كتاب جديد: رئيس الأركان الأمريكي اتخذ تدابير سرية في الأيام الأخيرة من عهد ترمب

رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الجنرال مارك ميلي (رويترز)

أفاد كتاب يُنشر قريبا أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي اتخذ في الأيام الأخيرة من عهد الرئيس السابق دونالد ترمب تدابير سرية لتجنب اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين.

وحدث ذلك -بحسب الكتاب- بسبب تخوف رئيس الأركان من تدهور الوضع الذهني للملياردير الجمهوري بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية.

وبحسب كتاب (خطر) للصحفيين بوب وودورد وروبرت كوستا فإن الجنرال ميلي بادر إلى الاتصال سرا بنظيره الصيني لطمأنته أن الولايات المتحدة لن تهاجم الصين.

ووفقا لمقتطفات من الكتاب الذي سيصدر في غضون أيام نشرتها صحيفة (واشنطن بوست) وشبكة (سي. إن. إن) الإخبارية الأمريكية، فإن الجنرال ميلي أمر كبار مسؤولي القيادة العسكرية بعدم تنفيذ أي أمر متطرف قد يصدره ترمب، خصوصا على صعيد استخدام السلاح النووي، وذلك بعدما خسر الملياردير الجمهوري انتخابات 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 الرئاسية أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن.

وبعدما خلصت الاستخبارات الأمريكية إلى أن الصين تتحسب لهجوم أمريكي وشيك، اتصل الجنرال ميلي بنظيره الصيني لي تشو تشنغ مرتين، الأولى في 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، أي قبيل الاستحقاق الرئاسي وفي 8 يناير/ كانون الثاني 2021، أي بعد يومين على اقتحام مناصرين لترمب مقرّ الكونغرس الأمريكي.

ترمب وخلفه رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال جيمس ماكونفيل ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي (رويترز)

وخلال الاتصال قال ميلي لنظيره الصيني “أود طمأنتكم أن الدولة الأمريكية مستقرة وكل الأمور ستسير بشكل جيد”، وفق الكتاب المبني على إفادات 200 مسؤول أمريكي من دون ذكر أسمائهم.

وتابع ميلي “لن نهاجمكم ولن نشن عمليات عسكرية ضدكم”.

وبعد شهرين عاود الجنرال ميلي الاتصال بنظيره الصيني بعدما بدا أن تصرفات ترمب بعد هزيمته الانتخابية تزداد غرابة، وقال له إن كل الأمور تسير بشكل جيد، مضيفا لكن الديمقراطية تكون فوضوية أحيانا.

من جهة أخرى جمع ميلي هيئة الأركان للتشديد على ضرورة إبلاغه بأي أمر بتوجيه ضربة نووية قد يصدره ترمب قبل التنفيذ.

وطلب الجنرال شخصيا من كل أعضاء هيئة الأركان تأكيدا على أنهم فهموا ما طلبه منهم، وفي هذا السياق تحدث مؤلفا الكتاب عن أداء “قسَم”.

وطلب ميلي من جينا هاسبل مديرة وكالة الاستخبارات المركزية وبول ناكاسون قائد الاستخبارات العسكرية الجنرال مراقبة تصرفات ترمب لرصد أي سلوك غريب.

وبحسب مؤلفي الكتاب قد يعد بعضهم أن ميلي تجاوز صلاحياته ومنح نفسه سلطات مفرطة.

ويوضح الكاتبان أن رئيس هيئة الأركان كان مقتنعا أنه يفعل ما يقتضيه الأمر لتجنب أي إخلال بالنظام العالمي وتجنب اندلاع حرب عرضية مع الصين أو غيرها وضمان عدم استخدام السلاح النووي.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية