“لا وداع ولا قبلة على الجبين”.. أمهات الشهداء يطلقن صرخة من نابلس لاسترجاع جثامين يحتجزها الاحتلال منذ 2015 (فيديو)

نظم عشرات من أهالي الشهداء في مدينة نابلس الفلسطينية وقفة احتجاجية، الثلاثاء، للمطالبة باستعادة جثامين أبنائهم المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي.

ووقفت أمهات الشهداء وأهاليهم أمام مقر الصليب الأحمر في نابلس، حاملين صور شهداء من مختلف الأعمار.

وحملت تلك الصور شعارات مثل “بدنا ولادنا” و”صرخة أمهات”، وأكدت إحدى الأمهات تقصير المجتمع الدولي اتجاه ملف جثامين الشهداء المحتجزة.

وأفادت بأن جثامين بعض الشهداء محتجزة لدى الاحتلال منذ عام 2015، وإنهم لا يزالون يطالبون باسترجاعها لدفنها، وقال الأهالي إن الاحتلال يضع 256 شهيدا في مقابر الأرقام و115 في الثلاجات.

وأفادوا أن الاحتلال يمارس باحتجاز الجثامين أشد أنواع “الإرهاب” في حق ذويهم “دون ردع محلي أو دولي”، وتشمل هذه السياسة الأسرى الذين يتوفون في سجون الاحتلال حتى يكملوا مدة سجنهم.

واعتبرت إحدى الأمهات في حديث للصحافة، أن أهالي الشهداء بحاجة إلى دعم دولي لتسوية هذا “الملف السياسي” مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت إن أمهات الشهداء “لا يستوعبن الفقد ومن باب أولى الاحتجاز”، مشددة على أن “الاحتلال يتعمد التنكيل بهم بحرمانهم من وداع أبنائهم وطبع آخر قبلة على جبينهم”.

وتعهّد أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال الإسرائيلي، خلال الوقفة، بتكثيف الفعاليات المطالبة بتنفيذ مطالبهم وعدم التنازل عنها إلى حين تحقيقها.

وفي أبريل/نيسان الماضي، اتهمت وزارة الإعلام الفلسطينية سلطات الاحتلال الإسرائيلي بسرقة أعضاء جثامين الشهداء المحتجزة لديها، ومن بينهم 9 أطفال و3 شهيدات و8 أسرى أمضوا مددًا مختلفة في سجون الاحتلال.

ويرفض الاحتلال إعطاء معلومات عن أماكن احتجاز أغلب الجثامين، بل الأخطر من ذلك ما يُتداول عن استغلال إسرائيل لتلك الجثامين وسرقة أعضائها واستخدامها في معالجة مرضى إسرائيليين، وفق تقرير الوزارة.

وخلال السنوات الماضية نُشر العديد من الصور لشهداء احتُفظ بجثامينهم في ثلاجات، وبعد تسليم تلك الجثامين ظهر واضحًا أنها تفتقد بعض الأعضاء، إذ إنها جاءت مخيطة بشكل يوحي بأنه جرى شقّها.

وقد أنشئ ما يُعرف بـ”بنك الجلد الإسرائيلي” عام 1985 لعلاج الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا بحروق، بعد أن أفتى مجلس الحاخامات الرئيسي بمشروعيته، وأثبت هذا (البنك) جدواه خلال الانتفاضة الثانية في إنقاذ حياة كثير من الإسرائيليين باستخدام جلود الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا أثناء الهجمات المستمرة والحروب، وفقًا لمصادر طبية إسرائيلية متخصصة في علاج الحروق.

ويتخذ الاحتلال الاحتجاز وسيلة لابتزاز أهالي الشهداء الذين يعيشون في قلق وخوف ولهفة أمل اللقاء الأخير. ووفقًا لمعطيات تداولتها الصحافة الإسرائيلية، فإن تلك المقابر تفتقد الحد الأدنى من المواصفات التي تصلح لدفن الأموات، حتى إن بعضها ربما يكون قد أزيل تمامًا بسبب انجراف التربة.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2021 أقر وزير الدفاع بيني غانتس سياسة عدم تسليم جثامين منفذي العمليات الفدائية بغض النظر عن نتائج العملية أو عن الانتماء الفصائلي للشهيد، ليسارع أعضاء في الكنيست بالدفع لتشريع قانون يخوّل شرطة الاحتلال احتجاز جثامين الشهداء، وخصوصًا في غياب أي أساس قانوني إسرائيلي يعطي الشرطة تلك الصلاحية.

ويُعد استمرار احتجاز إسرائيل لجثامين الشهداء وعدم الكشف عن أماكن المفقودين مخالفة واضحة لمعاهدة لاهاي لسنة 1907 المتعلقة بقوانين الحروب وأعرافها، ومخالفة أيضًا لاتفاقية جنيف الأولى في البند 15 و17 التي تلزم الدولة المحتلة بتسليم جثامين الشهداء لذويهم ودفنهم مع المحافظة على كرامتهم حسب معتقداتهم الدينية قدر الإمكان.

المصدر : الجزيرة مباشر