بعد سجنه 53 سنة.. إفراج مشروط عن “قاتل” السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي

سرحان سرحان المدان بقتل روبرت كينيدي (مواقع التواصل)

وافقت السلطات القضائية في كاليفورنيا على منح إفراج مشروط لسرحان سرحان المدان بقتل روبرت فيتزجيرالد كينيدي خلال حملة الانتخابات الرئاسية في 1968 في واقعة هزت الولايات المتحدة.

ويقضي سرحان (فلسطيني المولد مسيحي الديانة) والبالغ من العمر 77 عامًا والمسجون منذ 53 سنة، عقوبة السجن مدى الحياة بعد إدانته بقتل كينيدي (42 عامًا) بالرصاص في فندق أمباسادور بمدينة لوس أنجلوس يوم الخامس من يونيو/حزيران عام 1968.

وأصيب السيناتور كينيدي وهو وزير سابق للعدل بالرصاص بعد دقائق من إلقائه خطاب النصر عقب فوزه بالانتخابات التمهيدية في الولاية وتوفي في اليوم التالي.

وقال سرحان إنه لا يتذكر حادث القتل رغم أنه قال أيضًا إنه أطلق الرصاص على كينيدي لغضبه من دعمه لإسرائيل.

وكان طلب الإفراج المشروط عن سرحان المسجون في سان دييغو قد قوبل بالرفض في 15 مرة سابقة.

وكان كينيدي الشقيق الأصغر للرئيس الأمريكي جون كينيدي الذي اغتيل في 1963 يقوم بحملة للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي عندما قتل بالرصاص في فندق بلوس أنجلوس.

السيناتور روبرت كينيدي (مواقع التواصل)

وجاء اغتياله بعد أشهر على قتل مارتن لوثر كينغ جونيور بطل الدفاع عن حقوق الإنسان وبينما  كانت الولايات المتحدة تشهد انقسامات عميقة على خلفية الحرب في فيتنام.

وأدان القضاء سرحان وحكم عليه بالإعدام في 1969 بعد إقراره بالذنب، وخفض الحكم إلى السجن المؤبد بعد سنوات على الحكم الأول.

لكن سرعان ما برزت شكوك بشأن مسؤوليته في مقتل بوبي كينيدي وسط تقارير عن احتمال وجود مسلح ثان في فندق أمباسادور في الخامس من يونيو/حزيران 1968.

 شخص آخر

كان كينيدي قد ألقى خطابًا في الفندق بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في كاليفورنيا.

وبينما كان في المطبخ يتحادث مع موظفين أُطلق النار عليه وعلى العديد من الأشخاص في محيطه من بينهم بول شريد الذي أصيب برصاصة في الرأس.

مذاك قاد شريد وابن كينيدي الذي كان يبلغ آنذاك 14 عامًا حملة لإطلاق سراح سرحان معتبرين أن الأدلة ضده غير كافية.

وقال شريد لوكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة “إنه قرار جيد. أشعر بالامتنان للجنة الإفراج المشروط لإعطاء سرحان الفرصة للعودة إلى المنزل”.

ويخضع قرار الإفراج لمراجعة بعد 3 أشهر يحال بعدها إلى حاكم الولاية غافين نيوسوم وهو ديموقراطي يواجه استفتاء لعزله في سبتمبر/أيلول.

الرئيس الأمريكي الـ 35 جون كينيدي (مواقع التواصل)

وخلال جلسة أمس الجمعة عبر دوغلاس أصغر أبناء كينيدي عن تأييده لإطلاق سراح سرحان بحسب وسائل إعلام أضافت أن روبرت كينيدي جونيور بعث برسالة تأييد لسرحان إلى اللجنة المكلفة البت في الإفراج المشروط.

وقال نجل كينيدي لصحيفة واشنطن بوست في 2018 إنه زار سرحان في سجنه في صحراء كاليفورنيا حيث يمضي عقوبته، وبات مقتنعًا بأن ظُلمًا قد ارتُكب. وقال للصحيفة “ذهبت إلى هناك لشعوري بالفضول والانزعاج لما شاهدته في الأدلة”.

وأضاف “شعرت بالانزعاج لاحتمال أن يكون شخص آخر قد أدين بقتل والدي”، مشيرًا إلى أن “والدي كان كبير مسؤولي تطبيق القانون في هذا البلد. أعتقد أن سجن شخص لجريمة لم يرتكبها كان ليزعجه”.

وبرزت الشكوك في  ضلوع سرحان في الاغتيال خلال محاكمته عندما عرض المدعون تقريرًا لنتائج التشريح أظهر أن كينيدي أصيب بطلقات من مسافة قريبة من الخلف، وقال شهود عيان إن سرحان كان يقف أمامه.

ومع مرور السنوات والعديد من جلسات الاستئناف برزت أدلة على إطلاق ما يصل إلى 13 رصاصة تلك الليلة، والسلاح الذي عثر عليه بحوزة سرحان يتسع لـ 8 رصاصات فقط.

بعد مقتل روبرت كينيدي فاز هوبرت هامفري بترشيح الحزب الديموقراطي. لكن قربه من ليندون جونسون وحرب فيتنام التي لم تحظ بشعبية ساهما في فوز ريتشارد نيكسون في الانتخابات.

ويعيد الجدل المستمر إلى الأذهان اغتيال جون إف كينيدي عام 1963 الذي يصر بعض المؤرخين إلى ضلوع أكثر من مسلح فيه.

وتوصف عائلة كينيدي في معظم الأحيان بأنها أقرب إلى عائلة ملكية في الولايات المتحدة. فقد أثارت ثرواتها ونفوذها السياسي اهتمام أجيال من الأمريكيين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات