حفتر يعلن عن “فرصة أخيرة” لإجراء الانتخابات في ليبيا

نقلت وسائل إعلام محلية ليبية، اليوم السبت، عن اللواء المتقاعد خليفة حفتر (قائد ميليشيات شرقي ليبيا) ما سمّته إعلانه “فرصة أخيرة” لرسم خارطة طريق وإجراء انتخابات، وذلك بعد مرور عام على موافقة الفصائل المتناحرة على إجراء الاقتراع.

وخاطب حفتر الليبيين في بنغازي، ثانية كبرى المدن في البلاد ومقر قواته، في الذكرى الحادية والسبعين للاستقلال.

وبعد وقف إطلاق النار في عام 2020، اتفق الطرفان المتنافسان في الشرق والغرب على إجراء انتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، وشكلوا حكومة وحدة وطنية جديدة كان من المفترض أن تعيد توحيد المؤسسات الوطنية المنقسمة، لكن العملية انهارت.

وكان حفتر قد شن حربا على الحكومة الشرعية في الغرب بعد 2014، بما في ذلك هجوم استمر 14 شهرا للسيطرة على طرابلس، وصدته القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا.

قاعدة دستورية تنظم الانتخابات

وفي وقت سابق اليوم، دعت الحكومة الليبية المُعيَّنة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا مجلسَي النواب والأعلى للدولة إلى “تسريع وتيرة الحوار للوصول إلى قاعدة دستورية وحكومة موحدة تقود البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية وإرجاع السيادة الوطنية”.

وطالب باشاغا -في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك- كافة الليبيين بـ”إعلاء المصلحة الوطنية وتجاوز الخلافات والانطلاق نحو المصالحة الوطنية الشاملة وبناء الدولة المدنية الحديثة”.

نهاية للمراحل الانتقالية

وأمس الجمعة، حث المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا عبد الله باتيلي في بيان القادة الليبيين على الاتفاق على حل قائم على تسوية وطنية وتجنب الإجراءات التصعيدية التي من شأنها تهديد استقرار ليبيا ووحدتها الهشين بالفعل.

ودعا باتيلي قادة البلاد إلى وضع نهاية للمراحل الانتقالية، والتحضير للانتخابات واحترام حق الليبيين في السعي نحو مستقبل أفضل.

وأردف “لقد ضاع عام كامل على ليبيا في مسيرتها نحو السلام الدائم والاستقرار والازدهار، عام كان من شأنه أن يكون بداية لتحقيق السلام والمصالحة الوطنية”.

وناشد باتيلي الليبيين كافة من مختلف التوجهات أن يجعلوا من العام 2023 بداية عهد جديد للبلاد، بما في ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وأشار إلى أن “صبر الشعب الليبي آخذ في النفاد، وقد آن الأوان لإعلاء مصلحة البلاد والشعب، بمن في ذلك 2.8 مليون ليبي سجلوا للتصويت في الانتخابات”.

"أحثُ القادة الليبيين على أن يكونوا قوة دافعة لحل الأزمة التي طال أمدُها من خلال التوصل إلى حل مبني على توافق وطني، وتجنب أيةِ أعمالٍ تصعيدية من شأنها تهديدُ وحدة واستقرار ليبيا."

الممثل الخاص للأمين العام، عبد اللهِ باتيلي، في ذكرى الاستقلال https://t.co/BalzanfFH9

— UNSMIL (@UNSMILibya) December 24, 2022

وبسبب خلافات بين مؤسسات الدولة لا سيما بشأن قانوني الانتخاب، تعثر في 24 ديسمبر 2021 إجراء انتخابات كانت مقررة خلال ملتقى الحوار السياسي بين أطراف النزاع المنعقد أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 في تونس برعاية أممية قبل استكماله في جنيف.

ويُجري مجلسا النواب والدولة منذ أشهر مفاوضات عبر لجنة المسار الدستوري المشتركة بينهما، والمُشكّلة وفق مبادرة أممية للتوافق على قاعدة دستورية تُجرى عبرها انتخابات ليبية تحل الأزمة في البلاد.

وتعيش ليبيا صراعا بين حكومة عيّنها مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا وحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي يرفض التسليم إلا لحكومة تأتي عبر برلمان جديد منتخب.