المرزوقي للجزيرة مباشر: أطالب الجيش بالتدخل وسحب السلطة من سعيّد ومنحها للبرلمان

الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي
الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (غيتي)

طالب الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، الجيش وقوى الأمن بالتدخل، وسحب السلطة من الرئيس الحالي قيس سعيّد، ومنحها للبرلمان المنتخب، حتى إقامة انتخابات حرة ونزيهة جديدة.

وقال المرزوقي خلال مقابلة مع برنامج “المسائية” على قناة الجزيرة مباشر إن سعيّد فقد الشرعية والشارع، مشيرًا إلى أن “المؤسسة الأمنية والعسكرية تراقبان الوضع، وإذا قدّر الله وذهب هذا الرجل إلى استفتائه وبرلمانه الهلامي وتدمير الدولة، فسيرون الشارع التونسي ويقفون إلى جانبه”.

وأضاف أن “سعيّد مدعوم من الإمارات والسعودية في إطار تصفية الربيع العربي، ومدعوم أيضًا من الدولة العميقة التي طالما تصدت للثورة، وحلمت بالعودة إلى عصر الاستبداد”.

وأدان الرئيس الأسبق ما تعرّض له الشيخ راشد الغنوشي رئيس البرلمان المنحل من اعتداء، معلنًا تضامنه الكامل مع النوّاب المسجونين.

وتابع “أريد أن أذكر أنه سواء في عهدي أو في عهد الرئيس السابق الباجي قايد السبسي، فإن العنف اللفظي لم يكن أبدًا موجودًا بهذه الكيفية الموجودة الآن”.

وقال المرزوقي في حديثه عن سعيّد “هذا الرجل خطابه عنيف ويحرض على العنف، ويقول إنه لا يوزّع صكوك الغفران بينما هو يوزّعها ويتهم كل من هو ضده، وكل الناس الذين ناضلوا ضد الاستبداد، ويتهمنا بالخيانة”.

وأكد أن “العنف اللفظي الحالي ممكن يتحوّل إلى عنف جسدي، وهذا شيء غير مسبوق في تونس، وأخاف أن تنجر البلاد إلى الحرب الأهلية”.

وأضاف أن “هذا العنف الذي تفجّرونه ربما تكونون ضحية له، ونحن لا نريد لبلادنا أن تدخل دوامة العنف، ونطلب من سعيّد وأنصاره التخفيف من حدة كلامهم، والتوقف عن العنف اللفظي”.

وأردف “أحيي جماهير شعبنا التي خرجت مرات عديدة، لتثبت زيف شعبية قيس سعيّد، بينما هو لم يستطع جمع المئات في كل مرة يدعو أنصاره فيها للخروج”.

وشارك مئات التونسيين، الأحد، في وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة؛ إحياءً لـ”عيد الشهداء”، وللمطالبة بـ”عودة المسار الدستوري” في البلاد، بدعوة من “المبادرة الديمقراطية-حراك مواطنون ضدّ الانقلاب”، وسط انتشار مكثّف من قوات الأمن.

هل تحل الانتخابات الأزمة؟

ورأى المرزوقي أن الانتخابات البرلمانية التي يسعى سعيّد إلى عقدها ستفاقم الأزمة السياسية في تونس.

وأوضح أنها “ستكون ولأول مرة، انتخابات لأفراد وليس لأحزاب سياسية، فقط أفراد متجمعون دون توجّه واضح لكل مجموعة منهم”، مشيرًا إلى أن “من يشتكي من البرلمان الحالي سيبكي دمًا عليه في حال جرت انتخابات جديدة، وأفرزت مجلسًا جديدًا في وسط هذه الأزمة”.

وطالب أن “لا نصل إلى الانتخابات، حيث أنه يجب أن نحل الخلاف السياسي قبل الانتخابات”، داعيًا في الوقت ذاته الجيش والأمن والشعب التونسي بأن “لا يسمحوا لهذه الفترة أن تصل، وأن يقفوا إلى جانب الوطن وليس إلى جانب هذا الرجل الذي دفع بالعنف بين التونسيين، وبصدد هدم الدولة وتخريب الاقتصاد”، وفق قوله.

وحول تأثير الانتخابات الفرنسية في الأوضاع في تونس قال المرزوقي إنه “لا يعتقد بأن نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستؤثر في الأوضاع في تونس”.

وأضاف “نحن العرب والتوانسة مطالبون بالدفاع عن ديمقراطيتنا وعن حقوقنا وأن لا ننتظر أي دعم خارجي، لأن الأنظمة الغربية تتعامل معنا كحالات إنسانية لكنها في نهاية المطاف تتعامل مع الأنظمة القائمة وخاصة إذا كانت استبدادية”.

وتعاني تونس أزمة سياسية حادة، منذ 25 يوليو الماضي، حين بدأ سعيّد آنذاك فرض إجراءات استثنائية منها تجميد اختصاصات البرلمان (قبل إصدار قرار حلّه)، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وحل المجلس الأعلى للقضاء.

وتعد قوى تونسية تلك الإجراءات “انقلابًا على الدستور”، بينما ترى فيها قوى أخرى “تصحيحًا لمسار ثورة 2011″، التي أطاحت بالرئيس آنذاك زين العابدين بن علي، في حين يقول سعيّد إن إجراءاته هي “تدابير في إطار الدستور لحماية الدولة من خطر داهم”.

المصدر : الجزيرة مباشر