مع اقتراب الملء الثاني لسد النهضة.. حذر مصري وقائد سلاح الجو الإثيوبي يهدد

سد النهضة الإثيوبي

أكد قائد القوات الجوية الإثيوبية الجنرال يلما مرداسا استعداد بلاده لحماية سد النهضة من “أي عدوان” مع اقتراب الملء الثاني له بالمياه، وفي ظل تعثر المفاوضات دولتي المصب، مصر والسودان.

جاء ذلك بحسب ما نقله موقع تلفزيون (فانا) الإثيوبي الرسمي، الإثنين، في ظل إصرار أديس أبابا على إنجاز ملء ثانٍ للسد، في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، وذلك بعد ملء أول قبل نحو العام.

وقال مرداسا “الجيش سيضطلع بكامل دوره في حماية وحراسة سد النهضة من أي عدوان”.

وأضاف “توجد تعزيزات قوية للقوات الجوية الإثيوبية حول سد النهضة ومستعدة أكثر من أي وقت مضى لحماية سيادة البلاد، وستقوم بحراسة شاملة لسد النهضة” ويقع السد على النيل الأزرق الرافد الرئيس لنهر النيل.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال مرداسا إن سلاح الجو يؤمن السد ومنتشر لحمايته على مدار اليوم “ولا يمكن حتى لطائر أن يمر من دون إذن منا”، في إشارة إلى استحالة استهدافه، وفق تقديره.

تراجع إثيوبي واحتفاء مصري

وعكست تقارير إعلامية مصرية حالة حذر مصحوبة باحتفاء منذ أن حدد وزير المياه والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي، قبل أيام، ارتفاعا مستهدفا لمنسوب الملء الثاني لسد “النهضة” بالمياه أقل مما أعلنه قبل 4 أشهر.

والخميس الماضي، قال بيكيلي إن السد الذي سيبدأ ملئه الثاني، في 22 من يوليو/تموز المقبل، سيكون ارتفاعه مع التعبئة الثانية 573 مترا بحسب تلفزيون فانا الإثيوبي عبر صفحته بفيسبوك.

ويمثل هذا الارتفاع تراجعا جزئيا عن المستهدف من طرف أديس أبابا بشأن الملء الثاني للسد.

ففي 4 من فبراير/شباط الماضي، قال بيكيلي إن “الملء الثاني للسد سيكون حتى 595 مترا”، متوقعا إضافة 13.4 مليار متر مكعب لكمية مياه الملء الأول، وهي 4.9 مليارات متر مكعب.

وترفض القاهرة والخرطوم بدء الملء الثاني للسد قبل التوصل إلى اتفاق ثلاثي، للحفاظ على منشآتهما المائية وضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، وهي 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار للسودان.

ووصفت وسائل إعلام مصرية التغيير المستهدف لارتفاع الملء الثاني بأنه “تراجع” مع تناول حذر لتصريح بيكيلي. بينما لم يصدر تعقيب رسمي من القاهرة.

والجمعة، بدأت وسائل إعلام مصرية بينها الموقع الإلكتروني لصحيفة البوابة (خاصة)، تغطية احتفائية، عبر عناوين بينها (سد النهضة.. إثيوبيا تتراجع عن تنفيذ الملء الثاني كاملا).

ولم تعلن أديس أبابا عن كمية المياه التي ستتراجع عن تخزينها في الملء الثاني، بناء على تقدير بيكيلي لمنسوبه.

واعتبر وزير الري المصري الأسبق محمد نصر علام عبر صفحته في فيسبوك أن “التراجع الإثيوبي عن تعلية الجزء الأوسط من السد إلى منسوب 573 بدلا من 595 مترا (..) السبيل الوحيد لاحتمال تجنب المواجهة مع مصر والسودان”.

وتحت عنوان (فشل إتمام الملء الثاني لسد النهضة.. 3 خبراء يوضحون الأسباب) تناولت صحيفة المصري اليوم، السبت، إعلان بيكيلي بلغة احتفائية.

تقرير المصري اليوم

والأحد، نشرت صحيفة أخبار اليوم (مملوكة للدولة) تقريرا احتفائيا عبر موقعها الإلكتروني بعنوان (إثيوبيا تتعثر أمام خطوط مصر الحمراء في أزمة السد).

ورأت أن هذا “التراجع الإثيوبي نتيجة صلابة وقوة الدولة المصرية”.

تقرير صحيفة اخبار اليوم الرسمية

وفي أقوى تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في 30 من مارس/آذار الماضي، إن “مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل”.

وعلى خط الحذر نشرت صحيفة أخبار اليوم، الإثنين، تقريرا جديدا بعنوان (دبلوماسيون: مصر أجبرت إثيوبيا على التراجع عن تعلية السد المضرة بدولتي المصب).

ونقل التقرير عن السفير إبراهيم الشويمي مساعد وزير الخارجية الأسبق قوله “مصر لا تعول على إعلان إثيوبي بشأن الرفع لـ573 مترا فقط لأنها متضاربة ولم تُرسل لمصر في بيان رسمي”.

ورأى محمد نصر علام في هذا التقرير أن أديس أبابا “لن تستطيع خداع مصر خاصة أن الأجهزة المعنية تراقب عن قرب جميع التحركات الإثيوبية على أرض الواقع”.

وتقول إثيوبيا إنها لا تستهدف الإضرار بمصر والسودان وتسعى إلى الاستفادة من السد في توليد الكهرباء لأغراض التنمية وتحمل البلدين مسؤولية “عرقلة المفاوضات”.

بينما تنفي مصر والسودان صحة تلك الاتهامات ويؤكدان تمسكهما بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي بشأن ملء وتشغيل السد الواقع على النيل الأزرق الرافد الرئيس لنهر النيل.

السودان: سندافع بكل الوسائل

من جانبه، أكد السودان على استخدامه كل الوسائل القانونية للدفاع عن مصالحه المشروعة وأمنه القومي واستخدام موارده المائية.

وأكد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على رفض السودان للملء الأحادي الجانب لسد النهضة، دون التوصل لاتفاق قانوني ملزم.

وأشار إلى التهديد المباشر الذي يشكله الملء على سد الروصيرص (سد سوداني على النيل الأزرق) وعلى مشروعات الري ومنظمات توليد الطاقة والمواطنين على ضفة النيل الأزرق.

ووافق الاجتماع على خطط وبرامج فريق تفاوض وزارتي الخارجية والري على استخدام كل الوسائل القانونية أمام مختلف الهيئات القانونية والدولية للدفاع عن مصالح السودان المشروعة وأمنه القومي وقدرته على تخطيط وتنظيم استخدام موارده المائية لمصلحة شعبه، من دون تفاصيل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات