إدانات عربية وإسلامية لحرق القرآن في السويد وعشرات الجرحى خلال احتجاجات ضد حركة يمينية مناهضة للإسلام (فيديو)

صدامات عنيفة بين الشرطة السويدية ومتظاهرين احتشدوا ضد حركة يمينية متطرفة (سترام كورس) اعتادت حرق نسخ من القرآن

أعلنت الشرطة السويدية، اليوم الاثنين، إصابة 26 من أفرادها و14 مدنيًّا في الأيام الأخيرة خلال صدامات عنيفة مع متظاهرين احتشدوا ضد حركة يمينية متطرفة تدعى (سترام كورس) اعتادت حرق نسخ من القرآن.

وقال قائد الشرطة السويدية أندرس ثورنبرغ خلال مؤتمر صحفي “يصل الأمر في بعض الحالات إلى محاولة القتل، وشهدت كل الحالات اعتداء جسيمًا على سلطات إنفاذ القانون”.

وأوضحت الشرطة في بيان أن 8 أشخاص اعتقلوا في مدينة نوركوبينغ و18 آخرين في مدينة لينكوبينغ المجاورة.

وأكد جوناس هايسينغ -القائد العام للشرطة السويدية- إصابة 26 ضابط شرطة، وتضرر 20 سيارة أمن، وإصابة 14 مدنيًّا.

وكانت المظاهرات قد خرجت احتجاجًا على الناشط اليميني المتطرف راسموس بالودان الذي يعتزم الترشح للانتخابات التشريعية السويدية في سبتمبر/أيلول المقبل، لكنه لم ينجح بعد في جمع التوقيعات اللازمة، ويقوم حاليًا بجولة لزيارة الأحياء التي تقطنها نسبة عالية من المسلمين لإحراق نسخ من المصحف فيها.

والخميس الماضي، أقدم بالودان على إحراق نسخة من القرآن الكريم في مدينة لينكوبينغ تحت حماية الشرطة.

وأشعل بالودان النار في القرآن بعد أن جاء رفقة أفراد الشرطة إلى منطقة يقطن فيها مسلمون بالمدينة دون أن يعير اهتمامًا بالتنديدات الصادرة عن حشد يقدّر عدده بـ200 فرد.

وناشد حاضرون في المكان الشرطة بعدم السماح للعنصري بالدوان بتنفيذ استفزازه، إلا أن الشرطة لم تستجب لندائهم.

وأضاف قائد الشرطة “استغلت عناصر إجرامية الموقف لممارسة العنف” وهذا “لا علاقة له بالتظاهرات” مطالبًا بتوفير مزيد من الإمكانيات لقوات الأمن.

وفي مالمو حيث أحرق راسموس بالودان مصحفًا السبت، شهدت ليلة الأحد إلى الاثنين، اضطرابات هي الثانية على التوالي مع اندلاع حريق في إحدى المدارس.

تنديد عربي وإسلامي

وأثارت التجمعات التي نظّمتها حركة (سترام كورس) المناهضة للهجرة والإسلام -وحرقت خلالها نسخًا من القرآن- تنديدًا في أنحاء العالم العربي والإسلامي.

وقالت وزارة الخارجية التركية إنها تدين بأشد العبارات الاعتداءات والاستفزازات ضد الإسلام والمسلمين والقرآن ودور العبادة في أنحاء مختلفة من العالم خلال شهر رمضان المبارك.

وأضافت في بيان أن “الهجوم السافل الأخير على القرآن الكريم في السويد، يُظهر أن العالم لم يستخلص العبر من التاريخ، وأنه ما زال يتردد في الحد من الأعمال الاستفزازية العنصرية والمعادية للإسلام”.

وأردفت أن “العالم ما زال يتجاهل جرائم الكراهية بشكل علني بحجة ارتكابها تحت ستار حرية التعبير”.

وشددت على أن “تركيا ستواصل مكافحتها هذا التهديد التي تشكله العقلية المعادية للإسلام والعنصرية”.

ودعت الوزارة الدول والمنظمات الدولية كافة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد معاداة الإسلام والعنصرية.

وأضافت أنها تنتظر اتخاذ خطوات فعالة ورادعة بسرعة لمواجهة هذا التهديد، وتقديم المسؤولين إلى العدالة.

وأعربت الخارجية السعودية عن إدانتها واستنكارها “للإساءة المتعمدة للقرآن الكريم، والاستفزازات والتحريض ضد المسلمين”.

وأدانت دولة قطر بأشد العبارات حرق القرآن الكريم في السويد، معتبرةً “هذه الواقعة الشنيعة عملًا تحريضيًا واستفزازًا خطيرا لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم”.

وأعربت الخارجية القطرية عن رفضها التام “لكافة أشكال خطاب الكراهية المبني على المعتقد أو العرق أو الدين”، محذرة من خطورة “هذا الخطاب التحريضي الشعبوي”.

وقال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة إن حرق القرآن “عنصرية مقيتة تجرح مشاعر جميع المسلمين وتؤجج مشاعر الكراهية وتضر بدعوات العيش المشترك والسلام الإنساني والعالمي” داعيًا إلى “تجريم ازدراء الأديان”.

واعتبرت وزارة الخارجية العراقية -التي استدعت القائم بالأعمال في سفارة السويد- أن أفعال الحركة المتطرفة تمثّل “استفزازًا لمشاعر المسلمين وتسيء بشكل بالغ الحساسية لمقدساتهم”.

بدوره، طالب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده السلطات السويدية بـ”الرد القوي والصريح على إحراق نسخة من القرآن”.

وذكر أن “هذا العمل المشين مثال واضح على الكراهية، ويتعارض مع حرية التعبير، ويجب إدانته من قبل جميع المؤمنين الذين يعتقدون بالتعايش السلمي والحوار بين الأديان”.

بدورها، أعلنت البحرين والكويت والأردن عن مواقف مستنكرة لممارسات الحركة اليمينية المتطرفة.

وأدانت رابطة العالم الإسلامي “العمل العبثي الشائن الذي قام به بعض المتطرفين في السويد، بالإساءة لنسخة من المصحف الشريف والتحريض ضد المسلمين”.

وحذرت من “خطورة إثارة الكراهية، واستفزاز المشاعر الدينية، التي تؤجج مشاعر العداء والانقسام بالمجتمعات وتسيء لقيم الحرية ومعانيها الإنسانية، ولا تخدم سوى أجندات التطرف والتطرف المضاد”.

وأثار راسموس بالودان -الذي ينشر تسجيلات على موقع يوتيوب- الجدل في مناسبات عدة خلال السنوات الأخيرة.

ففي عام 2019، أحرق مصحفًا ملفوفًا في لحم خنزير مقدد، وحظر فيسبوك حسابه لمدة شهر بعد أن نشر صورة تربط بين الهجرة والجريمة.

واعتُقل راسموس بالودان في فرنسا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 قبل ترحيله.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات