صحيفة فرنسية: شباب فرنسا “المبتكِر” يغادرها إلى تركيا بسبب العنصرية ضد المسلمين

مسلمون في صلاة عيد الفطر في آيا صوفيا بإسطنبول (غيتي)

قالت صحيفة (لو جورنال دو ديمانش) الفرنسية، اليوم الخميس، إن مسلمين فرنسيين استقروا في تركيا هربًا من ممارسات الإسلاموفوبيا في بلادهم.

وانتقدت الصحيفة الفرنسيين الذين غادروا فرنسا هروبًا من العنصرية والتمييز، في تقرير عنونته بـ(الشباب المسلم الفرنسي الذي لجأ إلى بلاد أردوغان).

وأضافت أن تركيا تواصل منذ سنوات جذب مئات المسلمين ممن كانوا يعيشون في فرنسا، وأشارت إلى أن من بين المسلمين الفرنسيين الذين استقروا في تركيا، شخصيات تحظى بشهرة عالمية.

وأوضحت أن أغلب المسلمين ممن تركوا فرنسا واستقروا في تركيا “يغلب عليهم التديّن والابتكار”، وزادت أن العديد من الشباب من أصول شمال أفريقية استقروا في دول الخليج، لكن “تركيا المتقدمة اقتصاديًا والغربية والمسلمة صارت وجهة شعبية للهجرة بشكل متزايد”.

وشددت الصحيفة على أن اختيار هؤلاء المسلمين تركيا من بين البلدان الإسلامية الأخرى (لم يكن عبثًا، بل عن قصد)، وانتقدت اختيارهم تركيا دون فرنسا للاستقرار فيها.

أوربا والشرق

وعرض التقرير قصة تيبو البالغ من العمر 32 عامًا، والذي كان خبّازًا في بلدة إيسير بفرنسا، واستقر في إسطنبول مع زوجته وطفليه منذ عام ونصف.

قرر تيبو، وفق الصحيفة، مغادرة البلاد بعد التضييق على المسلمين في فرنسا، وذهب أولًا إلى البوسنة والهرسك والنرويج قبل أن يستقر في تركيا.

وفكّر الزوجان في البداية في مصر والمغرب ولكنهما فضّلا تركيا، التي شعرا أنها تناسب أسلوب حياتهما.

وقال فوضيل ماهاني، اليوتيوبر المشهور، الذي استقر في أنطاليا عام 2019، عن تركيا: “هناك ثقافة مزدوجة هنا، أوربية وشرق أوسطية، وهذا يعجبني”.

هربًا من التمييز

وذكر التقرير أن مجموعة “الهجرة إلى تركيا” على فيسبوك، التي تأسست في أكتوبر/تشرين الأول 2020، تضم 2000 عضو، وقبل أسبوعين نشر مؤسسها تدوينة يقول فيها: “ليس هناك أسبوع لا أتلقّى فيه رسائل من الفرنسيين الذين استقروا في تركيا أو يريدون الاستقرار”.

وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) أن العديد من المسلمين الذين تعرّضوا للمعاملة التمييزية والمعادية للإسلام في فرنسا غادروا البلاد بصمت لأنهم لم يشعروا بالأمان.

وشدد المقال الذي حمل عنوان “الهروب الهادئ للمسلمين من فرنسا” على أنه بينما كان الجدل حول الهجرة محوريًا في حملات الانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد، فإن عدد المسلمين الذين يغادرون فرنسا يتزايد يومًا بعد يوم، مما يشير إلى أزمة عميقة.

ونقلت صحيفة (ديلي صباح) التركية عن مسؤولين أتراك قولهم إن “تزايد المشاعر المعادية للإسلام وكراهية الأجانب والخطاب في أوربا يهدد الأتراك الذين يعيشون في فرنسا أكثر من غيرهم”.

تنامي العداء للإسلام

وذكرت أن الرئيس رجب طيب أردوغان، قال العام الماضي، إن الدول الغربية تصر على عدم اتخاذ تدابير ضد تنامي المشاعر المعادية للإسلام، ودعا المؤسسات التركية إلى اتخاذ إجراءات بشأن القضايا المتعلقة بالمسلمين والأتراك في هذه البلدان.

وقالت الصحيفة إن بعض الدول الأوربية، وخاصة فرنسا، تبنّت موقفًا معاديًا للمسلمين في السنوات الأخيرة، وذكّرت بتصويت لجنة خاصة في الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) على “ميثاق القيم الجمهورية” الذي قدّمه الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي جزءًا من الحرب ضد “الانفصالية”، مما أثار غضب المجتمع المسلم.

وقد تعرّض التشريع لانتقادات لاستهداف الجالية المسلمة في فرنسا -هي الأكبر في أوربا إذ تضم 3.35 مليونًا- وفرض قيود على العديد من جوانب حياتهم.

ويسمح القانون للمسؤولين بالتدخّل في المساجد والجمعيات المسؤولة عن إدارتها، وكذلك السيطرة على الشؤون المالية للمسلمين المنتسبين للجمعيات والمنظمات غير الحكومية.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر