حريق مستشفى الناصرية بالعراق.. ارتفاع عدد الضحايا واندلاع احتجاجات وأوامر بحبس مسؤولين (فيديو)
ارتفعت حصيلة ضحايا الحريق الذي اندلع مساء الإثنين، بمركز عزل لمرضى كورونا في مستشفى الحسين بمدينة الناصرية جنوبي العراق، إلى 64 قتيلا و50 جريحا، وفقا لمديرية صحة محافظة ذي قار.
وخرجت احتجاجات بالمدينة للتنديد بضعف القطاع الصحي. بينما تقدم مدير عام صحة ذي قار باستقالته على خلفية الحادث.
وهذا الحريق هو الثاني من نوعه خلال أقل من 3 أشهر.
وقال مصدر في دائرة صحة ذي قار للأناضول، إن فرق الإنقاذ والدفاع المدني لا تزال تواصل البحث تحت أنقاض الحريق عن جثث محتملة.
من جانبه، قال الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة عبر تويتر إن “فاجعة مستشفى الحسين في ذي قار، وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع إصلاح أداء المؤسسات”.
فاجعة مستشفى الحسين (ع) في ذي قار وقبلها مستشفى ابن الخطيب في بغداد، نتاج الفساد المستحكم وسوء الإدارة الذي يستهين بأرواح العراقيين ويمنع اصلاح أداء المؤسسات، التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم. لا بد من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين.
— Barham Salih (@BarhamSalih) July 13, 2021
وفي 24 أبريل/نيسان الماضي، اندلع حريق مماثل في مستشفى ابن الخطيب بالعاصمة بغداد، جراء انفجار أسطوانة أكسجين؛ ما أدى إلى مصرع 82 وإصابة 110 آخرين، وفق السلطات.
وآنذاك، قرر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إيقاف وزير الصحة حسن التميمي، ومحافظ العاصمة بغداد محمد جبر، ومسؤولين آخرين، عن العمل، ولاحقا قدم وزير الصحة استقالته من منصبه.
وأضاف صالح أن “التحقيق والمحاسبة العسيرة للمقصرين هو عزاء أبنائنا الشهداء وذويهم”، مؤكدًا أنه “لا بد من مراجعة صارمة لأداء المؤسسات وحماية المواطنين”.
احتجاجات
في الأثناء، عمت احتجاجات غاضبة منددة بالفساد في مدينة الناصرية، ليل الإثنين الثلاثاء، على خلفية حريق المستشفى.
وقال شهود عيان إن المتظاهرين أغلقوا 3 مستشفيات خاصة في مدينة الناصرية، معتبرين بأنها تشكل أذرع الفساد في القطاع الصحي بالبلاد.
وأشار الشهود إلى أن المتظاهرين أغلقوا أيضا العيادة الخاصة لمدير عام صحة ذي قار صدام صاحب الطويل”.
أوامر بحبس مسؤولين
وكان الكاظمي أمر، بعد اجتماع طارئ مع عدد من مسؤولي حكومته مساء الإثنين، بإلقاء القبض على عدد من المسؤولين المحليين عن العمل وإيداعهم السجن لحين الانتهاء من التحقيق في حريق مستشفى الحسين.
وشمل أمر الكاظمي كل من: مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة.
كما أعلن الكاظمي الحداد الرسمي على أرواح الضحايا، دون الإشارة إلى أيام محددة.
وبينما لم يعلن رسميا عن أسباب الحريق، ذكرت وسائل إعلام محلية إنه ناجم عن انفجار بمخزن أنابيب الأكسجين.
وكان محافظ ذي قار أحمد غني الخفاجي، قرر، وفق بيان صادر عنه مساء الإثنين، تشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحريق، على أن تُقدم تقريرها النهائي خلال 48 ساعة فقط لإعلانه للرأي العام.
كما قرر المحافظ إعلان الحداد في ذي قار على ضحايا الحريق، وتعطيل الدوام الرسمي بها لمدة 3 أيام بدءا من الثلاثاء.
من جانبه، قال رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في تغريده عبر تويتر إن فاجعة مستشفى الحسين “دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيين”.
واعتبر أنه “آن الأوان لوضع حد لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة الثلاثاء لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى”.
فاجعة مستشفى الحسين دليل واضح على (الفشل) في حماية أرواح العراقيين، وقد آن الأوان لوضع حدٍّ لهذا الفشل الكارثي، والبرلمان سيحول جلسة اليوم لتدارس الخيارات بخصوص ما جرى.
— محمد الحلبوسي (@AlHaLboosii) July 12, 2021
ولدى العراق بنى تحتية محدودة ومتهالكة في مختلف القطاعات بينها قطاع الصحة جراء عقود من الحروب المتتالية وعدة استقرار الأوضاع الأمنية والفساد المستشري في البلاد.