إثيوبيا: سد النهضة واجه تهديدات لا تنتهي.. ودراسة مصرية تحذر من انهياره

أعلنت إثيوبيا نجاح الملء الثاتي لسد النهضة (مواقع التواصل)

حذرت دراسة مصرية من احتمال انهيار سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق، بعد أن أظهرت البيانات وجود “هبوط” في جسم السد، خاصة الجانب الغربي منه، فيما قالت إثيوبيا إن السد يواجه تهديدات لا تنتهي.

وقالت وسائل إعلام مصرية إن الدراسة، التي أعدها فريق بحثي يضم وزير الري المصري د. محمد عبد العاطي، حللت صور أقمار اصطناعية رصدت السد خلال الفترة من 2016 إلى يوليو/تموز الماضي.

وأضافت أنه بالإضافة إلى وزير الري المصري، ضم فريق البحث الذي أعد الدراسة د. هشام العسكري أستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة تشامبان الأمريكية ود. عمرو فوزي من قطاع مياه النيل في وزارة الري المصرية بالإضافة إلى 4 باحثين من جامعات وهيئات دولية.

وأشار عمرو فوزي، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، إلى أنه تم القيام بالدراسة لعدم وجود أية دراسات عن أمان السد من جانب إثيوبيا.

وذكرت وسائل إعلام مصرية أن الدراسة شملت السد الرئيسي بطول كيلومترين، والسد المساعد بطول 6 كيلومترات.

وأشارت إلى ان حجم النشاط الزلزالي أو الفوالق الأرضية تحت السد المساعد “عال جدا”، إذ رصدت الدراسة “حركات أرضية في الموقع حتى قبل وصول المياه إليه، والتي ستمثل ضغطا على الطبقات الأرضية”.

صورة من الدراسة (مواقع إنترنت)

ونقلت وسائل الإعلام المصرية عن باحثين شاركوا في إعداد الدراسة أن تحليل صور الأقمار الصناعية “باستخدام تقنية الأشعة الرادارية” أشارت إلى “إزاحة مختلفة الاتجاهات” في أقسام مختلفة من السد الرئيسي وكذلك السد المساعد.

وأضافت أن تحليل البيانات في موقع إقامة سد النهضة أظهر “هبوطا غير متسق في أطراف السد الرئيسي، وخاصة الجانب الغربي من السد حيث سجلت حالات نزوح متفاوتة يتراوح مداها بين 10 مم و90 مم في أعلى السد”.

ونقلت صحيفة الشروق المصرية عن د. هشام العسكري، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن “هناك حركة زائدة جدا وغير متساوية على الناحيتين الشرقية والغربية لسد النهضة، وهي محور الخطورة، وزادت عند الملء الأول، واتسعت أكثر مع الملء الثاني”.

وأضافت أن الدراسة أكدت “أن تعبئة سد النهضة تجري بمعدل سريع، من دون تحليل كاف معروف على التأثيرات المحتملة على جسم الهيكل”، مما يجعل السد “غير آمن نهائيا”.

وذكر العسكري أن ملء سد النهضة لا يؤثر فقط على حوض النيل الأزرق وتخزين المياه وتدفقها، لكنه يشكل أيضا مخاطر كبرى في حالة الانهيار.

وتوقع أن تتسبب عملية التخزين في مشكلات عند وصول المياه إلى ما بين 25 إلى 30 مليار متر مكعب، مشيرا إلى أن انهيار سد النهضة سيتسبب في تداعيات كارثية على السودان بشكل رئيسي.

وقال باحثون من فريق الدراسة في لقاءات مع قنوات مصرية إن الدراسة مازالت في طور التحكيم الدولي وستعرض على خبراء دوليين ومحليين في مؤتمر دولي للمياه سيعقد في مصر خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

تهديدات لا تنتهي

وفي نيويورك، قال وزير خارجية إثيوبيا دمقي مكونن إن سد النهضة أصبح “أمرا مسيّسا أمام الهيئات العالمية”، وواجه “تهديدات لا تنتهي”، دون الإفصاح عن تلك التهديدات، معربا عن أمله أن تؤدي المفاوضات لنتيجة مربحة للجميع”.

وأضاف الوزير في كلمة، السبت، باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن “من المفارقات أننا متهمون ومهددون بأننا نشرب من مياهنا”، مؤكدا ان “الاحتكار لا يستطيع الوقوف أمام رغبة أجيالنا في استخدام مواردنا الطبيعية”.

وأعرب الوزير الإثيوبي عن أمله في “أن يكون شركاء عملية التفاوض التي يقودها الاتحاد الأفريقي على استعداد لتحقيق نتيجة مربحة لجميع الأطراف”.

وأشار إلى بلاده قامت بتمويل مشروع السد بالكامل وتأمل أن تكون قد ألهمت الآخرين في تطوير قدراتهم المحلية.

وحث مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف محادثات يقودها الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى اتفاق ملزم “في إطار زمني معقول” بشأن تشغيل سد النهضة.

وطلبت مصر والسودان مساعدة مجلس الأمن الدولي في حل النزاع بعد أن بدأت إثيوبيا ملء خزان السد في يوليو/تموز للعام الثاني. وتعارض أديس أبابا أي تدخل للمجلس في القضية.

ووسط تعثر المفاوضات منذ أشهر، أخطرت إثيوبيا في 5 من يوليو/تموز الماضي، مصر والسودان ببدء عملية الملء الثاني للسد من دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراء أحادي الجانب.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع مصرية + وكالات