ناشطون سودانيون للجزيرة مباشر: رسالتنا واضحة وهذا ما نريده من البرهان فورًا (فيديو)

طالب ناشطون سودانيون رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بالتنحي “فورًا” عن السلطة في حين تتوالى الإدانات الدولية للسلطة العسكرية في السودان على خلفية سقوط ضحايا بينهم قتلى في الاحتجاجات الشعبية الرافضة للحكم العسكري.

جاء ذلك في حلقة من برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر حول ردود الأفعال حيال إصدار البرهان بيانا يدعو فيه جميع مكونات المجتمع السوداني إلى الحوار باستثناء حزب المؤتمر الوطني بهدف التوصل لمرحلة تشكيل حكومة مدنية.

وحمل البيان أيضا دعوة لتشكيل لجنة تقصي حقائق في الوقائع الأخيرة التي شهدتها البلاد وبينها مقتل وإصابة متظاهرين مدنيين برصاص الجيش، وفق شهود عيان وتقارير إعلامية.

وطالبت المتحدثة باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير سلمى نور، البرهان بالتنحي عن السلطة “فورًا”.

وقالت للمسائية عبر اتصال هاتفي من العاصمة السودانية الخرطوم إن دعوة البرهان للحوار “لا تعنيهم في شيء”.

وأضافت “لا نريد حوارا مع البرهان ولا نريده أن يشكل حكومة مدنية، كل ما نريده هو أن يتنحّى فورًا عن السلطة وينهي حالة الانقلاب.

وأوضحت نور أن المناخ في السودان “غير مهيأ للحوار” متهمة السلطات العسكرية بحمل السلاح في وجه المتظاهرين السلميين والانقضاض على التحول الديمقراطي والحكومة المدنية في البلاد.

وتابعت “يحملون السلاح ويضربون الشباب في المواكب السلمية. هذه ليست بوادر للحوار ونحن لا نريد حوارا مع انقلابيين. نطالبهم بالعودة إلى ثكناتهم وممارسة دورهم في حماية البلاد من الاعتداءات الخارجية ليس من الثوار الذين يريدون دولة مدنية”.

وفي هذا السياق، شدد المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين صلاح جعفر على أن رسالة المحتجين “واضحة” وهي “لا تفاوض ولا شراكة مع المجلس الانقلابي”.

وقال في مداخلة هاتفية مع (المسائية) من مدينة لوند بالسويد إن المكون المدني في السودان “لا يأخذ على محمل الجد ما يصدر عن المكون العسكري الانقلابي في البلاد”.

ولفت إلى أن الرغبة الحقيقية للشعب السوداني هي “التنحي الكامل والنهائي للمؤسسة العسكرية من الحكم والحياة السياسية بشكل عام”.

وتابع “لا نرغب في وجودهم (العسكريين)” مشيرا إلى أن القتل “يكون دائما نهاية من يقف في طريق المؤسسة العسكرية”.

وأعرب جعفر عن رفضه أي حديث عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في ظل السلطة “الانقلابية” مشيرا إلى مقتل أكثر من 100 شخص في واقعة فض اعتصام (القيادة العامة) في الخرطوم عام 2019.

وتساءل “كيف لمن يقتل أن يحقق في القتل؟” مشددا على أن فض اعتصام (القيادة العامة) “جريمة وقعت بواسطة قوات عسكرية” ولم يحقق فيها رغم مرور 3 سنوات على وقوعها.

ويوم أمس، أعلنت الولايات المتحدة أنها لن تستأنف المساعدة المتوقفة للحكومة السودانية قبل إنهاء العنف واستعادة حكومة بقيادة مدنية تعكس إرادة الشعب.

وذكرت سفارة واشنطن لدى الخرطوم في صفحتها على فيسبوك أن مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية مولي في والمبعوث الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد أكدا أن الولايات المتحدة لن تستأنف المساعدة لحكومة السودان في غياب إنهاء العنف واستعادة حكومة بقيادة مدنية تعكس إرادة الشعب.

ومنذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشهد السودان احتجاجات ردا على إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وهو ما تعتبره قوى سياسية “انقلابا عسكريا” في مقابل نفي الجيش.

ووقع البرهان وعبد الله حمدوك، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اتفاقا سياسيا تضمن عودة الأخير إلى رئاسة الحكومة الانتقالية وتشكيل حكومة كفاءات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.

بيد أنه في 2 يناير/ كانون الثاني الجاري، استقال حمدوك من منصبه في ظل احتجاجات رافضة لاتفاقه مع البرهان ومطالبة بحكم مدني كامل، واشتدت تلك الاحتجاجات مع سقوط 72 قتيلا خلال التظاهرات منذ أكتوبر الماضي، وفق لجنة أطباء السودان (غير حكومية).

المصدر : الجزيرة مباشر