مصر: مجلس الأمن تجنب إدانة تعبئة سد النهضة والمواءمات تعقّد مشاوراته (فيديو)

وزير الخارجية المصري سامح شكري (غيتي)

قال وزير خارجية مصر سامح شكري إن مجلس الأمن تجنب وتجاهل إدانة التعبئة الثانية لسد النهضة، مشيرًا إلى أن مشاورات المجلس تعقّدها الاعتبارات السياسية والمواءمات، للحفاظ على المصالح مع الدول الثلاث.

وأضاف شكري خلال تصريحات على فضائية محلية هي الأولى له منذ انعقاد مجلس الأمن، إن إثيوبيا تدعي المظلومية في أزمة السد، لافتا إلى أن القاهرة والخرطوم تريدان مفاوضات معززة بوساطة رباعية ولها توقيت محدد لحل الأزمة.

وكان مجلس الأمن قد عقد الخميس الماضي جلسة بشأن نزاع سد النهضة هي الثانية من نوعها بعد أولى العام الماضي لتحريك جمود المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان من دون صدور قرار فيما دعت دول دائمة عضوية بالمجلس أطراف الأزمة إلى العودة للمفاوضات الإفريقية المتعثرة منذ أشهر.

وقال شكري إن بلاده لديها الاستعداد للتعامل مع أي بادرة إيجابية في أزمة السد وستستمر في متابعة الأمر بمجلس الأمن ومع شركائها الأفارقة والدوليين.

وبخصوص القرار المطروح حول السد من تونس كونها الممثل العربي بالمجلس ولم يُقر بعد، قال إن “القرار (الذي يطالب بوساطة رباعية بإطار زمني 6 أشهر) تسعى به مصر لتعزيز جانب المراقبين بما يسمح بإبداء الحلول والمقترحات لحلحلة الأمر أو رصد ما يحدث”.

واستدرك: لكن الأمر في المجلس له اعتبارات سياسية ومواءمات وتشابك مصالح، وربما يتطلب الأمر تعديلًا على القرار، وعامة يستغرق قدرًا من الوقت (لم يحدده).

وتطرق شكري إلى خطاب إثيوبيا بمجلس الأمن الخميس معتبرًا أن حجة أديس أبابا ضعيفة وتحمل تكرارًا لنفس حديث المظلومية.

وقال إن المطلوب سودانيًا ومصريًا هو مفاوضات معززة بما طرحناه سابقا (لدور) المراقبين (الوساطة الرباعية) سواء من الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة وغيرهما بما يمكنهم من تقديم حلول لتيسير العملية التفاوضية.

وأضاف: بالتأكيد (يضاف لذلك) أن المفاوضات يجب ألا تكون بلا نهاية لا بد من توقيت.

صور حديثة لسد النهضة الإثيوبي (تويتر)

جاهزون للتعامل مع كل السيناريوهات

من جانبه قال وزير الري المصري محمد عبد العاطي إن الدولة لن تسمح بحدوث أزمة مياه، وإن بلاده جاهزة للتعامل مع كافة السيناريوهات بشأن أزمه السد، لافتا إلى وجود تنسيق كامل بين جميع أجهزة الدولة للتعامل مع الأزمة من دون تسرع في اتخاذ أي قرار حتى يتم تحديد الوقت المناسب لتنفيذ أي سيناريو.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بالتعاون مع وزارة الري المصرية أمس السبت.

آبي أحمد: أكثر من مجرد سد

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن مشروع سد النهضة أكثر من مجرد سد للإثيوبيين وإنما رمز سيادة الدولة ووحدتها الوطنية، وفق تعبيره.

وطمأن دول حوض النيل بأن بلاده لا تريد الإضرار بها، لكنها تريد الاستخدام العادل لنهر النيل، وأن باب أديس أبابا مفتوح للمنفعة المتبادلة.

وأضاف أن استكمال بناء سد النهضة من أهم المشاريع التي ستساهم في حل مشكلات إثيوبيا وتعزيز اقتصادها.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي قد قال إن بلاده حققت نجاحًا دبلوماسيًا، بينما قال المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية سامويل وربيرغ إن جهود واشنطن متواصلة عبر الاتحاد الأفريقي، لحل أزمة سد النهضة.

وكانت الخرطوم طرحت في فبراير/شباط الماضي مبادرة أيدتها مصر بتوسيع دائرة الوساطة لتشمل بجانب الاتحاد الأفريقي نظيره الأوربي وواشنطن والأمم المتحدة ليرفع دورهم من مراقبين لوسطاء وهو ما ترفضه إثيوبيا مكتفية بالقول إن الحل أفريقي فقط.

وشدد وزير الخارجية المصري على أن قضية السد وجودية ولن تتهاون الدولة في الدفاع عن حقوق الشعب المصري وتسعى للوصول لحل وتشجع إثيوبيا على ذلك وتشجع أيضا المجتمع الدولي ليعزز جهود التوصل لاتفاق.

وكان وزير خارجية إثيوبيا دمقي موكنن حسن قد قال الأربعاء إن رفع مصر والسودان قضية السد للمجلس تدويل وإضفاء للطابع الأمني دون داع وعادة ما تنفي أديس أبابا وجود ضرر من الملء الذي بدأ هذا الشهر على القاهرة والخرطوم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات