“مثل القذافي”.. سياسي تونسي: سعيّد اغتصب السلطة وهدَم ما بناه التونسيون طوال 10 سنوات (فيديو)

الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع سابق للوزراء بقصر قرطاج (صفحة رئاسة الجمهورية)

رأى أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية لحزب أمل التونسي ومبادرة “اللقاء الوطني للإنقاذ”، أنه لا وجود لنظام ديمقراطي أو غير ديمقراطي دون مؤسسة برلمانية تشرع السلطة التنفيذية وتراقبها.

وذكر الشابي في حديث لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أن قرار الرئيس قيس سعيّد بحلّ البرلمان “باطل ومنافٍ للدستور”.

أزمة حادّة

وأوضح أن سعيّد استعان بالفصل 72، الذي يحدد موقع رئيس الدولة في هرم السلطة، إلا أن الفصول التي تليه هي التي تبيّن صلاحياته وحدودها.

وجزم السياسي التونسي أن الدستور لا ينص في أي من فصوله على حق رئيس الدولة بحل البرلمان؛ سوى في حال تأخر 4 أشهر في تعيين الحكومة.

وذهب إلى أن سعيّد ومنذ 25 يوليو/تموز الماضي “قرّر أن يدوس على الدستور، ولا يتقيّد بأي من فصوله”، واصفًا بأنه “في تضارب وتخبط شديدين”.

وذكّر بأنه صرّح قبل يومين أنه لا يملك صلاحية مجلس النواب ثم فعل، كما علّق الدستور عدا البابين الأول والثاني، واللذين لا يضمّان الفصل 72 الذي انطلق منه وفسّره بشكل خاطئ.

وقال الشابي إن “مناقشة قيس سعيّد من داخل منظومته الفكرية لا يستقيم”، مشددًا على أن تونس تعيش أزمة حادّة.

واستطرد بأن البلاد تعيش أزمة مالية غير مسبوقة في التاريخ التونسي الحديث، إذ أن المواد الأساسية والأدوية غير موجودة في الأسواق.

وتابع مستندًا إلى أرقام رسمية، أن غلاء المعيشة ونسبة الفقر والبطالة تجاوزت النسب المعهودة منذ الاستقلال، موضحًا أن تونس تعيش حصارًا مطبقًا بينما أسست اقتصادها على العلاقات الخارجية والسياحة والاستثمار الأجنبي المباشر والتصدير والهجرة.

وأضاف رئيس مبادرة “اللقاء الوطني للإنقاذ” أن سعيّد “هدَم ما بناه التونسيون في 10 سنوات من مؤسسات ديمقراطية منتخبة تكاد تكون الوحيدة في منطقتنا العربية”.

الاتحاد أخطأ العنوان

ووصف السياسي الاتحاد التونسي للشغل بالمنظمة “العتيدة”، إذ كانت له دور في الحياة الوطنية قبل الاستقلال، وأنها “كانت دائمًا تأخذ القرار السليم وتفتح الطريق لخروج تونس من أزماتها”.

واستدرك ضيف المسائية بأنه صُدم من موقف الاتحاد، والذي صرّح بأن “البرلمان أفسد الحياة السياسية واستقوت أطراف منه بالأجانب”، مُذكّرًا بأنه من بادر بطرح الحوار الوطني، وعدّه المخرج لحل الأزمة التونسية قبل 25 يوليو.

وقال الشابي إن الاتحاد التونسي للشغل “أخطأ العنوان”، وبدل الجمع بين القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الحوار الوطني، وضع المبادرة بين أيدي رئيس الدولة “الذي ضرب بها عرض الحائط”، ولم يستجب لها إلى اليوم منذ عام ونصف.

ورأى الشابي أن طريق الخروج من الأزمة يسير، يبدأ باتفاق التونسيين على الإصلاحات الضرورية في المجال الاقتصادي لإيقاف النزيف، وأن يتفقوا على تعبئة الاستثمار لتنشيط الاقتصاد.

وعلى المستوى السياسي، ذكر الشابي أن بلاده لم تصل لهذه الأزمة عن طريق الصدفة، بل يتطلب الدستور مراجعة وتعديلًا، مشددًا “وعوض أن يقوم الاتحاد بهذا الدور اصطف مع الرئيس ضد حل الأزمة”.

لا يؤمن بالحوار

ورأى رئيس حزب “أمل” أن الحوار الوطني لم يعد اختيارًا، بل اضطرار، فلا يمكن لتونس أن تخرج من الأزمة دون أن تلتقي أطرافها للبحث عن طريق سلمي.

وقال إنه يلاحظ غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف التي بإمكانها الضغط وفتح حوار وطني فعلي جامع، على رأسها الاتحاد التونسي للشغل الذي أودع المهمة بين أيدي رئيس الجمهورية.

وذهب الشابي إلى أن سعيّد لا يؤمن بالحوار مع أي طرف، حتى مع مؤيديه، وأنه يمتلك “مشروعًا شخصيًا يعدّه كونيًا كما كان معمر القذافي (الزعيم الليبي الراحل) يفعل بحديثه عن الكتاب الأخضر والديمقراطية القاعدية”.

ومضى إلى أن سعيّد لا يريد أن يجادل أحدًا، وأنه “اغتصب السلطة وحلّ جميع المؤسسات، مستفيدًا من الفراغ السياسي الموجود داخليًا دون أن يعبأ بالحصار الخارجي”.

وأفاد السياسي التونسي بأن القوى السياسية مختلفة أوزانها من اليمين إلى اليسار، أجمعت على تجاوز خلافات الماضي والتركيز على مستقبل تونس.

المصدر : الجزيرة مباشر