إعلان الطوارئ في كازاخستان لمواجهة الاحتجاجات.. والرئيس يطلب مساعدة روسيا

إعلان حالة الطوارئ في كازاخستان لمواجهة احتجاجات واسعة ضد ارتفاع أسعار الوقود (AP)

تواصلت، اليوم الأربعاء، الاحتجاجات التي انطلقت الأحد الماضي في كازاخستان ضد زيادة أسعار الغاز المسال، وتخللتها أعمال نهب وشغب في ألماتي أكبر مدينة في البلاد وعدد من المدن الأخرى.

وأعلنت السلطات حالة الطوارئ في عموم البلاد للسيطرة على الاحتجاجات على أن تطبق حتى 19 يناير/كانون الثاني الجاري.

وداهم المتظاهرون، صباح الأربعاء، المؤسسات العامة بما في ذلك مبنى محافظة ألماتي، ونهبوا حوالي 120 متجرًا ونحو 100 مكتب وقرابة 200 مطعم ومقهى، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية ودولية.

وأشارت وسائل إعلام كازاخية إلى توقف الرحلات الجوية إلى ألماتي وأكتاو عقب استيلاء المتظاهرين على مطاريهما.

 

وقالت إن المتظاهرين أضرموا النار في مكتب قناة (كازاخستان) الحكومية في ألماتي، وألحقوا الضرر في حوالي 120 سيارة شرطة وإطفاء وإسعاف.

ولفتت إلى محاولة المتظاهرين الاستيلاء على مبنى تابع لوزارة الداخلية في ألماتي.

وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للحكومة مثل: “لتستقل الحكومة” و”ليرحل الرجل العجوز”، في إشارة إلى الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف.

مساعدة تحالف تقوده روسيا

من جهته، طلب الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف المساعدة من تحالف عسكري يتألف من دول ما بعد الاتحاد السوفيتي للتغلب على ما أسماه “تهديدًا إرهابيًا”.

وناشد توكاييف رؤساء منظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO) التي تضم روسيا وبيلاروسيا وقرغيزستان للمساعدة في إخماد الاضطرابات، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية في كازاخستان (كازينفورم).

وقال في خطاب متلفز “دعوتُ اليوم رؤساء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى مساعدة كازاخستان لهزيمة التهديد الإرهابي”.

واتهم المتظاهرين بتقويض “نظام الدولة” مدعيًا أن “العديد منهم تلقوا تدريبات عسكرية في الخارج”.

وفي وقت سابق، قال توكاييف في خطاب متلفز آخر إن “الإرهابيين” استولوا على مطار ألماتي بما في ذلك خمس طائرات، ويقاتلون مع الجيش خارج المدينة.

وأضاف أن “مجموعات من عناصر إجرامية تضرب جنودنا وتهينهم وتسحلهم عراة في الشوارع وتعتدي على النساء وتنهب المتاجر”.

وتابع “بصفتي الرئيس فمن واجبي حماية أمن مواطنينا وسلامتهم، وأنا أقلق على سلامة أراضي كازاخستان”، مضيفًا أن لديه نية “التصرّف بحزم قدر الإمكان”.

وفي السياق، كشف موقع (Tengrinews.kz) المحلي في كازاخستان عن مقتل ٨ من ضباط الشرطة وأفراد الحرس الوطني في أعمال شغب في مناطق مختلفة من البلاد.

وقالت الوكالة إن 317 ضابطًا وأفرادًا أصيبوا، نقلًا عن الخدمة الصحفية في وزارة الداخلية.

كذلك شاهد مراسلو وكالة فرانس برس في ألماتي رجالًا بزي الشرطة وهم يكومون دروعهم وخوذهم على الأرض ثم يعانقون المحتجين، ورفض رجال بزي الشرطة التحدث للمراسلين، وهتفت امرأة وهي تعانق أحد المتظاهرين “انتقلوا إلى جانبنا”.

وأفادت وسائل إعلام محلية أن المتظاهرين توجّهوا بعد ذلك إلى مقرّ إقامة الرئيس في المدينة، وأن المبنيين كانا مشتعلين.

وفي وقت سابق، الأربعاء، أعلنت الحكومة الكازاخية استقالتها على خلفية الاحتجاجات، تلاها فرض حالة الطوارئ بهدف حفظ الأمن العام.

يشار إلى أن هذه الأزمة هي أكبر تهديد حتى الآن للنظام الذي أقامه الرئيس السابق نزارباييف الذي حكم البلاد حتى 2019، لكنه ما زال يتمتع بنفوذ كبير.

وكان نور سلطان نزارباييف (81 عامًا) قد تولى رئاسة البلاد في عام 1990، وحكم البلاد حتى استقالته عام ٢٠١٩.

وعلى الرغم من رحيله عن المنصب استمر في الحفاظ على سلطته زعيمًا للحزب الحاكم ورئيسًا لمجلس الأمن القومي ذي النفوذ، لكن الرئيس الحالي توكاييف أعلن، الأربعاء، أنه بات هو من يتولى هذا المنصب.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات