مؤثرون مسلمون يواجهون تضييق حكومة فرنسا بـ”تيك توك”
تحدثت صحيفة (لاكروا) الفرنسية في تحقيق لها عن موجة من المؤثرين المسلمين على موقع التواصل الاجتماعي (تيك توك) في فرنسا.
وقالت إنهم يحظون بجمهور عريض يتابع مقاطع الفيديو القصيرة جدًّا مخصصة لتعليم الدين، ويركز المؤثرون في مقاطعهم على التذكير بما يسمح به الدين وما لا يجيزه (الحلال والحرام).
ووصفت الصحيفة المقاطع بأنها (قصيرة وديناميكية وجذابة)، وأنها تستهدف المسلمين ولكنها تؤثر بشكل متزايد على دائرة أوسع.
وفي استطلاع أجرته (لاكروا)، قال شباب فرنسيون إنهم يرغبون في اعتناق الإسلام بعد متابعة هذا المحتوى، وتشرح شابة أن إحدى المؤثرات المسلمات أثرت فيها بشكل كبير، ووصفت شخصيتها بـ”الآسرة”.
Sur TikTok, la nouvelle vague des influenceurs musulmans https://t.co/t75jPJoANr
— Yves Dufrenoy (@DufrenoyYves) January 28, 2022
خوف من التأثير
وفي سياق الحرب التي تشنها الحكومة الفرنسية على الإسلام، لم تتوان الصحيفة في التحذير من الظاهرة، معتبرة أن “المقاطع تبث رؤية جامدة وصارمة للإسلام”، على حد تعبيرها.
وذهب التحقيق إلى أن بعض هذه المقاطع يدعو إلى “التطرف”، ونقلت قناة (سي نيوز) التي تناولت تحقيق الصحيفة في تقرير لها، على لسان دكتور العلوم السياسية والمتخصص في الإسلام أرنود لاشيريت، قوله إن “متابعي هذه المقاطع يخاطرون باتباع نسخة من الإسلام تنفرهم وتفصلهم عن بقية المجتمع”.
وقال إن اللجنة الوزارية المشتركة “لمنع الانحراف والتطرف” تخاطب الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مخاطبة يتابعها 6 آلاف شخص فقط، مقابل أكثر من مليون لبعض المؤثرين المسلمين على تيك توك.
تصاعد عداء اليمين المتطرف.. مسلمون يفكرون في مغادرة فرنسا بعد رئاسيات 2022
تخطي الحجب: https://t.co/0Z2469NZ7u
للمزيد: https://t.co/GbkbJTAWa3#الجزيرة_مباشر #فرنسا #إسلام— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 15, 2021
نموذج “الإسلام الفرنسي”
وفي حديثه عن “نسخة الإسلام” كان يشير لاشيريت، إلى النموذج الذي وضعته الحكومة الفرنسية عبر “ميثاق مبادئ الإسلام الفرنسي” الذي أجبرت كل المؤسسات الإسلامية في البلد على اتباعه.
وكان الميثاق قد أحدث انقساما داخل (المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية) وهو أكبر مؤسسة رسمية إسلامية في فرنسا، فأدى إلى خروج بعض الهيئات منه، ثم أعلن رئيس المجلس محمد ميساوي، قبل أسابيع اعتزام فكه وتأسيس هيئة جديدة تضم كل مسلمي فرنسا.
يقيّد حقوق المسلمين.. هيئات إسلامية في أوربا تحذر من “ميثاق المبادئ” الفرنسي
لتخطي الحجب: https://t.co/fRVJ2cWUGz
للمزيد: https://t.co/rLvlcjioIw#فرنسا #ماكرون #الإسلام— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 4, 2021
ونددت الهيئات الرافضة للميثاق بالوثيقة معتبرة أنها تتضمن “فقرات تمسّ شرف المسلمين ولها طابع اتّهامي وتهميشي وتضعف أواصر الثقة بين مسلمي فرنسا والأمة”.
وقالت في بيان إن “الدستور الفرنسي يكفل حريات المواطنين في الأمور المتعلقة بالمعتقدات الدينية والالتزامات المدنية، فليس هناك حاجة للجوء إلى أي إعلان أو التزام يفرض على المسلمين والمنظمات التي تمثلهم، وإنه يجب معاملتهم مثل أتباع الديانات الأخرى ومنظماتهم، في إطار الحقوق والواجبات التي يقرها الدستور الفرنسي والقانون الدولي”.
تضييق متزايد
وتزيد الحكومة الفرنسية التضييق على المسلمين، عبر إغلاق عدد كبير من المساجد والمدارس الإسلامية، وسن قانون (مكافحة الانفصالية) الذي يحظر على الفتيات ممن هنّ دون 18 عامًا ارتداء الحجاب في الأماكن العامة والملابس التي تغطي الجسم في المسابح.
فرنسا تغلق 6 مساجد وتحل عددا من الجمعيات الإسلامية
لتخطي الحجب | https://t.co/uCHL7xx1wnhttps://t.co/UTd4iy4RKE
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) September 29, 2021
ويستهدف القانون المسلمين في فرنسا ويكاد يفرض قيودا على جميع مناحي حياتهم ويسعى لإظهار بعض الأمور التي تقع بشكل نادر وكأنها مشكلة مزمنة.
وتعد فرنسا من أكبر الدول الأوربية من حيث حجم الجالية المسلمة وحتى منتصف 2016 كان يعيش فيها نحو 5.7 ملايين مسلم وهو ما يشكّل 8.8% من مجموع السكان.