اليابان.. التحقيق بشأن كنيسة دينية بعد اغتيال شينزو آبي

لحظة اغتيال رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي (رويترز)

أمر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الاثنين، بفتح تحقيق داخل كنيسة التوحيد بعد عودتها إلى الواجهة، على خلفية الكشف عن دوافع محتملة للمتهم بقتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي لتيتسويا ياماغامي، تتعلق بالكنيسة واستيائه منها بسبب ضغطها على الأعضاء لتقديم تبرعات.

وأوضحت تقارير إعلامية أن رئيس الوزراء الياباني شعر بالتردد حيال زيادة التدقيق في أمور الكنيسة وأنشطتها أو الأمر بحلها خشية اتهامه بالتعدي على الحريات الدينية، إلا أن وزيرة التعليم كيكو ناغاوكا أكدت في تصريحات صحفية أن التحقيق سيبدأ “على الفور”.

وسبق أن تم حل طائفتين دينيتين، وفق وسائل إعلام محلية، إحداهما طائفة أوم شينريكيو التي نفذ أعضاء منها هجوما بغاز السارين عام 1995 داخل مترو العاصمة اليابانية طوكيو.

وذكرت وكالة رويترز أنه من المتوقع أن ينظر التحقيق في ما إذا كانت الكنيسة قد أضرت بالصالح العام أو ارتكبت أفعالا تتعارض مع كونها مجموعة دينية.

وأضافت أن التحقيق قد ينتهي بحل الكنيسة بموجب قانون المؤسسات الدينية.

ورغم أن قرارا كهذا قد يحرم الكنيسة من صفة المنظمة الدينية التي تعفيها من الضرائب فإنها ستكون قادرة على الاستمرار في العمل، حسب رويترز.

قصة الكنيسة وعلاقتها بالسياسيين

وأعيد تسليط الضوء على هذه الكنيسة المعروفة رسميًّا باسم (اتحاد الأسرة من أجل السلام العالمي والتوحيد)، التي أسست في كوريا الجنوبية على يد سون ميونغ مون، منذ اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي في 8 يوليو/تموز الماضي.

وكان المتهم بقتل آبي قد قال إنه استهدف الأخير لأنه يعتقد أن رئيس الوزراء السابق “كان من مؤيدي الكنيسة” التي ألقى عليها باللوم في إفلاس عائلته.

وذكرت تقارير إعلامية أن والدة المتهم تبرعت بمبالغ كبيرة للمنظمة قبل نحو عقدين.

وتسبب مقتل آبي في العديد من التداعيات السياسية، حيث تم الكشف عن وجود علاقات بين الكنيسة ومئات من النواب في الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، الذي ينتمي إليه كل من آبي ورئيس الوزراء الحالي فوميو كيشيدا.

ولفتت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن حوالي نصف مشرعي الحزب الليبرالي الديمقراطي كانوا مرتبطين بهذه المنظمة الدينية.

ورغم نفي الكنيسة ارتكاب مخالفات، فإن الكشف عن صلاتها بكبار السياسيين في البلاد أدى إلى انخفاض ملحوظ في شعبية كيشيدا.

وكان سياسيون في اليابان قد انتقدوا علنًا، في الأشهر الأخيرة، أساليب عمل الكنيسة في جمع الأموال.

وانخفضت معدلات تأييد حكومة كيشيدا خلال الأشهر الأخيرة، حيث يبدو أن الناخبين “غير مقتنعين” بدعوته نواب الحزب الديمقراطي الليبرالي إلى قطع علاقاتهم بالكنيسة.

وأظهر استطلاع أجرته وكالة أنباء كيودو اليابانية للأنباء، في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن نسبة التأييد لحكومة كيشيدا بلغت 35%، وهو أدنى مستوى لها منذ أن أصبح رئيسا للوزراء في أكتوبر من العام الماضي.

المصدر : صحف ومواقع أجنبية + وكالات