“رحلات الأشباح”.. كورونا يشعل معركة جديدة في أوربا بعد تحليق طائرات بلا ركاب

مسافرة تنتظر رحلة متأخرة بعد إلغاء عشرات الرحلات بمطار سياتل تاكوما الدولي بالولايات المتحدة في ديسمبر /كانون الأول 2021 (رويترز)

تصر بعض شركات الطيران الأوربية على القيام برحلات جوية خلال الجائحة، للحفاظ على فترات إقلاعها في المطارات بموجب اللوائح الأوربية.

ويتواصل الجدل بين هذه الشركات والفاعلين في مجال البيئة الذين يرون أن تحليق طائرات بلا ركاب في الأجواء “ممارسة عبثية”.

“تستخدمها أو تخسرها”

وفي تصريح له نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة (لوفتهانزا) الألمانية كارستن سبور “بسبب ضعف الطلب وانخفاض الرحلات الجوية، يتعين علينا القيام بـ18 ألف رحلة إضافية غير ضرورية هذا الشتاء”.

أثار التصريح غضب الناشطين في مجال البيئة وسرعان ما انتقل إلى السياسيين، وذهبت النائبة في البرلمان الأوربي كريمة ديلي إلى مطالبة المفوضية الأوربية بالتدخل حتى لا تسمح لشركات الطيران بإجراء هذه “الرحلات الشبحية”.

وشجبت عالمة البيئة -الفرنسية المنتخبة التي تشغل منصب رئيس لجنة النقل والسياحة في البرلمان الأوربي- قاعدة “use it or lose it” (تستخدمها أو تخسرها) التي تحكم استخدام مواقف الطائرات في المطارات.

وفي تقرير نشره موقع قناة (فرانس إنفو) أوضح أن شركات الطيران لديها فترات زمنية محددة للإقلاع والهبوط بطائراتهم في مختلف مطارات القارة العجوز.

وقبل أزمة كوفيد-19 كانت الشركات مُلزمة باستخدام 80% على الأقل من هذه الفترات، وإلا فسيتم إعادة توزيعها على المنافسين.

قاعدة “غير واقعية”

بعد الانخفاض الحاد في عدد الركاب بسبب الأزمة الصحية، علقت السلطات الأوربية قاعدة “تستخدمها أو تخسرها” في مارس/آذار 2020 حتى لا تعاقب شركات الطيران كثيرًا.

ومع استئناف حركة المرور عام 2021، قررت المفوضية الأوربية في مارس الماضي تحديد عتبة استخدام المواقف عند 50%، مما أثار غضب شركات الطيران التي لا تزال تعدّها مرتفعة للغاية في وقت تفشي الوباء.

ولتبرير قرار “18 ألف رحلة جوية غير ضرورية” سلط الرئيس التنفيذي للشركة الألمانية العملاقة الضوء على جمود قواعد المفوضية الأوروبية في حالة انخفاض الطلب بسبب الوباء.

ونقل تقرير “فرانس إنفو” الموقف الرسمي لاتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) بأنه “مع عتبة منخفضة وإلغاء أسهل، سيكون من السهل بالفعل الاحتفاظ بالمواقف الحالية، وهو أمر حاسم لإعادة تشغيل الصناعة التي تأمل في العودة إلى مستوى ما قبل الأزمة في عام 2023″، وهو موقف الغالبية العظمى من شركات الطيران.

وكان المتحدث باسم (إياتا) قد صرّح لوكالة الصحافة الفرنسية بالقول “على الرغم من مطالبنا الملحة لمزيد من المرونة، فقد وافق الاتحاد الأوربي على قاعدة استخدام بنسبة 50%، وهي غير واقعية”.

بند تبريري

من جهته، طالب وزير النقل البلجيكي جورج جيلكينيت، الإثنين الماضي، المفوضية الأوربية بتخفيف القواعد، ورأى أن هذا التنظيم “هراء اقتصادي وبيئي واجتماعي”.

وفي تصريح لصحيفة (لوباريزيان) الفرنسية، الجمعة، رأت المفوضية الأوربية أن الاتحاد الأوربي ليس مسؤولًا عن “الرحلات الشبحية” للشركات.

وقالت إن “الهدف من التراخي في الخانات الزمنية -جعل النسبة 50%- هو ضمان لأن تتمكن شركات الطيران من الاحتفاظ بخاناتها من دون الاضطرار إلى الطيران بلا ركاب عندما تمنع القيود الصحية السفر”.

وأوضحت جمعية المطارات الأوربية (ACI) في بيان، أن شركات الطيران “ليس لديها سبب لإقلاع طائرات بلا ركاب في أوربا”، وأنه يمكنها الاستعانة ببند “عدم الاستخدام المبرر للخانات الزمنية” الذي قررت المفوضية الأوربية تمديده في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ولا يغطي هذا البند حظر السفر فقط، بل يشمل أيضًا قيود السفر أو إجراءات الحجر الصحي أو العزل التي تؤثر على إمكانية السفر.

وتحيل الجمعية شركة لوفتهانزا إلى هذا البند للحفاظ على طائراتها على الأرض مع الاحتفاظ بخاناتها.

وأعلنت المفوضية الأوربية في 15 ديسمبر زيادة تدريجية في العتبة من 50% إلى 64%، بين مارس/آذار وأكتوبر/تشرين الأول 2022، بهدف العودة إلى 80%.

ومع حالة عدم اليقين الناتجة عن متحور أميكرون، فإن المواجهة بين شركات الطيران والمطارات لم تنته بعد في المعركة على مواقف الطائرات.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية