تعرف على أبرز ردود الفعل الدولية بعد سيطرة طالبان على أفغانستان

مقاتلون من حركة طالبان (رويترز)

أثار سيطرة حركة طالبان الأفغانية على العاصمة كابل ردود فعل واسعة في عواصم عدة حول العالم، كما انعكست على تحركات الدبلوماسيين الأجانب في العاصمة الأفغانية.

فمن جانبها، دعت السفارة الأمريكية في كابل رعاياها في أفغانستان إلى البقاء في أماكنهم. وحذرت في بيان نشرته على موقعها الكتروني رعاياها من أن “الوضع الأمني يتغير بسرعة في كابل”.

وأضاف البيان “واشنطن تلقت أنباء تفيد بتعرض المطار لإطلاق نار، وبناء عليه نطالب المواطنين الأمريكيين بعدم مغادرة أماكنهم”.

ونشر السفير الفرنسي في أفغانستان ديفيد مارتينون فيديو عبر حسابه في تويتر أظهر لحظة مغادرته المنطقة الخضراء في العاصمة كابل بعد دخول مسلحي حركة طالبان القصر الرئاسي.

وأظهر مقطع الفيديو كذلك صعود عدد من موظفي السفارة الفرنسية في كابل إلى الطائرة استعدادا للمغادرة.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال إن واشنطن تقوم بنقل مجمع سفارتها في كابل إلى المطار.

ونقل راديو السويد عن مصادر قولها إن البلاد ستجلي كل موظفي سفارتها في العاصمة الأفغانية كابول، اليوم الأحد.

مجلس الأمن

ويعقد مجلس الأمن الدولي، الإثنين، جلسة طارئة بشأن الوضع في أفغانستان.

جاء ذلك في بيان صادر عن بعثة الهند لدي الأمم المتحدة، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن طوال أغسطس/ آب الجاري.

وأوضحت البعثة أن الجلسة ستعقد الساعة العاشرة صباح الإثنين بالتوقيت المحلي لمدينة نيويورك.

وفي وقت سابق الأحد، قالت مصادر دبلوماسية أممية للأناضول إن “الجلسة ستعقد في أقرب وقت ممكن، بناء على طلب تقدمت به النرويج وإستونيا”.

روسيا

من جهته، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان زامير كابولوف، أن موسكو مستعدة للعمل مع الحكومة الانتقالية التي ستتشكل في أفغانستان.

وقال في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية (تاس) إن بلاده دعمت دائمًا الحكومة الانتقالية في أفغانستان، ولذلك ستعمل مع الحكومة المرتقبة.

ولدى سؤاله عمّا ما إذا كانت روسيا ستعترف بحركة طالبان باعتبارها حكومة شرعية في أفغانستان، قال كابولوف إن بلاده لم تعترف بعد بذلك.

وشدّد على أن “كل شيء له وقته”.

تركيا

وأكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن سفارة بلاده في العاصمة الأفغانية تواصل أعمالها.

وأوضح تشاووش أوغلو في تصريح للأناضول، أن تركيا اتخذت كافة التدابير اللازمة بخصوص بعثاتها الدبلوماسية في أفغانستان.

وأشار إلى وجود نحو ألف و500 مواطن تركي في أفغانستان، بينهم أصحاب شركات تنشط في هذا البلد.

وتابع قائلا “تواصلنا مع جميع مواطنينا المتواجدين في أفغانستان وزوّدناهم بمعلومات عن مساعينا لحمايتهم وكيفية إجلاء الراغبين في مغادرة أفغانستان، وسنوفر الإمكانات اللازمة لإجراء الراغبين في مغادرة أفغانستان”.

وأردف قائلا “هناك من عاد إلى تركيا، وهناك من أراد البقاء في أفغانستان بسبب روابط عائلية أو بسبب أعمالهم، ونتواصل مع الجهات المعنية في أفغانستان من أجل حماية مواطنينا”.

وأشار تشاووش أوغلو إلى أن بلاده تتواصل مع جميع الأطراف منذ بداية توسع حركة طالبان في البلاد، وأن هذا التواصل ما زال مستمرا.

ألمانيا

وأغلقت ألمانيا سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل. وقالت الخارجية الألمانية في بيان إن “الوضع الأمني في أفغانستان تردى بشكل مأساوي”.

وناشدت الوزارة جميع المواطنين الألمان هناك مغادرة البلاد.

وبحسب معلومات نشرتها لاحقا مجلة دير شبيغل الألمانية، تم إخلاء السفارة بالفعل.

ووفقا لتقارير أولية حول اقتحام وحدات طالبان للعاصمة الأفغانية، فقد تم لأسباب أمنية نقل نحو 20 شخصاً من موظفي السفارة والشرطة الاتحادية الألمانية إلى المطار الذي تم تأمينه بوسائل عسكرية.

