الجزائر.. حفل غنائي أمام مسجد في رمضان يثير الجدل على منصات التواصل (فيديو)

حفل موسيقي أمام أحد المساجد بالجزائر
حفل موسيقي أمام أحد المساجد في الجزائر (مواقع التواصل)

أثار حفل غنائي في الجزائر جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي لإقامته في شهر رمضان المبارك أمام أحد المساجد.

وأقيم الحفل في ساحة عامة ببلدية امشدالة بمحافظة البويرة (جنوب شرق العاصمة) بالقرب من أحد المساجد، تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة، وبالتنسيق مع مديرية الثقافة في المحافظة.

وتداول ناشطون، أمس السبت، مقاطع مصوّرة قصيرة تُظهر إمام المسجد وهو يطالب -عبر مكبر الصوت- القائمين على الحفل بالتوقف ومراعاة حرمة شهر رمضان.

وفي كلمته، انتقد الإمام الحضور والمنظّمين بقوله “تبًا لكم! اللعنة على من انتهك حرمة هذا المكان، سحقًا لكم! يا من لا خلاق لهم، تبًا لكم! لا شيم ولا أخلاق ولا مبادئ، سفلة، رعاع”، على حد تعبيره.

وقالت محافظة البويرة والمجلس الشعبي الولائي، في بيان مشترك اليوم الأحد، إن “الحادثة اللفظية المعزولة” التي وقعت أمس بـ(امشدالة) عرفت انزلاقًا لفظيًا من شأنه المساس بمشاعر الناس.

وأضاف البيان أن السلطات المحلية والأمنية وبعض المنتخبين وأعيان المنطقة وجمعياتها “سعوا وقت وقوع الحادثة وخلال الليلة الفائتة واليوم لتفادي أي تأويلات لإخراج الحادثة من نطاقها”.

وتابع أن هذه المساعي سمحت باحتواء الوضع وهي متواصلة، وذلك إلى جنب الإجراءات الإدارية الواجب اتخاذها في مثل هذه الحالات.

 

وخلّفت الحادثة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وغضبًا وسط الجزائريين.

وانتقد بعض الناشطين إقامة حفل موسيقي منتصف رمضان أمام مسجد، فيما انتقد آخرون أسلوب إمام المسجد وتعامله مع المحتفلين.

وقال الناشط فرحاتي فريد إن إقامة حفل موسيقي صارخ وراقص أمام مسجد في ليالي رمضان، لا يمكن إلا أن يكون عملًا مقصودًا ومستفزًا.

وأضاف “يتحمّل مسؤوليته كل المسؤولين في ولاية البويرة، بدءًا بوالي الولاية، والشؤون الدينية، والقطاع الثقافي، ورئيس البلدية، والجهات الأمنية التي سهرت على تأطير وحماية الحفل المسيء، وحتى آخر مواطن حضر هذه الجريمة”.

وكتب الإعلامي عبد الحميد عثماني عبر فيسبوك “لا خيار أمام السلطات العليا سوى إقالة المسؤولين على فضيحة مشدالة”، مشدّدًا على أن انتهاك حرمة المساجد في رمضان “جريمة معنوية مكتملة الأركان”.

في حين قال الصحفي محمد علال إن العبارات التي أطلقها الإمام خرجت من مئذنة المسجد التي شيّدت في الأصل لدعوة الناس إلى الصلاة.

وتابع “إنها سابقة في التاريخ ومؤشر خطير على انهيار المؤسسة الدينية، بهذا الأسلوب يزعم الإمام أنه يدافع عن الإسلام. سب وقذف وتجريح ولا مسؤولية فلولا ستر الله لكانت الكارثة في ليلة رمضان”.

 

ورأى الناشط الثقافي عبد العالي مزغيش أن غياب المرافق الثقافية والمسارح لا يبرر إطلاقًا إقامة حفل غنائي أمام مسجد في رمضان في انتهاك صارخ لشعائر الدين الإسلامي.

ونشر الإمام السابق في المنطقة زبير عوادي تدوينة أكد فيها أن أهل المنطقة معروفون في تمسّكهم بالإسلام، وأن من نظّم الحفل لم يكن يقصد إهانة الدين أو المساس بحرمة المساجد.

المصدر : الجزيرة مباشر + خدمة سند + مواقع التواصل + وكالات