“هدية من السماء”.. هل يعزز موقف ماكرون من حرب أوكرانيا حظوظه في رئاسيات فرنسا؟

صحيفة روسية قالت إن "إيمانويل ماكرون سيقود قصر الإليزيه على متن دبابة روسية" (رويترز)

تُجمع وسائل الإعلام الروسية على أن الحرب في أوكرانيا هي “فرصة” للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للفوز في الانتخابات الرئاسية التي تجري جولتها الأولى اليوم 10 أبريل/نيسان.

ونقلت صحيفة (لو باريزيان) الفرنسية، عن صحيفة (كومسومولسكايا برافدا) الروسية، وصفها بأن العملية العسكرية “هدية من السماء” للرئيس الحالي.

ونشرت صحيفة (كوميرسانت) الروسية التي تعتبر “ذات مصداقية” في البلاد، الأسبوع الماضي مقالًا بعنوان ساخر “إيمانويل ماكرون سيقود قصر الإليزيه على متن دبابة روسية”.

وقالت الصحيفة الفرنسية إنه منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، أُجبرت العديد من وسائل الإعلام المستقلة، على الإغلاق، وإن الدولة تسيطر على الغالبية العظمى من الصحافة والتلفزيون.

ورأت أن القنوات التلفزيونية الروسية تركز على “إخفاقات” ماكرون، وتشير إلى أنه يحاول تعويضه “بلعب دور صانع السلام”.

وبادر ماكرون، قبيل الحرب الروسية على أوكرانيا، بالسفر إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لنزع فتيلها.

وأثار اللقاء الأولى منذ سنتين بين الرئيسين، سخرية واسعة بسبب طاولة المحادثات لطولها المبالغ فيه، وجلوس الرئيسين متباعدين على طرفيها.

وأثار طول الطاولة موجة من السخرية بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من أهمية الجلسة التي عقداها في مقر الرئاسة الروسية، الاثنين، وامتدت نحو 5 ساعات.

“معايير مزدوجة”

وتعامل ماكرون مع ملف اللاجئين الأوكرانيين بـ”معايير مزدوجة”، وفق وصف منظمة العفو الدولية، إذ وضعت الدولة  مخططا استعجاليا لاستقبال وإقامة اللاجئين الفارين من الحرب في أوكرانيا، يوفر “ما لا يقل عن 100 ألف مكان”.

وفي 16أغسطس/آب، دعا ماكرون -في مداخلة عن أفغانستان- إلى “توقع تدفقات هجرة غير نظامية كبيرة، داعيا إلى حماية فرنسا”.

وفي 15 مارس/آذار، تعمّد الرئيس الظهور في مكتبه بلباس رياضي غير حليق، في اجتماعات مكثفة بسبب الأزمة الأوكرانية، وهي الصور التي حذفها حساب المصورة الخاصة به بعد الإشارة إلى أنها تقليد صارخ للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي.

منافِستان لماكرون

في 28 مارس ذكرت وكالة الأنباء الروسية زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان، وقالت إنها “عززت موقفها بشكل كبير من خلال تغيير البرامج واعتماد نهج “أقل عدوانية” مما كان عليه خلال السباق الرئاسي الأخير”.

وكان حزب لوبان حصل على قرض بقيمة 9 ملايين يورو من بنك روسي عام 2014 لتمويل حملة انتخابية محلية، فيما اتهمها ماكرون بأنها “تعتمد ماليا على بوتين ونظامه وكانت دائما راضية عنه”.

ورصدت الصحافة الفرنسية، أن قناة (روسيا 1) التلفزيونية المملوكة للدولة، خصصت حيزًا زمنيا كبيرا للمرشحة فاليري بيكريس، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، واعتبرت أنها “المرشح المفضل في السباق الرئاسي”.

وأظهرت القناة “ارتباطها الخاص” بروسيا، وأفادت بأنها  “حضرت في سن المراهقة معسكرات الشباب السوفياتي، وتتحدث الروسية جيدًا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية