إرجاع الوجبات.. الأسرى يبدؤون التصعيد دعمًا لرفيقهم ناصر أبو حميد المريض بالسرطان

وقفة تضامنية مع الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان (مواقع)

قال نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قرروا إعادة وجبات الطعام اليوم الاثنين، تضامنًا مع الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد الذي يرقد في غيبوبة منذ 13 يومًا.

وكان نادي الأسير قد أعلن أمس أن الأسرى في سجني نفحة وعسقلان قرروا إرجاع وجبات الطعام اليوم للضغط على إدارة السجون من أجل زيارة أشقاء ناصر له بالمستشفى.

كما أعلن مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -أمس في بيان- أن الأسرى في سجون الاحتلال قرروا خوض إضراب عن الطعام يوم غد الاثنين، رفضًا للإهمال الطبي وللمطالبة بالإفراج عن الأسير أبو حميد.

وأوضح حسن عبد ربه متحدث هيئة شؤون الأسرى، اليوم، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية، أن الأسير أبو حميد (49 عامًا) ما زال في وضع صحي حرج للغاية في مستشفى (برزلاي) الإسرائيلي، بعد إصابته بالتهاب حاد في الرئتين نتيجة تلوث جرثومي.

وبيّن أن ناصر أبو حميد يعاني أيضًا من انعدام في المناعة، ولا يستجيب للعلاجات حسب المعلومات المتوفرة، وأنه لا يزال يتنفس بأجهزة التنفس الاصطناعي.

وكانت “شؤون الأسرى” قد تقدمت بالتماسين لمحكمة الاحتلال الخميس الماضي، وقبل 10 أيام للضغط على إدارة سجون الاحتلال للحصول على الملف الطبي حول آخر تطورات الوضع الصحي للأسير المصاب بالسرطان ناصر أبو حميد، وللسماح لعائلته بزيارته مرة أخرى في المستشفى، مشيرًا إلى أنه لا توجد حتى اللحظة ردود على الالتماسين.

لجنة طبية دولية

وجددت الهيئة دعوتها المجتمع الدولي وتحديدًا منظمة الصحة العالمية، إلى تشكيل لجنة طبية دولية فلسطينية لمتابعة الحالة الصحية للأسير أبو حميد.

ووفقًا لشهادة رفاقه في الأسر، فقد عانى أبو حميد بداية شهر يناير/ كانون الثاني 2021 من آلام حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، وكان تشخيص طبيب السجن لا يستند إلى أي فحوص مخبرية، وأكد في حينه أن ما يعانيه هو التهاب عادي لا يحتاج إلى أكثر من مضاد حيوي.

وعلى إثر الضغوط التي مارسها الأسرى على إدارة السجن، تم نقل ناصر لإجراء تصوير أشعة وكان التشخيص وجود كتلة على الرئة اليسرى ومع ذلك استمرت عيادة السجن في صرف كميات كبيرة من المضادات الحيوية فقط.

ومع تدهور حالته الصحية واستمرار مطالبات الأسرى، تم نقله إلى مستشفى (برزلاي) وهناك أجريت له فحوص وصور أشعة أكثر دقة أظهرت أنه مصاب بورم تقرر استئصاله وأخذ خزعة منه، وظهر على ضوء ذلك أن الخزعة غير سرطانية، وبعد نحو شهر عادت الخلايا السرطانية للانتشار، وقُرِّرت له جلسات علاج كيميائية استغرق البدء فيها ما يقارب 20 يوما بعد العملية الجراحية.

وبعد أن تلقى ناصر الجرعة الأولى، شعر بضغط في الرئة صاحبته آلام حادة، وأعيد على إثرها إلى المستشفى مدة 3 أيام، قاموا خلالها كما يدعي الطاقم الطبي في “برزلاي” بإفراغ الرئة من الهواء بواسطة إدخال أنبوب إليها، وهذا الأنبوب كان بحجم 3 أضعاف ما تحتاجه رئة ناصر، لذلك صاحبت العملية آلام شديدة، ومردّ هذا الخطأ إلى أن المتخصص بمثل هذه العمليات كان منشغلا، فقام متدرب بالعملية، وعلى إثرها أصيب ناصر بجرثومة في الرئة، الأمر الذي فاقم حالته الصحية.

وناصر أبو حميد أحد 5 أشقاء أسرى يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في سجون إسرائيل، وهدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عديدة، وحرمت والدتهم منذ سنوات من زيارتهم.

وهو من مخيم الأمعري بالضفة الغربية المحتلة، ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم عليه بالسجن 7 مؤبدات (مدى الحياة) و50 عاما، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في تأسيس كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، بزعامة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

وحتى نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2021، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، قرابة 4600، بينهم نحو 600 أسير مريض، 4 منهم مصابون بالسّرطان، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات