احتجاجات الأردن.. السلطات تعتقل العشرات والملك يحذر من المساس بالأمن

رجال أمن أردنيون يحملون نعش ضابط شرطة قُتل في أعمال شغب بحسب السلطات (رويترز)

نظم أردنيون اعتصامات أمس الجمعة، ودعا نشطاء إلى تصعيد الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود الذي فاقم ضغوط كلفة المعيشة، وذلك بعد يوم من أعمال شغب شهدتها مدينة معان بجنوب البلاد أسفرت عن مقتل ضابط شرطة.

وأكد ملك الأردن عبد الله الثاني، أمس الجمعة، عدم قبوله التطاول أو الاعتداء على الأجهزة الأمنية، وأنه سيتم العامل بحزم مع كل من يرفع السلاح في وجه الدولة.

جاء ذلك خلاله تقديمه العزاء في الضابط عبد الرزاق الدلابيح الذي قُتل مساء الخميس خلال احتجاجات على ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في محافظة معان.

وبحسب بيان للديوان الملكي أكد الملك أن “الاعتداءات وأعمال التخريب مساس خطير بأمن الوطن ولن نسمح بذلك”، وأشار إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، وحقهم في التعبير عن الرأي بالوسائل السلمية ضمن القانون.

القبض على العشرات

من جانبها أعلنت مديرية الأمن العام في الأردن تكثيف انتشارها الأمني في محافظات المملكة.

وقالت المديرية في بيان، اليوم السبت، إنها تعاملت مع أحداث شغب في عدد من مناطق المملكة، وأُلقي القبض على 44 شخصا شاركوا في تلك الأعمال بمختلف المناطق، وستتم إحالتهم إلى الجهات المختصة، إضافة إلى مَن أُلقي القبض عليهم في الأيام السابقة.

وأشارت إلى تراجع ملحوظ في أعداد وحدّة أعمال الشغب عن يوم أمس لا سيّما في محافظات الجنوب.

وقُتل العقيد عبد الرزاق الدلابيح، برصاصة في الرأس أثناء تعامله مع أعمال شغب في معان، وأصيب ضابط وضابط صف آخرين.

وتشهد معان منذ 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، إضرابا في قطاع النقل، للمطالبة بتخفيض أسعار المشتقات النفطية بالبلاد، إلا أنه تطور فيما بعد إلى إضراب عام أغلقت على أثره المحال التجارية بالكامل.

وإضافة إلى معان، شهد عدد من محافظات المملكة احتجاجات وأعمال شغب، دفعت الأمن إلى التعامل معها وفضها.

وقال وزير الداخلية مازن الفراية في مؤتمر صحفي إن الحكومة ستتخذ خطوات صارمة وتنشر المزيد من شرطة مكافحة الشغب في مواجهة المحتجين الذين يلجؤون إلى العنف، مضيفا أنه بعد ما حدث سيتم تعزيز الإجراءات الأمنية في المواقع التي تشهد أعمال شغب.

وقالت الشرطة في بيان إن 40 ضابطًا أصيبوا بطلقات نارية الليلة الماضية، وإن محتجين حطموا سيارات.

دعوات لمزيد من المظاهرات

ورغم الهدوء العام في الشوارع، أمس الجمعة، خرجت احتجاجات متفرقة وشارك البعض في اعتصام أمام مسجد رئيسي في معان ومسجد في العاصمة عمان بعد صلاة الجمعة، ودعا نشطاء إلى مزيد من المظاهرات.

وبحلول المساء، لم ترد تقارير عن مواجهات واسعة النطاق على غرار تلك التي وقعت الليلة السابقة، عندما طاردت شرطة مكافحة الشغب عشرات الشبان الذين كانوا يلقون الحجارة في عمان والزرقاء وإربد ومدن أخرى، في بعض من أوسع الاضطرابات المدنية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.

وقال شهود لرويترز، إن قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود غاضبة في مدينة الزرقاء، وأضرم محتجون النار في إطارات سيارات على طرق سريع في مدينة الكرك الجنوبية وعدة بلدات أخرى، مما عطل حركة المرور.

وقال مستخدمون للإنترنت ونشطاء إن خدمات الإنترنت كانت بطيئة في عدة مناطق، مما أدى إلى تعطل منصات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها النشطاء لنشر لقطات من الاشتباكات مع الشرطة.

ووعدت الحكومة بالنظر في مطالب سائقي الشاحنات لكنها تقول إنها تحملت بالفعل أكثر من 500 مليون دينار (700 مليون دولار) للحد من ارتفاع أسعار الوقود هذا العام.

ويقول الأردن إنه بحاجة إلى الحفاظ على الانضباط المالي في إطار برنامج للإصلاح الاقتصادي الهيكلي يدعمه صندوق النقد الدولي، ساعد المملكة على حماية اقتصادها.

المصدر : وكالات