عضو إثيوبي بمفاوضات سد النهضة يكشف موقف بلاده من بيع المياه لمصر والسودان (فيديو)

كشف يلما سيليشي عضو الوفد الإثيوبي بمفاوضات سد النهضة، للجزيرة مباشر، موقف بلاده من إمكانية بيع مياه السد لمصر والسودان، وقال إن الخلاف بين مصر والسودان وإثيوبيا ليس حول بناء سد النهضة وإنما كيفية اقتسام مياه النيل الأزرق في المستقبل.

وردًا على سؤال هل تنوون في يوم ما بيع المياه سواء لدولتي المصب أو دول أخرى؟ أجاب يلما “الدول الثلاث أعتقد أنها مخولة لاستخدام هذه المياه بعد تقاسمها للتعامل معها سواء بطريقة تجارية أو أخرى، وبطبيعة الحال المياه ليست سلعة للبيع نحن سنستخدمها بمثل الطريقة التي تستخدم بها في مصر وفي السودان وهي هبة من الله”.

وأضاف خلال مقابلة مع برنامج (المسائية) “نحن نحتاج إلى هذه المياه للزراعة وخاصة لتوليد الكهرباء ولا أعتقد أننا سنبلغ المرحلة التجارية لإعادة بيع هذه المياه ونحن سنستخدمها لصالح شعوبنا”.

وردًا على اتهام إثيوبيا بإفشال جهود الاتحاد الأفريقي “هذا مجانب للصواب، عندما قامت مصر والسودان ببناء سدود اتخذا قرارهما بطريقة أحادية”.

وأضاف “النقطة الثانية في هذا الأمر هي أن الاختلافات لا تتعلق ببناء السد نفسه إنما هي مسألة استخدم مياه النيل الأزرق في المستقبل، وبعد بناء السد يبقى الأمر معلقًا بخصوص استغلال هذه المياه ونحن نتفهم ذلك”.

وتابع “لا اعتقد أن الأمر يتعلق بأضرار، وخلال هذه المفاوضات انحسر الخلاف في كيفية اقتسام المياه بعد 10 أو 100 سنة ولا يمكننا حسم هذا الأمر لأن السودان ومصر لديهما احتياجاتهما وإثيوبيا كذلك لديها احتياجاتها الزراعية والكهرباء والأمر يتعلق بأجيال المستقبل، ويبقى ذلك سؤالًا كبيرًا ولا يمكننا أن نقدم أي إجابة على الأمد القصير”.

وقال “ليست مسألة تعبئة السد هي المشكلة نحن مضينا في بناء السد وقطعنا أشواطًا متقدمة فيما يخص التخطيط لاستغلال هذا السد بالاتفاق والتشاور مع جيراننا، الأمر يتعلق بالاستغلال المستقبلي وذلك هو الإشكال وليس مسألة التعبئة الثانية أو الثالثة أو غيرها”.

وردًا على اتهام إثيوبيا بأن فكرة اقتسام المياه بين الدول الثلاث لم تكن من الأساس مطروحة على طاولة المفاوضات وإنما اخترعتها إثيوبيا لعرقلة المفاوضات خاصة أن إثيوبيا يسقط عليها نحو 900 مليار متر مكعب من مياه الأمطار، قال يلما “أنتم تعلمون أن 75% من مياه الأمطار التي تسقط على إثيوبيا تتبخر والباقي 25% هي الكمية الحقيقية التي نستخدمها من النيل”.

وأضاف “بهذا الخصوص إذا ما تم الاعتداد بهذه الحجة فإن الكمية المتوفرة لمصر وكذلك السودان وإمكانية تحلية مياه البحر الأبيض المتوسط وغيرها من الموارد المائية المتوفرة لمصر والسودان ولا تعول مصر فقط على مياه النيل والسد، هذه حجة ليست قوية”.

وتابع “السودان ومصر يتقاسمان المياه لماذا يقومون بذلك بمفردهما وحينما تريد إثيوبيا نصيبها يرفضان”، مضيفًا “ما نقوله هو بعد 50 سنه بعد 30 سنه بعد 100 سنة كيف سيتم تقاسم هذه المياه؟ كيف سنواصل المفاوضات إذا لم نعرف ما هو مستقبل الكميات التي نحصل عليها في المستقبل؟”.

وبشأن المرحلة التي وصلت إليها عملية إنشاء السد وعملية الملء الثاني، قال يلما “عمليات الإنشاء تتقدم ببطء وانطلقنا في عملية الملء وعملية التخزين تدريجيًا ولقد كان عامًا متميزًا بفضل كمية الأمطار التي هطلت”.

وعن تقدير إثيوبيا لنصيبها في مياه النيل الأزرق، قال يلما “الأمر لا يتعلق بالاقتسام على المدى القريب، علينا أن نجلس على الطاولة حتى نتحدث عن اقتسام هذه الكميات”.

وردًا على سؤال هل تعتبرون النيل الأزرق نهرًا دوليًا؟ قال “هو نهر وهبة من الله للدول الثلاث هذا ما نعتقده لذلك علينا أن نتقاسم ذلك بكل أخوّة”.

وعن سبب رفض إثيوبيا لاتفاق واشنطن، قال يلما “حدث ذلك لسببين: الأول أنه كانت هناك مسودة مفروضة على إثيوبيا وضغوط لفرض الأمر الواقع وقد رفضنا أن نتحكم في مصير الأجيال القادمة، الأمر الثاني يتعلق بالخطأ في المبدأ نفسه والذي كان يحد من استخدام المياه في التنمية ووصلنا إلى نفق مسدود لهذا رفضناها”.

وكان مجلس الأمن قد عقد الخميس الماضي جلسة بشأن نزاع سد النهضة هي الثانية من نوعها بعد أولى العام الماضي لتحريك جمود المفاوضات بين إثيوبيا ومصر والسودان من دون صدور قرار فيما دعت دول دائمة عضوية بالمجلس أطراف الأزمة إلى العودة للمفاوضات الأفريقية المتعثرة منذ أشهر.

المصدر : الجزيرة مباشر