واشنطن وبرلين تهددان موسكو بوقف خط الغاز إلى أوربا.. ولافروف: نريد الحوار لا الحرب

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (يمين) ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن (أسوشيتد برس)

أكّدت الولايات المتّحدة أنّ خطّ الغاز (نورد ستريم 2) المثير للجدل، الرّابط بين روسيا وألمانيا، لن يدخل الخدمة إذا غزت موسكو أوكرانيا، داعيةً الروس إلى “العودة إلى طاولة المفاوضات”.

وفي الوقت نفسه، أعلنت واشنطن، الخميس، في بيان أنها طلبت عقد جلسة علنية، يوم الاثنين، لمجلس الأمن الدولي حول الأزمة في أوكرانيا، بسبب التهديد الذي تُشكّله روسيا على الأمن والسلم الدوليّين.

وقالت نائبة مساعد وزير الخارجيّة الأمريكي فيكتوريا نولاند للصحفيّين “نُواصل نقاشاتنا القويّة جدًّا والواضحة جدًّا مع حلفائنا الألمان، وأودّ اليوم أن أكون واضحة معكم: إذا غزت روسيا أوكرانيا، فبطريقة أو بأخرى لن يَمضي نورد ستريم 2 قدمًا”. وأضافت “أعتقد أنّ التصريحات التي تخرج من برلين حتّى اليوم، قويّة جدًّا”.

وردًّا على سؤال عن سبب ثقة الولايات المتحدة تلك، قالت نولاند إنّ خط الأنابيب لم تتمّ تجربته بعد ولم يحصل على المصادقات اللازمة من الهيئات المنظّمة الألمانيّة. وأضافت “سنتعاون مع ألمانيا لضمان ألا يمضي خطّ الأنابيب قدمًا”.

وسيحضر ملفّ خط الأنابيب خلال محادثات المستشار الألماني أولاف شولتز في البيت الأبيض في 7 فبراير/شباط.

وكانت وزيرة الخارجيّة الألمانيّة أنالينا بيربوك قد قالت أمام البرلمان في وقت سابق الخميس إنّ حكومتها “تعمل على حزمة عقوبات قويّة” مع حلفاء غربيّين “من بينها (نورد ستريم 2) في حال هاجمت روسيا أوكرانيا”.

ومن المتوقع أن يؤدي (نورد ستريم 2) إلى مضاعفة إمدادات الغاز الطبيعي الزهيد الثمن من روسيا إلى ألمانيا، الذي تقول أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوربي إنه ضروري للمساعدة في الانتقال من الفحم والطاقة النووية.

وأثار إصرار ألمانيا على مدى سنوات على خط الأنابيب البالغة تكلفته 10 مليارات يورو (12 مليار دولار) غضب حلفائها، المتخوفين من أنه سيزيد اعتماد أوربا على الإمدادات الروسية.

وبالتوازي مع التّهديد بسلاح الطاقة، تعمل واشنطن على خطّ الدبلوماسيّة. فقد قالت السفيرة الأمريكيّة في الأمم المتّحدة ليندا توماس غرينفيلد في بيان الخميس، إن “أكثر من 100 ألف عسكري روسي منتشرون على الحدود الأوكرانيّة، وروسيا تُمارس أنشطة أخرى مزعزعة للاستقرار تستهدف أوكرانيا، مما يُشكّل تهديدا واضحا للأمن والسلم الدوليّين ولميثاق الأمم المتّحدة”.

وأضافت “في وقتٍ نُواصل فيه سعينا الدبلوماسي الحثيث لنزع فتيل التوتّرات في مواجهة هذا التهديد الخطر للسلم والأمن الأوروبي والعالمي، يجب على أعضاء مجلس الأمن أن ينظروا في الوقائع بلا مواربة”.

لافروف: نريد الحوار وليس الحرب

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة إن بلاده تريد المسار الدبلوماسي وليس الحرب، بعد الدعوة الأميركية للعودة إلى طاولة المفاوضات والامتناع عن غزو أوكرانيا.

وقال لافروف في مقابلة أذيعت على عدة محطات إذاعية وتلفزيونية روسية “اخترنا طريق الدبلوماسية منذ عقود عديدة، علينا أن نعمل مع الجميع، هذا هو مبدؤنا”.

وأضاف “إذا تُرك الأمر لروسيا، لن تكون هناك حرب. نحن لا نريد الحرب. لكننا لن نسمح أيضًا بأن يُستخف بصلافة بمصالحنا، أو بتجاهلها”.

وتعتبر روسيا نفسها مهددة بسبب توسع حلف شمال الأطلسي منذ 20 عاما والدعم الغربي المقدم لأوكرانيا.

وطالبت روسيا بإنهاء سياسة توسيع حلف الأطلسي، وبعدم ضم أوكرانيا إلى عضويته، والعودة إلى ما كان عليه الانتشار العسكري الغربي عام 1997.

ورفضت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي رسميًّا مطالب موسكو الأربعاء لكنهما تركا الباب مفتوحًا أمام المفاوضات بشأن فرض قيود متبادلة على نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى من القوتين النوويتين المتنافستين في أوربا وكذلك على المناورات التي تنّفذ بالقرب من حدود الطرفين.

بدت روسيا متحفظة، وقالت إنها تستعد للرد في حين دعتها الولايات المتحدة إلى “العودة لطاولة المفاوضات”.

وقال لافروف، الجمعة، إنه وجد “بعض العقلانية” في الرد الغربي “بشأن مسائل ذات أهمية ثانوية”.

المصدر : وكالات