكالة الصحافة الفرنسية عن قاعدة بيانات مسربة اطلعت عليها، تضم أسماء آلاف المعتقلين من أقلية الإيغور، تسلط الضوء على أماكن احتجازهم بعد اختفائهم في حملة كبيرة نفذتها سلطات بيجين في إقليم شينجيانغ شمال غربي الصين.
ويقدر باحثون أن أكثر من مليون من الإيغور وغيرهم من الأقليات المسلمة في غالبيتها معتقلون في شبكة سرية من مراكز الاعتقال والسجون، ظاهريًّا في إطار حملة لمكافحة الإرهاب بعد وقوع عدد من الهجمات.
غير أن المعلومات عن تلك الحملة في منطقة شينجيانغ والأشخاص الذين طالتهم، تخضع لمراقبة صارمة من السلطات الصينية.
وترك ذلك الأقارب غير قادرين على التواصل مع ذويهم المعتقلين أو الاستفسار عنهم لدى الشرطة، ولم يتح للجمهور سوى قليل من بلاغات المحكمة في شينجيانغ.
#Uyghurs from all around the world gather in Geneva & speak with one voice in front of @UNHumanRights, with one demand: @mbachelet, release your report on serious human rights violations committed against Uyghurs in #EastTurkistan, immediately.#UyghurGenocide@UyghurCongress pic.twitter.com/KatPi4ca93
— Campaign For Uyghurs (@CUyghurs) May 13, 2022
رحلة البحث عن الأهل
فقدت نورسيمنغول عبد الرشيد التي تقيم حاليًّا في تركيا، الاتصال بعائلتها قبل 5 سنوات، وفي عام 2020 أكدت السفارة الصينية في أنقرة أن والديها وشقيقها الأصغر، مسجونون بتهم تتعلق بالإرهاب.
واستعانت نورسيمنغول بقائمة مسربة تضم أسماء آلاف المعتقلين الإيغور لإلقاء بعض الضوء على مكان وجود أفراد من عائلتها اختفوا في حملة القمع الصينية الواسعة على إقليم شينجيانغ.
ويّنت قائمة يُعتقد أنها للشرطة سُربت لنشطاء من الإيغور خارج الصين، أن شقيق نورسيمنغول موجود في سجن بضواحي أكسو على بعد 600 كيلومتر من منزل العائلة وقد حُكم عليه بالسجن 15 سنة و11 شهرا، وأكدت سفارة بيجين في أنقرة تلك العقوبة.
وقالت نورسمينغول (33 عاما) لوكالة فرانس برس من إسطنبول حيث تقيم منذ 2015، إن معرفة ذلك “أفضل بكثير من عدم معرفة أي شيء عن مكان وجوده، يشعرني ببعض الارتياح”.
China database reveals the thousands detained in Xinjiang.
Our very own Dr David Tobin comments on a leaked list of thousands of detained Uyghurs, and how it conflicts with the official message from the Chinese government over the @DailyMailUK 👇https://t.co/YcE7foe1Wr
— East Asian Studies | The University of Sheffield (@ShefUniSEAS) May 13, 2022
معتقلون في السجون
وأظهرت قاعدة البيانات التي لم يُعلن عنها من قبل، أن أكثر من 10 آلاف من الإيغور من مقاطعة كوناشيهير بإقليم شينجيانغ، بينهم أكثر من 100 من قرية نورسيمنغول معتقلون في سجون.
ولا يزال مكان وجود والديها مجهولًا وكذلك مكان شقيقها الأكبر الذي يُعتقد أنه معتقل.
وتعرفت نورسيمنغول على أسماء 7 قرويين آخرين على قائمة المعتقلين، وجميعهم إما هم أصحاب مصالح صغيرة أو عمال مزارع، واستبعدت أن تكون لهم صلة بالإرهاب، وقالت “عندما أنظر إلى القائمة أشعر وكأني لا أستطيع التنفس”.
وتذكر القائمة المسربة اسم كل سجين وتاريخ ولادته وإثنيته ورقم هويته والتهمة وعنوان الإقامة ومدة الحكم والسجن.
وفي وقت تعذر فيه التحقق بشكل مستقل من صحة قاعدة البيانات، أجرت الوكالة مقابلات مع 5 من الإيغور يقيمون خارج الصين تعرفوا على أقارب ومعارف معتقلين وردت أسماؤهم في القائمة.
