“قال لي راجع وما رجع”.. والدة الشهيد خالد عنبر للجزيرة مباشر: ليتهم اعتقلوه بدل إطلاق النار عليه من مسافة الصفر (فيديو)

“يغيب عن المنزل ثم يعود.. لكنه هذه المرة لم يعد”، هكذا بدأت أم الشهيد خالد عنبر حديثها المشحون بالحزن والأسى لكاميرا الجزيرة مباشر، أمس الاثنين.

لا تعلم الأم المكلومة ما الذي جرى تحديدًا فجر ذلك اليوم، عندما استشهد ابنها برصاص قوات الاحتلال في محيط مخيم الجلزون، إذ قالت إن الحديث جرى عن “نشاط تخريبي”.

وأضافت أن خالد عنبر خرج في وقت متأخر من الليل، وأنها كانت قلقة عليه لكنه طمأنها وأوصاها بأن تنام وسيوقظها عندما يعود.

“ما تخافي يا أمي.. ما راح اتأخر” هذه الكلمات كانت الأخيرة التي سمعتها أم الشهيد من ابنها، وهو يلوح لها بيده من نافذة السيارة.

تقول إن كلماته لها طمأنتها بعض الشيء وجعلتها تخلد إلى النوم، على الرغم من أنها لم تكن تتمكن من ذلك في كل ليلة إلى أن يعود إلى المنزل.

لم يعد خالد لكن الأم رأت دمه على الرصيف، وعلمت أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارته ورفاقه من المسافة صفر، من دون أن يحذروهم أو يدخلوا معهم في أي مشادات.

تمنّت الأم لو أن ابنها اعتقل أو ضُرب، وقالت إنه تنبأ كثيرا باستشهاده، مضيفة أنها كلما فاتحته في أمر الزواج قال لي “أنا راح أستشهد”.

حصل خالد على شهادة بامتياز وتواصلت معه عدد من الشركات للانضمام إليها، إلا أنه فضّل مجالسة شقيقه طيلة فترة علاجه من مرض ألزمه الفراش عامين، ثم عمل بعدها مع والده في الورش.

تصف الأم فقيدها بأنه “حنون” ولا تستطيع مقاومة دموعها وهي تقول ذلك، تتحدث للجزيرة مباشر والأسى يزاحم كلماتها، قبل أن يسرقها الشرود من واقع يبدو أنها لم تتقبله بعد.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن مصادر أمنية فلسطينية قولها إن قوات إسرائيلية اقتحمت ضاحية التربية والتعليم قرب مخيم الجلزون “وأطلقت النار صوب ثلاثة شبان داخل مركبتهم مما أدى لاستشهاد اثنين منهم هما: باسل بصبوص وخالد عنبر من مخيم الجلزون، وإصابة سلامة رأفت من بلدة بيرزيت”.

وأضافت المصادر للوكالة أن “قوات الاحتلال اختطفت جثماني الشهيدين واعتقلت المصاب”.

المصدر : الجزيرة مباشر