المتحدث باسم “الحرية والتغيير” يكشف مضمون المحادثات مع الوفد الأمريكي (فيديو)

قال المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في السودان وجدي صالح إن “العنف الممنهج الذي ما يزال مستمرًا من قمع وإطلاق للرصاص الحي على المتظاهرين السلميين، والذي أدى إلى استشهاد 72 شخصًا وآلاف من الجرحى واعتقال مئات المدنيين”، كان موضوع نقاش في اللقاء مع الدبلوماسيين الأمريكيين.

وأعلنت سفارة واشنطن في الخرطوم أن دبلوماسيَين أمريكيين كبيرين التقيا مع نشطاء، الأربعاء، في السودان في إطار محادثات لمناقشة سبل المضي قدمًا بعد الأحداث الأخيرة في البلاد.

وأفاد صالح خلال مقابلة مع برنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، الأربعاء، أن اللقاء ناقش عملية التشاور السياسية التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة في السودان لدعم الانتقال، وجعلها فعالة وجدية حتى تحقق مطالب الشعب السوداني.

وشدد المجلس المركزي، وفق صالح، على أن “أي عملية يجب أن تنهي الانقلاب، وإلا فهي تفتقر للمصداقية بالنسبة للشعب السوداني، ولن تجد القبول من طرفه”.

وأوضح صالح أن اللقاء لن يكون الأخير من أجل دعم الجهود الأمريكية في إرساء الديمقراطية في السودان.

وركز المجلس خلال اللقاء، وفق ضيف المسائية، على “الانتهاكات التي ترتكبها السلطات العسكرية في حق المتظاهرين السلميين، وتتمثل في منع وصول الجرحى إلى المستشفيات وإنزالهم من سيارات الإسعاف”.

وأضاف صالح أنه تم “اعتقال عدد من المتظاهرين أو اختطافهم من داخل المؤسسات الصحية”، غير حملة الاعتقالات الواسعة التي تشنها السلطات في الشوارع بغرض الضغط على الثوار.

وأوضح المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، أن المبعوثين الأمريكيين كانت لديهم رؤية حول الأوضاع في السودان، إنما ليست لديهم خارطة طريق محددة.

وتابع أن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في دعم مبادرة الأمم المتحدة وتقويتها والوصول إلى “نتائج تنهي الانقلاب في السودان”، على حد تعبيره.

“لا تفاوض”

ويرى المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في السودان، وفق ما أوضحه المتحدث باسمه، أن الوصول إلى نهايات منطقية للوضع الحالي يحتاج خطوات إجرائية؛ أولها “وضع أساس دستوري جديد، ثم ضرورة وجود آلية رفيعة المستوى تشكل داعمًا للمبادرة التي أطلقتها بعثة الأمم المتحدة”.

وشدد المتحدث على قناعة “الحرية والتغيير” بعدم إمكانية وجود أي شراكة مع السلطات العسكرية الحالية والتي وصفها بـ”الانقلابيين”، وذهب إلى أنه “لا يمكن حتى التفاوض معهم”.

وقال صالح إن “القوة الحقيقية ليست في أيدي الانقلابيين، بل هي في أيدي الشعب الثائر الذي أثبت من قبل أنه يمتلك منها ما يكفي للإطاحة بمن جثم على السلطة لمدة 30 عامًا”.

وأفادت السفارة الأمريكية في الخرطوم عبر تويتر أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي في والمبعوث الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد، عقدا اجتماعات مع أسر ضحايا قتلوا خلال الاحتجاجات.

كما التقيا بأعضاء في تجمع المهنيين السودانيين، ومن المقرر أن يلتقيا مع أشخاص آخرين من بينهم قادة عسكريون وشخصيات سياسية.

وقالت الخارجية الأمريكية في 14 يناير/كانون الثاني قبل الزيارة “ستكون رسالتهما واضحة: الولايات المتحدة ملتزمة بالحرية والسلام والعدالة للشعب السوداني”.

وتم منذ الثلاثاء إغلاق العديد من المتاجر والطرقات في الخرطوم في خضم حملة عصيان مدني للاحتجاج على عمليات القتل الأخيرة للمتظاهرين.

وانضم قضاة وأساتذة جامعات وأطباء إلى حملة العصيان المدني، فيما نفت السلطات السودانية استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وتشير إلى إصابة العشرات من أفراد الأمن خلال الاحتجاجات.

قتيل جديد

واتهمت لجنة أطباء السودان (غير رسمية) ما أسمتها قوات “السلطة الانقلابية” بقتل شخص بالرصاص، مساء الأربعاء، أثناء إزالة متاريس في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.

وقالت اللجنة في بيان “ارتقت قبل قليل روح شهيد لم يتم التعرف على هويته بعد، إثر إصابته برصاص حي في الصدر من قبل قوات السلطة الانقلابية أثناء فض المتاريس في أم درمان”.

وتابعت: “شعبنا يسير المواكب (المظاهرات) السلمية باستمرار ويستخدم كل أدوات المقاومة اللاعنفية من أجل دولة الحرية والديمقراطية، ما أدى إلى استشهاد 72 منذ 25 أكتوبر/تشرين أول (الماضي)”.

وتجتاح البلاد احتجاجات رافضة لإجراءات “استثنائية” اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وأبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعده قوى سياسية وشعبية “انقلابًا عسكريًا”، في مقابل نفي الجيش.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات