أردوغان يلوح بعملية برية في سوريا.. أمريكا ترفض التصعيد وروسيا تدعو تركيا لضبط النفس

الرئيس التركي يعطي إشارة البدء للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا (رويترز)

دعت روسيا، اليوم الثلاثاء، تركيا إلى التحلي بضبط النفس والامتناع عن استخدام القوة العسكرية “المفرطة” في سوريا، ومنع تصاعد التوتر.

ويأتي ذلك بعيد تلويح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باحتمال شن “عملية برية” في سوريا، وذلك غداة سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع للأكراد في سوريا والعراق. واتهم أردوغان روسيا بعدم الالتزام باتفاق سوتشي بشأن تطهير المنطقة من “الإرهابيين”.

ونقلت وكالة الإعلام الروسي عن المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف قوله “سندعو زملاءنا الأتراك إلى التحلي بقدر من ضبط النفس من أجل منع تصعيد التوتر، ليس فقط في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية من سوريا، ولكن في جميع أنحاء المنطقة”.

وقال لافرنتييف إن تركيا لم تبلغ روسيا مسبقًا بضرباتها على سوريا والعراق. وتابع “نأمل في إقناع شركائنا الأتراك بالامتناع عن استخدام القوة المفرطة على الأراضي السورية”، مضيفًا أن روسيا ستعمل مع الأطراف المعنية لإيجاد حل سلمي “للقضية الكردية”.

وذكرت وكالة (تاس) الروسية للأنباء أن لافرنتييف قال إن انسحاب قوة أمريكية من شمال شرق سوريا من شأنه أن يساهم في “استقرار” الوضع.

وأدلى المسؤول الروسي بتصريحه هذا في أستانا عاصمة كازاخستان حيث سيُعقد اجتماع ثلاثي روسي-تركي-إيراني بشأن سوريا. وأضاف أن “روسيا تبذل منذ أشهر كل ما بوسعها لمنع أي عملية برية واسعة النطاق” في سوريا.

ونفذت الطائرات الحربية التركية ضربات في سوريا والعراق يوم الأحد ودمرت 89 هدفًا مرتبطًا بحزب العمال الكردستاني المحظور ووحدات حماية الشعب التي تقول أنقرة إنها جناح لحزب العمال الكردستاني.

اعتراضات أمريكية وغربية

من جانبه قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس الاثنين إن الولايات المتحدة تعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا، مضيفًا أن واشنطن أبلغت أنقرة ببواعث قلقها الشديدة من تأثير مثل هذا الهجوم على هدف محاربة تنظيم الدولة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لرويترز “طالبنا تركيا بعدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا السوريين بعدم شن هجمات أو التصعيد”.

وأضاف المتحدث “نواصل معارضة أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا أو ينتهك سيادة العراق من خلال أعمال عسكرية غير منسقة مع الحكومة العراقية. ونعارض أيضًا الهجمات الأخيرة على جنوب تركيا التي ذكرت تقارير أنها أدت إلى مقتل عدة مدنيين”.

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أعربت عن “قلقها” إزاء الغارات الجوية التي شنّتها تركيا ليل السبت ضد مواقع كردية في سوريا والعراق، مناشدة أنقرة “ضبط النفس”.

بدورها، ناشدت الحكومة الألمانية تركيا الرد بطريقة “متكافئة” على الهجمات التي تستهدفها.

وأطلقت تركيا عمليتها العسكرية الجوية المحدودة هذه بعد أسبوع على اعتداء بعبوة ناسفة في إسطنبول أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح، واتهمت أنقرة كلًا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف خلفه. لكن الطرفين نفيا أي دور لهما في الاعتداء.

المصدر : وكالات