تباين آراء الخبراء بشأن تأثير العلاقات المصرية اليونانية على تقارب القاهرة وأنقرة (فيديو)

تباينت وجهات نظر عدد من الخبراء بشأن تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تضامن بلاده مع اليونان ضد ما يهدد سيادتها.

وقال السفير جمال بيومي المساعد السابق لوزير الخارجية المصري إن تضامن مصر مع اليونان ضد ما يهدد سيادتها هو انحياز للقانون الدولي.

وأضاف بيومي في لقاء مع (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر أن تصريح الرئيس المصري جاء عقب مباحثات مع نظيره اليوناني الذي أعرب بدوره عن تأييد بلاده لموقف مصر والدول العربية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقضية مياه النيل.

وأشار إلى أن العلاقات مستمرة بين القاهرة وأنقرة على مستوى القائم بالأعمال كما أن العلاقات التجارية قائمة بشكل جيد بين البلدين، لكن مصر تشعر بتهديد من الوجود التركي في ليبيا.

بدوره انتقد الدكتور سمير صالحة الأكاديمي والمحلل السياسي تصريح الرئيس المصري، قائلا إنه ليس من حق القيادة المصرية أن تتحدث بشأن السيادة اليونانية على مناطق توجد بشأنها خلافات مع تركيا.

وأوضح أن مثل هذه التصريحات ستضر بالحوار الذي يجري بشأن عودة العلاقات بين مصر وتركيا.

لكن صالحة عبر عن اعتقاده أن تركيا متمسكة بالانفتاح والحوار مع مصر كما أن مصر في حاجة إلى تركيا.

فيما أوضح الدكتور عصام عبد الشافي أستاذ العلوم السياسية أنه لم يحدث تحسن في العلاقات المصرية التركية، كاشفا أن ما حدث كان مجرد تهدئة وتغير تكتيكي لاحتواء تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة.

وأضاف أن هناك خلافات يمكن وصفها بالاستراتيجية بين القاهرة وأنقرة من بينها العلاقة مع اليونان والتعارض فيما يتعلق بالملف الليبي بالإضافة إلى التحالفات الاستراتيجية التي تربط البلدين بدول أخرى.

وذكر عبد الشافي أن هناك خلافا واضحا وجذريا بين البلدين فيما يتعلق بشرق المتوسط وبليبيا.

ورفض عبد الشافي ربط الأمن القومي المصري بالوجود التركي في ليبيا موضحا أن ذلك غير دقيق ويحتاج إلى إعادة نظر.

وأضاف عبد الشافي أن هناك إمكانية لأن تكون شراكة استراتيجية بين القاهرة وأنقرة في ليبيا بدلا من التنافس بينهما.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في وقت سابق الإثنين، إن مصر تتضامن مع اليونان ضد ما يهدد سيادتها، حسب تعبيره.

وأوضح السيسي خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، أنه أكد خلال المباحثات موقف مصر الثابت في منطقة شرق المتوسط، خاصةً مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام السيادة والمياه الإقليمية للدول.

 

وقبل أيام، نشر ياسين أقطاي؛ النائب السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي مقالا في صحيفة “يني شفق” التركية، رد فيه على تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري بشأن التقارب مع أنقرة، وسرد أقطاي في مقاله -ما عدّها- ثلاثة مستحيلات لن تقدمها تركيا لمصر في سبيل تحسين العلاقات -من وجهة نظره.

وقال أقطاي، أولا: من المستحيل تسليم الشخصيات السياسية التي لجأت إلى تركيا.. مستبعدا تسليم لاجئين سياسيين إلى بلد تم فيه اتخاذ قرارات الإعدام الجماعي من خلال المحاكمات الأكثر تعسفا بحق سياسيين”.

وتابع “المستحيل الثاني هو أن تسحب تركيا وجودها العسكري من ليبيا مشيرا إلى أن بلاده هي الدولة الوحيدة التي يرتكز وجودها هناك على الشرعية الدولية، وبطلب ودعوة من الحكومة الشرعية، وأن المطالبة بخروج تركيا يهدف إلى بسط هيمنة اللواء المتقاعد خليفة حفتر على البلاد”.

وأشار أقطاي إلى أن المستحيل الثالث يتمثل في تخلي تركيا عن سياستها الأخلاقية والإنسانية أو أن تكون الرغبة في التقارب بهدف الاستسلام أو إعلان الهزيمة كما يروج البعض.

وأوضح أقطاي أن الاتفاق على مسألة معينة لا يعني الاتفاق على كل شيء، مشيرا إلى أن تركيا لديها صراعات عميقة مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران وحتى إسرائيل حول العديد من القضايا، لكنها تتواصل معهم حول بعض القضايا الأخرى التي تفرضها المصالح المشتركة، ولا يوجد سبب لعدم وجود المستوى نفسه من العلاقة مع مصر.

المصدر : الجزيرة مباشر