وفي السياق نفسه، أفادت صحيفة (بيلد إم زونتاغ) الصادرة الأحد بأن الجيش الألماني يرسل طائرات نقل إلى كابل مع 30 فردا من جنود المظلات على متن كل منها لإجلاء طاقم السفارة الألمانية ومساعديهم الأفغان مع تطويق مقاتلي طالبان للعاصمة الأفغانية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر (لم تسمّها) قولها إن الطائرات ستنقل من يتم إجلاؤهم إلى مركز قريب، قد يكون العاصمة الأوزبكية طشقند، ومن ثم التوجه إلى ألمانيا برحلات جوية مستأجرة.

قطر

ودعت دولة قطر إلى وقف “فوري وشامل ودائم” لإطلاق النار في كامل الأراضي الأفغانية، وضرورة العمل عاجلا على “انتقال سلمي” للسلطة يمهد لتسوية سياسية شاملة بالبلاد.

وقال بيان للخارجية القطرية إن الدوحة “تتابع عن كثب التطورات المتسارعة للأوضاع في العاصمة كابل، وتدعو إلى وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في كافة الأراضي الأفغانية”.

وأكدت على “ضرورة العمل عاجلا على انتقال سلمي للسلطة يمهد لتسوية سياسية شاملة تستوعب كافة الأطراف الأفغانية وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد”.

كما شدد البيان على “ضرورة ضمان سلامة المدنيين في كافة الأراضي الأفغانية.”

وجددت قطر التزامها بمواصلة العمل مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لإحلال السلام الدائم في أفغانستان بما يحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار والتطور.

وفي 12 سبتمبر/ أيلول 2020، انطلقت مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان بوساطة قطرية وبدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاع المسلح بالبلاد.

كندا

وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن بلاده ستستقبل 20 ألف لاجئ أفغاني، في مقدمتهم أفراد الدعم الأفغاني وعائلاتهم الذين كانوا يعملون لصالح كندا في أفغانستان.

وأدان ترودو في تصريح للصحفيين، العنف الحاصل في أفغانستان، مؤكدا أن كندا ستواصل دعم الشعب الأفغاني.

وأوضح أن إجراءات نقل 20 ألف لاجئ أفغاني إلى كابل، مستمرة في منطقة آمنة بالعاصمة كابل، وأن كندا تتعاون في هذا الخصوص مع الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول الحليفة.

وتابع قائلا “نشعر بقلق بالغ وحزن إزاء محنة الشعب الأفغاني اليوم، سنواصل العمل مع الحلفاء والمجتمع الدولي لضمان عدم إهدار الجهود المبذولة لدعم الشعب الأفغاني”.

إيران

ورحب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بتشكيل مجلس تنسيق أفغاني، للإشراف على انتقال السلطة في البلاد.

وأعرب ظريف، في تغريدة عبر تويتر عن أمله في أن يؤدي تنسيق المجلس إلى “الحوار والانتقال السلمي للسلطة” في الدولة التي مزقتها الحرب.

وقال الوزير الإيراني إن “العنف والحرب مثل الاحتلال لا يحلان المشاكل أبدا”، مؤكدا أن بلاده “مستعدة لمواصلة جهود إرساء السلام”.

وجاءت تصريحات ظريف عقب إعلان الرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي، تشكيل مجلس التنسيق، لضمان انتقال سلس للسلطة، بعد مغادرة الرئيس الحالي أشرف غني البلاد.

 

وقال كرزاي، الذي شغل منصب رئيس أفغانستان بين عامي 2001 و2014، قبل أن يخلفه غني، إن المجلس تم تشكيله “لمنع الفوضى، وإدارة الأمور المتعلقة بالسلام، والتداول السلمي للسلطة”.

ومن بين أعضاء المجلس، رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان، عبد الله عبد الله، والسياسي المخضرم قلب الدين حكمتيار، إلى جانب كرزاي.

ودعا المجلس القوات الحكومية ومقاتلي طالبان في العاصمة كابل إلى منع الفوضى، والحفاظ على ضبط النفس.

وفي السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الأحد، إن السفارة الإيرانية في كابل تم تقليص عدد الموظفين بها، بسبب الأحداث الجارية.

وأعربت إيران، التي تشترك في حدود بطول 921 كم مع أفغانستان، عن قلقها إزاء تطور الوضع الأمني في أفغانستان، خلال الأيام الأخيرة، مع التأكيد أن دبلوماسييها في أمان.

ودعت إيران، التي حافظت على اتصالات مع كل من الحكومة الأفغانية وطالبان، مرارا وتكرارا إلى تشكيل “حكومة شاملة” في كابل.

المصدر : وكالات