وسط اعتراض صالح وباشاغا.. ليبيا وتركيا توقعان مذكرة تفاهم للتنقيب عن النفط والغاز (فيديو)

وقّعت الحكومة الليبية في طرابلس مذكرة تفاهم مع تركيا، اليوم الاثنين، للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الليبية، وسط اعتراض البرلمان الذي يتخذ من شرقي ليبيا مقرًّا له.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش بالعاصمة طرابلس- توقيع “مذكرة تفاهم للتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية وعلى الأراضي الليبية، من قِبل شركات تركية ليبية مشتركة”.

وردًّا على سؤال بشأن مخاوف أعربت عنها دول أخرى من هذه الاتفاقية، قال أوغلو “هذه المذكرات هي مسألة بين دولتين تتمتعان بالسيادة، وهي مكسب للطرفين وليس لدول أخرى الحق في التدخل بهذه الأمور”.

من جهتها، رحبت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بهذا الاتفاق “المهم” المُوقّع “في ظل الأزمة الأوكرانية وتداعياتها”.

ورفض عقيلة صالح -رئيس مجلس النواب ومقره شرقي ليبيا- الاتفاقية المبرمة بين أنقرة وطرابلس.

وقال في بيان “أي اتفاقية أو معاهدة أو مذكرة تفاهم مع حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، مرفوضة وغير قانونية”.

وأشار صالح إلى أن أي مذكرة تُبرم يجب أن تتم عبر رئيس الدولة أو البرلمان، أو عبر “الحكومة الشرعية التي نالت ثقة البرلمان”، ممثلة في حكومة فتحي باشاغا.

بدورها، رفضت حكومة فتحي باشاغا الاتفاقية التركية-الليبية. وقالت في بيان إنها “ستبدأ التشاور المباشر مع الشركاء الوطنيين والإقليمين والدوليين، للرد بشكل مناسب على هذه التجاوزات التي تهدد مصلحة الأمن والسلم في ليبيا والمنطقة”.

ونوهت إلى حقها في اللجوء إلى القضاء لإيقاف الاتفاقية، وفقًا للبيان.

وتتنافس حكومتان على السلطة في ليبيا منذ مارس/آذار الماضي، الأولى حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة التي شُكلت عام 2021 ضمن عملية سلام برعاية الأمم المتحدة، والثانية يقودها وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا.

وقال تشاووش أوغلو الذي وصل مع وفد تركي رفيع إلى العاصمة الليبية طرابلس في زيارة رسمية تستغرق يومًا واحدًا “نسعى إلى أن يعمّ السلام في المنطقة، واقترحنا في هذا الإطار عقد مؤتمر بلدان شرق البحر الأبيض المتوسط”.

وأوضح أن الاتفاقيات المبرمة بين تركيا وليبيا تستند إلى مبدأ الربح المتبادل للطرفين، وصرّح بأن بلاده ستعمل على تطوير علاقاتها مع ليبيا في المجالات كافة، مشيرًا إلى أن أنقرة ترحب بتحسين ليبيا علاقاتها مع الدول الأخرى.

وناقش الطرفان التبادل التجاري عبر العملة المحلية، وأوضح أوغلو “نشجع ذلك، وخلال الفترة المقبلة نتوقع أن يزيد حجم المبادلات إلى 4 مليارات دولار”.

المصدر : الجزيرة مباشر