خبراء: الملء الثاني لسد النهضة يحصنه ذاتيا ويبطل ورقة الحل العسكري (فيديو)

إثيوبيا تسعى إلى أن يكون السد محصنا ذاتيا (مواقع التواصل)

قال الدكتور محمد حافظ أستاذ السدود إن الملء الثاني لسد النهضة يظهر تفوق الإرادة الإثيوبية على إرادتي مصر والسودان ويحصن السد ذاتيا ويعطل الكارت الأخير في يدهما وهو الحل العسكري.

وأضاف حافظ -في حديث للجزيرة مباشر- إن الملء الثاني وإن لم يكن كليا سيضيف لمخزون سد النهضة 2.5 مليار متر مكعب من المياه ليصبح إجمالي مخزون بحيرة السد 7.5 مليارات متر مكعب، وهذا يمثل قنبلة مائية على حدود السودان.

وتابع: “لن يستطيع أحد بعد ذلك أن يتحدث عن الخيار العسكري وهذا هو الهدف السياسي الذي تسعى إثيوبيا لتحقيقه”.

وقال حافظ: “إثيوبيا تسعى إلى أن يكون السد محصنا ذاتيا لأن المياه المتدفقة من سد النهضة في حالة توجيه ضربة عسكرية ستتجه إلى سد الروصيرص في السودان بتدفقات تصل إلى 400 ألف متر مكعب في الثانية، في حين تبلغ تدفقات بوابات سد الرصيرص 11 ألف متر مكعب في الثانية وهو ما سيؤدي إلى تعويم سد الروصيرص”.

7 مليارات دولار خسائر لمصر

من جهته قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة إن مصر استعدت لخصم 13.5 مليار متر مكعب من حصتها في مياه النيل هذا العام بسبب قيام إثيوبيا بتخزين هذه الكمية.

وأضاف: “لن يضير مصر أن تبدأ إثيوبيا في التخزين ولكن الضرر الكبير هو التخزين بدون اتفاق”.

وأشار شراقي إلى أن خطورة الملء الثاني تكمن في قيام إثيوبيا بهذا الأمر بإرادتها المنفردة، ما يمكنها من فرض هيمنتها على نهر النيل.

وأضاف قائلا “هذا يفرض واقعا جديدا، يسمح لها بتخزين كميات أكبر في الأعوام القادمة يمكن أن تصل إلى 30 مليار متر مكعب وسيصبح العامل الوحيد في كميات التخزين هو مدى التقدم في إنشاءات السد، ومصر والسودان ليستا في الصورة.

ولفت إلى أن خصم هذه الكمية من المياه هذا العام سيؤدي إلى عدم زراعة نحو مليوني فدان من الأرز في مصر ما يسبب خسارة تصل إلى 7 مليارات دولار لمصر.

وتصر إثيوبيا على ملء ثانٍ للسد، يُعتقد أنه في يوليو/تموز وأغسطس/آب المقبلين، بعد نحو عام عن ملء أول، حتى لو لم تتوصل لاتفاق.

بينما تصر مصر والسودان على التوصل أولا إلى اتفاق بشأن ملء وإدارة السد، للحفاظ على منشآتهما المائية وضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه النيل.

المصدر : الجزيرة مباشر