الكونغو الديمقراطية تقدم مبادرة لحل أزمة سد النهضة إلى السودان

أزمة سد النهضة لا تزال تنتظر تصورا أمريكيا لحل الأزمة بين الدول الثلاث الحليفة لواشنطن (مواقع التواصل)

أعلنت وزير الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، اليوم السبت، أن الكونغو الديمقراطية تقدمت بمبادرة لحل أزمة سد النهضة من دون تفاصيل عنها.

جاء ذلك خلال لقاء بين وفدين من البلدين بالعاصمة الخرطوم، ترأسه رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، والرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، وفق بيان المجلس.

وفي وقت سابق اليوم، وصل وفد كونغولي رفيع برئاسة تشيسيكيدي إلى الخرطوم في زيارة تستغرق يوما واحدا.

ونقل البيان عن المهدي قولها إن “الرئيس تشيسيكيدي قدم مبادرة حول موضوع سد النهضة بصفته رئيسا للدورة الحالية للاتحاد الأفريقي”.

وأضافت “المبادرة قيد البحث من الجهات المختصة” من دون ذكر تفاصيل أكثر عن ماهيتها.

وأردفت مريم “السودان يقف مع الحق الإثيوبي في تطوير إمكانياته والاستفادة من مياه النيل الأزرق وتطوير موارده، من دون إجحاف بحق الآخرين خاصة حقوق السودان ومصر”.

وأفادت بأنه لا يمكن تحقيق فوائد مشتركة “من دون وجود اتفاق قانوني ملزم للجميع، خاصة حول قضية الملء الثاني للسد ومراحل التشغيل بصورة تفصيلية”.

وتابعت مريم “السودان يرفض بشدة الخطوات الأحادية خاصة التي تمت في العام الماضي وأثرت سلبا عليه كما يرفض محاولة إثيوبيا بدء الملء الثاني للسد”.

التدخل الأمريكي

وفي وقت سابق اليوم، قالت مريم إن بلادها تتطلع إلى التوصل لاتفاق قانوني ملزم قبل الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي وذلك خلال لقائها في العاصمة الخرطوم، مع المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، وفق بيان الخارجية السودانية.

وأمس الجمعة، وصل فيلتمان إلى الخرطوم قادما من مصر ضمن جولة تشمل أيضا إريتريا وإثيوبيا وتستمر حتى 13 من مايو/ أيار الجاري.

وقدمت مريم للمبعوث الأمريكي “شرحاً مفصلاً عن موقف السودان من المفاوضات الثلاثية حول سد النهضة”، حسب المصدر ذاته.

واستعرضت الوزيرة “رؤية السودان في إشراك المجتمع الدولي تحت قيادة الاتحاد الأفريقي للمفاوضات (حول السد) وهذا لانعدام الإرادة السياسية لدى الجانب الإثيوبي”.

وبحث اللقاء “التوجهات الاستراتيجية للسودان بالمنطقة والتوترات الحدودية مع إثيوبيا وسبل الحد من التوتر في منطقة القرن الأفريقي”.

من جانبه، أكد فيلتمان “دعم الولايات المتحدة للسودان لريادة دور فعال في إرساء السلام والاستقرار بمنطقة القرن الأفريقي”، وفق البيان ذاته.

وأبدى فيلتمان “تفهما عميقا لموقف السودان، مؤكدا أهمية قيادة المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي بإشراك المجتمع الدولي وتحسين الآلية التفاوضية”.

 

وقال دينا مفتي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية عندما سُئل، اليوم، عن زيارة فيلتمان المرتقبة “سنرى ما إذا كنا سننجح أم لا” مضيفا أن بلاده ستناقش معه الموضوعات ذات الصلة.

وكان فيلتمان قد التقى في الأسبوع الماضي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي أكد أن السد الإثيوبي قضية وجودية لمصر التي لن تسمح بإلحاق الضرر بمصالحها المائية.

وتصر أديس أبابا، على ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/ تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.

بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من المياه.

في السياق، أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خلال لقائه المبعوث الأمريكي ضرورة التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث حول السد.

وأعلن البرهان “استعداد بلاده للتعاون مع إثيوبيا في حل قضاياها الداخلية انطلاقا من علاقات حسن الجوار”، وفق بيان مجلس السيادة.

وحول خلافات الحدود، قال البرهان إن “انتشار الجيش السوداني الأخير تم داخل الحدود السودانية التي أقرتها إثيوبيا في عدد من المناسبات وحددتها الاتفاقيات التاريخية”.

ومنذ أشهر، تشهد الحدود السودانية الإثيوبية توترا أمنيا، بعد إعلان الخرطوم نهاية 2020 السيطرة على أراضٍ قالت إنها تتبع لها في منطقة حدودية مع أديس أبابا.

بينما تتهم أديس أبابا الجيش السوداني بالاستيلاء على معسكرات داخل أراضيها، وهو ما تنفيه الخرطوم.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي + وكالات