الأطفال يخافون من النوم.. عائلة سورية من 10 أفراد تعيش منذ 6 سنوات في خيمة مهترئة (فيديو)

يواجه النازحون في شمال غرب سوريا ظروفًا شتوية كارثية، حيث يعيش معظمهم في خيام لا تصمد أمام الثلوج.

ويروي النازح السوري (أبو قدور) للجزيرة مباشر الظروف القاسية التي يواجهها مع عائلته في المنخفض القطبي الجاري، ويقول إن الوضع مأساوي جدا “حيث هبطت خيمتنا وما كدت أستطيع إسنادها، في الوقت الذي نفد فيه الوقود والحطب للتدفئة مما يجعل الحياة أصعب وأقسى”.

وأشار إلى أنه شخص مسنّ ومريض ولا يستطيع العمل أو تحمل تكاليف الانتقال من خيمته المهترئة التي يعيش فيها منذ 6 سنوات هو وأفراد عائلته التسعة.

بدورها قالت النازحة أم قدور إن مخيمات الشمال السوري مهملة ولا يلتفت إليها أحد، لأنها بعيدة وطريقها وعرة، متسائلة “أليس من حق أطفالنا أن يأكلوا ويشربوا مثل أطفال المخيمات القريبة؟!”.

وأوضحت أن العائلات في المخيم الذي تقطن فيه تعاني الأمرين ولا يلتفت إليهم أحد، كما أنه لا مجال للعمل وكسب القوت، وطالبت “بأقل القليل، من خيام جديدة أو على الأقل أغطية للخيام التي يوجدون فيها حتى لا يتسرب إليهم الماء”.

وقالت “لا نملك حتى ثمن الخبز، حيث يحنو علينا البعض ويمنحنا القليل منه”.

من جهتها قالت مسنة سورية في أحد المخيمات إنهم يواجهون الثلج والبرد القارس في ظروف ليست آدمية، دون وجود أي نوع من الإغاثات. وكشفت عن سقوط العديد من الخيام بسبب تراكم الثلوج فوقها.

وتعاني مخيمات النازحين السوريين في إدلب سنويا من موجات البرد والثلج جراء إيواء سكانها في مخيمات بدائية لا تردّ البرد عنهم، مع ضعف إمكانات التدفئة، وغرق العديد منها جراء غزارة الأمطار.

ومحاولةً لتدفئة أنفسهم يحرق النازحون أحيانًا الورق المقوّى (الكرتون) والزجاجات البلاستيكية فيستنشقون الأبخرة السامة.

وشكت الطفلة مايا الحال وعبرت عن عدم قدرتها على النوم في كثير من الأيام بسبب خوفها من سقوط الخيمة على رأسها.

وقال أخوها محمد، الذي اضطر لأسباب عائلية إلى الانقطاع عن المدرسة، إنهم بحاجة ماسة إلى خيام جيدة تأويهم من البرد القارس.

وتشردت مئات من العائلات معظمهم من النساء والأطفال، بعدما سقطت خيامهم وأفسد الماء أمتعتهم.

أما العائلات “المحظوظة”، فلجأت إلى مخيمات مجاورة لهم فيها أقارب، فسكنوا عندهم ليعيشوا نزوحا آخر، لكنه هذه المرة من مخيم إلى مخيم.

ونزح شمال إلى غرب سوريا 3 ملايين شخص في أزمة إنسانية طويلة الأمد. واضطر كثيرون من هؤلاء إلى النزوح عدة مرات خلال الحرب المستعرة في بلدهم منذ 11 عاما.

المصدر : الجزيرة مباشر