“ملك الفحم وإمبراطور البناء”.. ميدل إيست آي: الأثرياء الروس وجدوا في دبي ملاذًا من العقوبات الدولية

أشار ميدل إيست إلى أن الإمارات العربية المتحدة تشتهر بكونها "بيئة صديقة للاستثمار" (أرشيفية)

قال موقع (ميدل إيست آي) البريطاني إن الأوليغارشيين الروس الأثرياء وجدوا في دبي ملاذًا للهروب من العقوبات التي تفرضها أوربا وأمريكا على بلادهم.

وأشار الموقع إلى أن الإمارات واجهت الحرب الروسية على أوكرانيا بالحياد، ورفضت فرض عقوبات على روسيا.

“منفى دبي”

وأفاد الموقع بأن الأسابيع القليلة الماضية، شهدت استثمار رجال الأعمال الأثرياء المقرّبين من بوتين بشكل كبير هناك، كما أنهم نقلوا عائلاتهم إليها.

وفي 22 مارس/آذار، ذكّر الموقع بالاستيلاء على يخت ديمتري بومبيانسكي، رئيس شركة خطوط الأنابيب العملاقة (تي إم كي)، في منطقة جبل طارق التابعة لبريطانيا.

وقالت حكومة الجزيرة الواقعة أقصى جنوب إسبانيا، إن بنكًا دوليًا طلب من محكمة جبل طارق العليا مصادرة السفينة.

وصادرت دول عدة، مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، يخوتًا مملوكة لأغنياء روس جزءًا من العقوبات الأوربية التي تنصّ على تجميد أصولهم جميعها في الاتحاد الأوربي.

وذكر الموقع أن رجال الأعمال الروس وجدوا حلًا لهم ولأسرهم؛ باللجوء إلى “المنفى في دبي”، بعد أن رفض النظام الغني بالنفط تبنّي عقوبات لردع روسيا، وفق الموقع.

وضع “لا يصدّق”

ونقل التقرير عن صحيفة الغارديان البريطانية، أن العشرات من الروس -بما في ذلك العديد من الشخصيات الأكثر ثراء في الدائرة المقرّبة من بوتين- توافدوا على مطار دبي في الأيام الأخيرة.

ورصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية طائرات رومان أبراموفيتش، مالك نادي تشلسي الإنجليزي لكرة القدم، وأركادي روتنبرغ إمبراطور البناء في دبي أوائل مارس.

وزاد الموقع البريطاني أن “ملك الفحم” أندريه ميلينشينكو، صاحب أطول سفينة شراعية في العالم، والتي يبلغ طولها 143 مترًا -والتي صودرت مؤخرًا في إيطاليا- شوهد في دبي الأسابيع الأخيرة.

وقال ميدل إيست، إن وكلاء العقارات وصفوا الوضع بأنه “لا يصدّق”، إذ تهافت المستثمرون الروس على الشقق دون رؤيتها، إما عن طريق شرائها مباشرة أو بدفع إيجار لمدة عام مقدمًا.

وأضاف أنه للقيام بذلك، يحوّلون أموالهم عبر العملات المشفّرة بفضل وسيط، ثم تمنح الأموال للمالكين.

“بيئة مواتية”

وأشار ميدل إيست آي إلى أن الإمارات تشتهر بكونها “بيئة صديقة للاستثمار”، إذ تصدر تصريح إقامة وحسابًا مصرفيًا في غضون 30 يومًا من تسجيل النشاط التجاري، كما يمكن شراء الإقامة الدائمة بسعر (فيلا) فخمة يقارب المليون ونصف المليون دولار.

وقال الموقع البريطاني استنادًا لوكالة عقارية في دبي، إن العقار الذي تبلغ قيمته 5 ملايين يورو، يتيح البقاء في دبي لمدة 10 سنوات دون تجديد التأشيرة.

وقال جوليان بارنز ديسي المسؤول عن برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوربي للعلاقات الخارجية للغارديان “للوهلة الأولى، يبدو أن الإمارات تعتقد أنها تستطيع الالتفاف على العقوبات الأمريكية، ولكن قد يكون من السابق لأوانه استيعاب ما تعنيه حملة من العقوبات الغربية المناهضة لروسيا حقًا”.

وعاد ميدل إيست آي للتذكير بأنه منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا، رفضت الإمارات الانحياز لأي طرف، وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة خليفة بن زايد آل نهيان إن هذا “لن يؤدي إلا إلى مزيد من العنف”، قبل أن تمتنع الإمارات عن التصويت لصالح قرار يندد بالحرب.

وختم التقرير بأنه قبل ساعات من شن روسيا هجومها، أكدت الإمارات “صداقتها العميقة” مع موسكو.

المصدر : الجزيرة مباشر + ميدل إيست آي