وكانت القائمة بالنسبة لبعضهم أول معلومة أتيحت لهم بشأن أقاربهم منذ سنوات، وتكشف اللائحة أن هناك مئات اعتقلوا من كل بلدة وقرية، وفي أحيان كثيرة اعتقل عدد كبير من الأشخاص من نفس العائلة.
Japan calls out “serious human rights situation” in China https://t.co/nEvgRniynO
I urge the Chinese government to end the #forcedlabor of Uyghurs and other ethnic groups, and to immediately release and return them home. #FreeUyghurs https://t.co/AQB7TVUcsf pic.twitter.com/h9V95MNRTB— Mani Isna La #NativeLivesMatter 🇵🇸 🇨🇺🕊 (@mikecoulson48) May 12, 2022
استهداف تعسفي
قال المحاضر في مركز دراسات شرق آسيا في جامعة (شيفيلد) ببريطانيا ديفيد توبين، إن الإجراءات “ليست مكافحة إرهاب واضحة الهدف، إنها تتوجه إلى كل منزل وتأخذ عددًا من الأشخاص، وتظهر فعلًا أنهم يستهدفون مجتمعًا بشكل تعسفي ويفرقونه في أنحاء المنطقة”.
وسجن أشخاص بتهم واسعة النطاق مثل “حشد مجموعة لتعطيل النظام الاجتماعي” و”إثارة خلافات ومشاكل”.
وتظهر البيانات الحكومية أن عدد الأشخاص الذين صدرت عليهم أحكام في شينجيانغ ارتفع من قرابة 21 ألفا في 2014 إلى ما يزيد على 133 ألفا في 2018.
"We want the United Nations to go to our homeland, we want you to check everything. Don't believe the Chinese government, you have to believe us."
Uyghurs in Turkey are calling on @MBachelet to conduct an effective investigation.https://t.co/4DSoMngW8N
— Uyghur Human Rights Project (@UyghurProject) May 11, 2022
وعدد كبير من الأويغور ممن لم توجه لهم أي اتهامات، أُرسلوا إلى ما يسميه نشطاء “معسكرات إعادة تأهيل” منتشرة في أنحاء شينجيانغ.
وفي تلك المعسكرات التي تطلق عليها بيجين “مراكز للتدريب المهني” وجدت حكومات أجنبية ومجموعات حقوقية أدلة على ما وصفته بأنه عمل قسري وتلقين سياسي وتعذيب وتعقيم قسري.
وقد وصفت الولايات المتحدة ومشرعون في عدد من دول الغرب معاملة الصين للإيغور بأنها “إبادة”.
“We shouldn’t forget forced labor transfers… workers are transferred hundreds of thousands of miles from their homeland.” @JewherIlham on labor transfers as a part of the forced labor programs imposed on #Uyghurs. pic.twitter.com/xqlJyXMaz3
— Campaign For Uyghurs (@CUyghurs) May 10, 2022
ومن المتوقع أن تقوم المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه بزيارة للصين تشمل شينجيانغ هذا الشهر، لكن النشطاء يحذرون من أنه لن يسمح لها على الأرجح بإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات الصينية المفترضة.
وتنفي بيجين بشكل قاطع أن تكون تضطهد الإيغور وأقليات مسلمة أخرى في شينجيانغ، وتصف معاملتها لهم بأنها “رد قانوني على التطرف” وتقول إنها أنفقت مليارات الدولارات على النهضة الاقتصادية للمنطقة الفقيرة.
— Uyghur Tribunal (@TribunalUyghur) April 22, 2022
وكتبت وزارة الخارجية الصينية في رد على أسئلة لفرانس برس بشأن القائمة المسربة “لقد دحضنا بالفعل أكاذيب بعض المنظمات والأفراد الملفقة بشأن شينجيانغ”.
ومع ذلك تحاول نورسيمنغول عبد الرشيد من شقتها الصغيرة المليئة بالنباتات في إسطنبول أن تجمع ما يشبه حياة طبيعية من التهجير والخوف والخسارة المرتبطة بكونها من الإيغور، وأخبرت ابنتها الصغيرة مؤخرا بشأن أقاربها المفقودين وتقول إن القائمة المسربة تذكير صارخ بنضال شعبها.